الأزهر : نتعرض لحملة ممنهجة لإثارة الفتن والاضطراب

الأربعاء، 13 أغسطس 2014 06:59 م
الأزهر : نتعرض لحملة ممنهجة لإثارة الفتن والاضطراب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر
كتب إسماعيل رفعت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكدت جامعة الأزهر الشريف، أنها تتابع الحملةَ الإعلاميَّة المُمنهَجةَ فى كثيرٍ من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئيِّة فضلاً عن وسائل التواصل الاجتماعى فى وقتٍ واحد، وتحتَ محاور مُعيَّنة وعناوين مُتشابهة مُكرَّرة، تدورُ جُلُّها حولَ التشكيك فى مناهج الأزهر الشريف ومواقفه من التطرُّف والإرهاب والعُنف.

وأوضحت الجامعة فى بيان لها، اليوم الأربعاء، أن الحملة التى تشكك فى مَواقِف الأزهر الوطنيَّة التى لا يشكُّ فيها مَن بَقِى فيه بعضُ عقلٍ أو خُلُقٍ أو وطنيَّةٍ، وتَعمُّدِ الإساءة والتطاوُل على رُموزِه ومشايخه الأجلاَّء، دونما أدنى اعتبارٍ لمكانة علماء الدِّين، أو حُرمةٍ وتقديسٍ لعُلومه ورُسومِه، أو حِفظٍ لحقوق مُؤسَّساته وتاريخها.

وأكدت الجامعة فى بيانها، أنَّ مثل هذه الحملات فى الوقت الذى تتلمَّسُ فيه الأمَّةُ طريقَها إلى الاستقرار، إنما تعكسُ انتهازيَّةً تصنَعُ مناخًا لإثارة الفتن والاضطرابِ واختِلال الموازين، مناخاً تندفعُ فيه عوامل التحلُّل والإلحاد والأنانية والنِّفاق والفُحش والزندقة والشهوة التى تَنخِرُ فى العقول والقلوب، ويتَحكَّمُ فيه الهوى، ويتوارى فيه العلم، ويظهرُ الجهل. إنَّ هذا الجوَّ المكفرَّ الذى يُريد هؤلاء، لن يُؤدِّى إلا إلى تعطيلِ الأمَّة عن البناء فى مرحلةٍ هى من أدقِّ مراحل تاريخها الحديث، تُحسَب عليها الأوقاتُ بالأنفاس لا بالساعات.

وأوضحت الجامعة أنَّ المواقفَ الوطنيَّةَ للأزهر الشريف، وإمامه الأكبر، ثابتة منذ الخامس والعشرين من يناير حتى يوم الناس لا مِراءَ فيها، ومعلومٌ عند الكافَّة أنها لم تَصدُرُ يومًا إلا عن ثوابتِ الأزهر الوطنيَّة وقناعاتِه العِلميَّة، فتَحريفُ الكَلِمِ الطيِّب عن مواضعه، والتغريرُ بالجماهير، أو القفزُ على المشهد بتصويرِه على غير واقعه، أو تأويلِه على غير حقيقته لأغراضٍ إيديولوجيَّة أو سياسيَّة أو حزبيَّة أو غير ذلك، تلبيسٌ وتدليسٌ لا تعرفُه مواثيقُ الشَّرَفِ الإعلامى ولا مسئوليَّة الكلمة، ولا شرفُ الوطنيَّة ولا بديهياتُ أخلاق العمل، ولا ولن يَنزِلقَ الأزهرُ إلى سِجالٍ على هذه الدرجة من التدنِّى.

وذكر البيان أنُّ التحامُل على التراث إنما يصدرُ إمَّا عن هزيمةٍ حضاريَّةٍ بما يلهَجُ به المستشرقون الذين درَج بعضُهم على تتبُّع تراث الإسلام بنيَّةٍ خبيثةٍ، تُخفِى وراءَها هدمَ الدِّين ومحاربةَ الإسلام، أو يَصدُر عن جهلٍ بمصطلحات هذا التراث ومفاتيح فهمِه، والثابت والمتغيِّر فيه، أو القطعى والظني، وأحكام الزمان والمكان، والظُّروف والأشخاص، وغيره مما يعرفُه العلماء، وبينته كتبُ العلم ومراجعه.

وأشارت الجامعة أنَّ الأزهر الشريف فى مصرَ هو العنوان الدِّينى الأقدس، وحول حرَمِه ترفُّ قلوب المصريين جميعًا وملايين المسلمين فى الدنيا كلها، وفوقَ منارته تحومُ أرواح المصلِحين والدعاة، وبعُلمائه وطلابه تَتعلَّقُ الآمال وتُناط الأمانى العِراض، وهو يعرف مسئوليَّاته جيدًا فى حِراسة منهجه الوسطى الذى تفرد به، والقيام على أمر الدعوة، وتجديد علوم الشريعة والحِفاظ على حُرمتها، رسالةٌ خالصةٌ لوجه الله، مُمحِّصة ممحِّضة من كلِّ غرَض أو عرَض أو مرَض، يُساندها أكثرُ من ألفِ عامٍ من علمٍ أصيل ومنهجٍ رصين، وتراثٍ عريق وأدبٍ عميق؛ {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِى الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83]، فالمزايدةُ على الأزهر وعلمائِه وطلابه لشواذ هنا أو هناك، والتشكيكُ فى مواقفه أو مناهجه المستقرَّة فى ضمير الأمَّة والمنطِبعة فى شخصية كلِّ مسلم فى الدنيا، إنما تندرجُ فى إطار التحلُّل من الدِّين؛ ولو اعتمد الأزهر فكرَ جماعةٍ أو توجُّهًا أو تيارًا مدنيًّا أو دينيًّا أو حكومةً أو فئةً أو حزبًا كائنًا ما كان - لا قدَّر اللهُ - فقد حمَل حتفَه فى كفِّه، ولن يُغنى عنه ذلك من الله شيئًا، ولا من الناس فى شيءٍ.

وكشفت الجامعة أنَّ الأزهرَ كما وقَف حائلاً دون امتهانِ الدِّين فى السياسة أو أغراضِ الحكم من قبلُ، فهو بنفس القوَّة لا ولن يسمحَ أو يُسامح فى فصل الدِّين عن الدولة، أو الدِّين عن العلم بحالٍ؛ فالدينُ الإسلامى يحكُم حركة الحياة بكلِّ شمولها وتنوُّعها، وهو دينُ علمٍ لا يعرفُ ما عرفته حضاراتٌ أخرى من عداءٍ أو صِراعٍ بين الدين والدولة، أو بين الدين والعلم.

واختتمت الجامعة بأنَّ الأزهر الذى أعلَنَ فى اللحظات الحرجة من قبلُ، أن الصراع لم يعد سياسيًا وإنما وطنياً، وأنَّ أمنَ مصر القومى يأتى فى المقام الأول وفوقَ كلِّ اعتبار مهما كان، لَيُذكِّرُ اليومَ أنَّ الحِفاظَ على الأزهر الشريف، عنوان العلم والحضارة والوطنية، ليس فى مصر فحسب وإنما فى العالم كله، يُعد من أولويَّات الأمن القومى المصرى، وأنَّ محاولةَ الانقضاض عليه مساسٌ بالأمن القومى، ولن تبوءَ إلا بالفشَل، كما هو الشأن مع كلِّ مَن كاد بالأزهر على مدى التاريخ داخليًّا وخارجيًّا.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة