سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 27 إبريل 1935.. استقالة شيخ الأزهر "الأحمدى الظواهرى" بعد هتافات أزهريين ضده فى صلاة الجمعة اليتيمة

الأحد، 27 أبريل 2014 08:38 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 27 إبريل 1935.. استقالة شيخ الأزهر "الأحمدى الظواهرى" بعد هتافات أزهريين ضده فى صلاة الجمعة اليتيمة الازهر الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أبلغ "زكى الإبراشى" ناظر الخاصة الملكية، الشيخ "الأحمدى الظواهرى": "جلالة الملك اختار فضيلتكم لتكون شيخ الجامع الأزهر الجديد، وهو شديد الثقة فيكم، فرد الشيخ: "إنى مغتبط شديد الاغتباط بثقة مولاى الملك، فقال الإبراشى: "أرجو من فضيلتكم مقابلة عدلى يكن باشا رئيس الوزراء، فإنه يريد مقابلتكم"، وتمت المقابلة.

فى مذكرات "الظواهرى" بعنوان "السياسة والأزهر" الصادرة عن "دار الاعتماد"، يحكى الرجل أنه بعد قرار التعيين، قال له الملك أثناء زيارته له لشكره: "كنت أريد أن أعينك فى المرة الأولى، ولكن يظهر ربنا أراد أن يمتحنك"، فرد عليه الشيخ: "إنى أحمد الله يا مولاى أن نجحت فى الامتحان، وإنى لعاجز عن شكر مولاى على الثقة الغالية التى وضعتها فى شخصى الضعيف".

قصة تعيين "الظواهرى" والتى انتهت باستقالته من منصبه فى مثل هذا اليوم "27 إبريل 1935"، واحدة من القصص التى توضح حال الأزهر حين يصبح موضع اجتذاب بين القوى السياسية، إدراكا منها بأهميته لدى المسلمين داخليا وخارجيا.

فى يوليو 1927 توفى شيخ الأزهر، الشيخ أبو الفضل الجيزاوى، وحسب كتاب "الأزهر- الشيخ والمشيخة" الصادر عن "مكتبة مدبولى" للكاتب والمؤرخ "حلمى النمنم"، أراد الملك فؤاد تعيين الشيخ الظواهرى للمنصب، لكن الحكومة كانت منحازة للشيخ "مصطفى المراغى"، وتعطل الأمر عشرة شهور بسبب وفاة سعد زغلول، حتى أصدر الملك قرار تعيين "المراغى" فى مايو 1928، لكنه استقال يوم 8 أكتوبر 1929؛ بسبب رفض "الملك" لمشروع قانون إصلاح الأزهر، وكان ذلك انعكاسا لرفض "فؤاد" للقانون الصادر يوم 32 مايو 1927، والذى ترك للملك حق تعيين شيخ الأزهر، ولكن بناء على أمر يصدره وليس مرسوما ملكيا، ثم يصدر الأمر بناء على ترشيح رئيس الوزراء، بما يعنى شراكة بين الحكومة والملك فى إصدار القرار.

رد "الظواهرى" الدين لـ"فؤاد" فألغى القانون سنة 1930، مما أعاد سلطة "الملك" على الأزهر، وتزامن ذلك مع تولى إسماعيل صدقى رئاسة الوزراء، وإلغائه العمل بدستور 1923، ووضع دستورا جديدا المعروف تاريخيا بدستور "1930" الذى ضمن للملك سيطرته الكاملة على الأزهر.

واجتمعت خصومتان فى توقيت واحد ضد "الظواهرى" أثناء شغله منصبه، واحدة من الأزهريين التقليديين لمحاولاته الإصلاحية، والثانية مع الأحزاب المعارضة لديكتاتورية إسماعيل صدقى، حيث وقف "الظواهرى" فى خندق "صدقى" والملك فؤاد، فتألب عليه الجميع.

احتشد الأزهريون فى مظاهرة بعد صلاة الجمعة اليتيمة أمام مسجد عمرو بن العاص يوم 5 يناير 1935، وكان رئيس الوزراء إسماعيل صدقى يحضرها، وهتف المتظاهرون ضده يطالبون بإقالته و"إنقاذ الإسلام منه"، فشعر بالحرج وأراد الاستقالة، لكن الملك فؤاد طالبه بالبقاء، فوافق حبا لـ"فؤاد" الذى كان أقرب المشايخ إلى قلبه وعقله، لكن الضغوط تواصلت وبلغت ذروتها بذهاب وفد من العلماء إلى القصر الملكى يطلب باستقالة "الظواهرى"، وجاءت الاستقالة، ليعود المراغى شيخا للأزهر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة