محمود صلاح

عن الحب أتحدث

الجمعة، 29 أغسطس 2014 05:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحب ليس له تفسير، لكن المؤكد أن له سببًا أو عدة أسباب، ومع ذلك فمنذ عرف الإنسان منذ زمن بعيد مشاعر الحب، لم نعرف أبدًا ما هذا الحب بشكل واضح ومحدد، وما هذا الشعور السحرى الذى يسرى فى نفس الإنسان لمجرد أن تقع عيناه على شخص معين بذاته دون غيره من خلق الله.. نحن لا نعرف لماذا نتعلق مثلاً، ودون سبب مفهوم، بملامح الإنسان الذى نحبه؟ لماذا هذه العيون بالتحديد؟ ولماذا يعجبنا هذا الأنف رغم أنه لا يختلف كثيرًا عن ملايين الأنوف الأخرى؟! ونحن لا نعرف لماذا تدق قلوبنا ونرتعش كلما سمعنا صوت الحبيب أو هلّ علينا بطلعته، أو ذكر أحد سيرته أمامنا؟ ويبدو أن كلًا من الرجل والمرأة يبدأ رسم صورة خيالية للحبيب المجهول المنتظر فى نفس اللحظة التى يعرف فيها كل منهما أن هناك فى الدنيا شيئًا اسمه الحب، وعلى طريقة «القص واللزق» يقوم الإنسان طوال سنوات برسم هذه الصورة الخيالية لفتى أو فتاة الأحلام.. كثير من الفتيان يحلمون بفتاة جميلة، مثل الحديقة، وشعرها طويل ينسدل على كتفيها، ويطيره النسيم مداعبًا. وكثير من الفتيات يحلمن طوال سنوات بفتى الأحلام، وتقوم كل واحدة برسم صورته التى تريدها.. طويل وفارع وشعره لامع، مثل أنور وجدى، أو محمود حميدة، قوى مثل بطل مصر فى الملاكمة، دمه خفيف مثل عادل إمام، محبوب ومشهور أيضًا مثل عادل إمام.

ورغم أنه ليس بالضرورة أن يعثر كل إنسان على الحبيب الذى انتظره سنوات وسنوات، فإن الناس يحققون المعادلة الصعبة، ويمزجون عسل الخيال مع ملح الواقع، ويرضى الكثيرون بالحلول الوسطى، ولا يصرون على الصورة الخيالية ويقبلون بالمتاح، وهناك مليون واحد أحب سعاد حسنى فى خياله، لكنها ظلت حلمًا خياليًا فلم تعرف شيئًا عنه، ولا حتى اسمه، وهناك مليون فتاة لم تحقق حلم الزواج من عادل إمام، ورضيت بأن تتزوج ابن خالتها العائد فى إجازة صيف من عمله بالسعودية! ومع ذلك ترحم السماء كل هذه الملايين من البشر وتعطى كل إنسان سعادة الإحساس بالحب، حتى لو لم يدم هذا الإحساس طويلاً فى الحياة، وهكذا يظل كيوبيد فى قلب الوزير والخفير لا فرق.

ومع ذلك أيضًا سيظل الناس والمؤلفون والمفكرون يبحثون عن تفسير محدد للحب، وسوف يقول كل منهم وجهة نظره، لكنهم فى النهاية لن يتفقوا أبدًا على إجابة نفس الأسئلة!

ما الحب؟ لماذا نحب؟ كيف نحب؟ هل الحب.. مرض؟

ولماذا يرفض المريض به تعاطى الدواء؟!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة