محمود صلاح

أنا.. وفيروز.. والقنبلة!

الجمعة، 18 أبريل 2014 01:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استعد الحضور فى شغف لسماع فيروز، وصعدت الفرقة الموسيقية إلى خشبة المسرح فى انتظار ظهورها، وفجأة ظهر مسؤول كويتى كبير على المسرح ليخبر الجمهور أنهم تلقوا بلاغًا من مجهول بوجود قنبلة فى المكان.. سادت حالة ذعر عامة، رغم أن المسؤول طلب من الناس مغادرة القاعة فى سرعة وهدوء.. تدافع الجمهور للخروج فى رعب، لكنهم لم ينصرفوا، وبعد أقل من ساعة تم الإعلان عن أن بلاغ القنبلة كان كاذبًا، وطالبوا الجمهور بالدخول مرة أخرى، وهو ما حدث بالفعل، وظهرت فيروز أخيرًا بجمالها وطلتها الساحرة!

وفى تلك الليلة فعلت فيروز ما لا يمكن أن يقدر عليه أى فنان عادى.. كانت تدرك بذكائها أن الجمهور ربما ما يزال خائفًا من القنبلة، واحتمال ألا تكون وهمية.. وهى لم تكن تغنى من أجل المال أو الشهرة، كانت فى مهمة وطنية من أجل وطنها لبنان، كان على فيروز فى تلك الليلة أن تنتزع الخوف من نفوس الناس أولا بهدوئها ووقفتها الواثقة المطمئنة، ثم أبدعت فى شدو روائعها التى يعشقها ملايين العرب، وتحولت فيروز بأدائها وسحرها إلى ما يشبه خمرًا أسكرت الجمهور، وأبدعت فى نقلهم إلى كوكب آخر كله سعادة، لا قنابل فيه.. وهمية أو حقيقية.. فى فجر تلك الليلة التى لا تنسى كان لقائى الأول بفيروز، وطلبت منى ألا أكتب عن قصة القنبلة، لأنها كانت لا تزال لديها حفلتان.. هكذا بدأت المعرفة والصداقة من جانبها، والعشق من جانبى!

نعم عشقت فيروز واحترمتها، لم أجد فيها فنانة عبقرية فقط، بل عرفت فيها مواطنة تعشق وطنها إلى أقصى الحدود، بترابه وأرضه وجنونه، والتقيت بها كثيرًا فى أثناء سنوات الحرب الأهلية اللبنانية، ورأيتها بعينى تفعل كل شىء من أجل وطنها.. قالت لى أيامها إنها تحلم بالسلام والخلاص لوطنها لبنان، وأن تغنى عند معبر الفرنسيسكان، وهو ما حدث فور انتهاء الحرب وعودة لبنان.. وفى آخر لقاء صحفى لى معها، تمنت فيروز من زميلى الراحل المصور الموهوب فاروق إبراهيم ألا يقوم بتصويرها، وامتثل فاروق إلى رغبة فيروز، لكن عندما غادرنا البيت، قام بتصوير آثار عشرات من القذائف والرصاص التى أطلقت حول شرفات ونوافذ بيت فيروز، وانتهت حرب لبنان.. وبقى لبنان.. وبقيت فيروز.. فتعال أنا وأنت.. نغنى لمصر!








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

فيروزى

فيروز

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة