محمود صلاح

الحب الكبير!

الجمعة، 07 مارس 2014 12:23 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أوتعرف المرأة الحب الحقيقى؟ وأين هى تلك المرأة التى تهب نفسها وعمرها للرجل الذى أحبته؟ نعم كانت هناك مثل هذه المرأة وهى السيدة خديجة أولى زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحبهن إلى نفسه وقلبه. «تحت شمس الفكر»، روى توفيق الحكيم قصة الحب النبيلة التى ربطت بين محمد سيد الخلق، والسيدة خديجة.. قبلها لم يتحرك قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم لإمرأة قط، عاش حتى الخامسة والعشرين من عمره لا يعرف اللهو أو النساء، وكأنه كان يشعر فى قرارة نفسه بمصيره العظيم والرسالة الأعظم التى تنتظره. كانت خديجة ذات مال وتجارة. تبعث بها إلى الشام وتستأجر من أجلها الرجال، وأرسلت محمداً فى تجارتها فعاد رابحاً ضعف ما كانت تربح، أليس هو الأمين المجتهد، وقد شهد بذلك غلامها «ميسرة» الذى رافقه فى الرحلة ؟ وفتح الله على قلب خديجة بحب قوى عظيم تجاه محمد الفقير اليتيم، وهى كانت قد رفضت الزواج من أكرم رجال قريش وأعظمهم شرفاً. لكنها أرسلت تابعتها «نفيسة» تعرض عليه يدها، ويتزوجها محمد.

ومن البداية أصبح الزوج قرة عين زوجته التى وقفت معه بقلبها تسانده وتؤيده بكل الإخلاص. قبيل بداية الوحى يعود إلى بيته فى حالة روع شديد وهو يرتجف ويستنجد بها: دثرونى.. دثرونى !فتهرع إليه تدثره، وتسأله فى لهفة: رحمة بى خبرنى بأمرك!

فيقول لها: إنى إذ خلوت إلى نفسى سمعت نداء خلفى يقول «يا محمد..يا محمد».. فانطلقت هارباً وأنا أرى ضوءاً وأسمع صوتا، وإنى لأخشى أن أكون كاهناً يا خديجة.. ووالله ما أبغضت بغض هذه الأصنام شيئاً قط ولا الكهان. فترد خديجة وهى تهون عليه: هون عليك.. والله ما يخزيك الله أبدا.. إن الله لا يفعل ذلك بك أبدا.. إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث، وتؤدى الأمانة، وإن خلقك كريم. هكذا كانت الزوجة المحبة أول من آمنت بزوجها وصدقته، ولم تفعل كما فعل قومه الذين كذبوه وسفهوه وسبوه واضطهدوه ورموا التراب على رأسه !

هكذا كان الحب الكبير، ويروى الحكيم كيف عندما علم أعداء محمد بقرب وفاة خديجة انتابهم فرح الشماتة، وقال أبو لهب لأصحابه: عما قليل تذهب تلك التى كانت تشد أذره وتعز شأنه ! وماتت خديجة لكن حب الرسول صلى الله عليه وسلم لها لم يمت أبداً. ظلت حتى آخر عمره فى مكانها فى لؤلؤة قلبه.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة