(افتح قلبك مع د. هبة يس).. الكلام الحلو

الخميس، 20 فبراير 2014 01:04 م
(افتح قلبك مع د. هبة يس).. الكلام الحلو د. هبة يس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسلت ( ... ) إلى "افتح قلبك" تقول:

أنا شابة عمرى 30 سنة, متزوجة ولى 3 أطفال والحمد لله, أنا من عائلة ميسورة جدا, ووضعها الاجتماعى مرتفع إلى حد كبير, ولهذا فقد كانت لدى الإمكانية لأن أعيش حياتى (بالطول وبالعرض), وأفعل كل ما أحب وأريد طالما لا يغضب الله طبعا, عندما دخلت الكلية كنت محط أنظار الكثيرين, ومنهم من حاول الارتباط بى بشكل غير رسمى طبعا, ولكنى دائما كنت أرفض, حفاظا على نفسى لمن سيكون زوجى, فقد أردت أن يكون زوجى هو أول رجل فى حياتى بكل معنى الكلمة.

وتزوجت من رجل محترم جدا, ومن عائلة فى نفس مستوانا المادى والاجتماعى, شخص موثوق به وبأخلاقه, ويعاملنى باحترام ولطف, أحب أهل زوجى وهم يحبوننى والحمد لله, ستقولين لى أين المشكلة إذا؟ المشكلة وإن كانت بسيطة فى نظر الكثيرين, وبالمقارنة بما يرد عليكى من مشاكل, إلا أنها كبيرة من وجهة نظرى, وتفسد على حياتى فعلا..

فزوجى العزيز لا يجيد الكلام الحلو نهائيا, هو يحبنى وأنا أعرف, وأنا أيضا أحبه ولم أحب غيره, لكنى أشعر معه بأنى محرومة من أبسط الكلمات التى تشعرنى أنى أنثى محبوبة ومرغوبة, وما يؤلمنى حقا هو أنى منعت وصنت نفسى من الاستمتاع بمثل هذا الكلام سابقا مع أنه كان متاح, أملا فى أن أجده وأسمعه من الشخص الوحيد الذى يحق له فعل ذلك.. من زوجى.. حلالى, ولكن لم يحدث بكل أسف.

طوال فترة خطبتى وهى سنة ونصف لم أسمع منه كلمة حب واحدة, وقلت ربما يكون ذلك من حيائه أو لأنه يدخر لى كلامه وحبه بعد الزواج, ولكن الوضع لم يتغير بعد ذلك, فهو لا يعرف غير كلمة واحدة يقولها بشكل روتينى فاقد للمعنى, وأحيانا يقولها على هيئة مزاح أيضا.. علاقتنا أصبحت روتينية جدا, لدرجة أنى أبكى أحيانا وأستحلفه بالله أن يخبرنى إذا كان لم يعد يحبنى, فيقسم لى أنه يحبنى وسعيد معى جدا, لكنه فقط دائما مجهد ولا يجيد الكلام.

والآن وبعد أن مضى سن العشرينات إلى غير رجعة, أشعر أنى كبرت وأن الأيام ستمضى من بين يدى دون أن أسمع كلمة حلوة (تبل الريق), لدرجة أنى أندم أحيانا على ما مضى, وأقول فى نفسى ليتنى تركتهم يسمعوننى، ولو بعض الكلمات، والتى يمكن أن أتذكرها بين الحين والحين.

صدقينى أنا أجاهد نفسى جهادًا حتى لا أفكر فى غير زوجى, ولو حتى فى خيالى, فأرجو ألا تتهمينى أو يتهمنى البعض ببطر النعمة, لكنى فعلا لا أعرف ما الحل؟

وإليك أقول:

أنا لن أتهمك بأى شىء, لكن اسمحى لى أن أنبهك إلى شىء خطير, وهو أنك واقعة تحت تاثير الشيطان بشدة, فهذه هى خطته المعروفة جدا, لكنه يكررها دائما بمنتهى الهدوء والخفاء مع كل منا، بحيث لا يمكننا التعرف عليها فى كل مرة.. وهى أنه يعمل بكل قوته على أن يذكرنا بموطن النقص فى حياتنا باستمرار, ومرة بعد مرة تتناقص كل الإيجابيات فى حياتنا بجانب هذا الشىء _الذى يصور لنا أنه خطير_ فنصبح لا نرى ولا نسمع ولا نشعر إلا بما ينقصنا فقط, فتتحول الحياة إلى جحيم بكل معنى الكلمة, فمهما كان عندك من نعم أو مزايا أو جماليات فى حياتك ستنكرين وجودها، أو ربما لا تنتبهين لها من الأصل, ذلك لأن كل تفكيرك منصب على.. أنا أريد هذا.. أنا ينقصنى هذا.. لن أشعر بأى طمأنينة ولن يهدأ لى بال إلا إذا حصلت على هذا.

صدقينى يا سيدتى تلك هى اللعبة المكررة بحذافيرها, فأنت ولله الحمد لم يكن عندك مشاكل فى حياتك السابقة, واستطعتى بتوفيق من الله أن تحفظى نفسك لزوجك كما كنتى تريدين, وأنعم الله عليكى بزوج به ما به من محامد, ورزقك بثلاثة أطفال حفظهم الله وبارك لك فيهم.. كيف ينغص عليكى الشيطان حياتك إذا؟, لا بد له من أن يجتهد ليعظم لك ويكبر فى نظرك ما تفتقديه, فتسخطى, وتتعبى, وتملى, فتزل قدمك, فيرتاح هو ويهنأ, ويتركك فى شقاء بقية حياتك.

فى مرة من المرات سألت زوجة أحد الشيوخ, وشكت إليه بخل زوجها, فرد عليها الشيخ بابتسامة هادئة, وقال لها (إن الله يعلم أن مثل زوجك هذا هو من سينصلح معه حالك, فربما لو كان رزقك بزوج كريم أوسخى لكنتى أسأتى أو فسدتى أو أصبحتى من المسرفات...), بالطبع ليس المقصود هو أن نحب السلبيات, أو أن نخاف الإيجابيات أو لا نبحث عنها, ولا أن نستسلم للأمر الواقع دون محاولة التحسين, لكن فلنفكر فيما وراء السطور, فربما لو كان زوجك يسمعك الكلام المعسول ليل نهار لكنتى تدللتى عليه, أو ابتعدتى انت عنه, أو شعرت بنفسك أكثر من اللازم فاستكثرتى نفسك عليه.

أو ربما لو كان زوجك ممن يجيدون الكلام, لوجدتيه ممن يسحرونك أنت وغيرك بهذا الكلام, فيكون من النوع الذى لا تقاومه النساء, وحينها بالتأكيد كنت ستمنين لو كان أخرس, وليس فقط لا يجيد الكلام الحلو.

لا أحد كامل, بما فيهم أنت يا عزيزتى, فماذا لو رأى فيك زوجك وجوه تقصيرك فقط, وركز عليها, وفكر فيها ليل نهار؟, ألن ينفر منك ويزهدك, وربما تزوج غيرك؟, حينها ماذا سيكون ردك؟ بكل تأكيد ستتعجبين من أنه ترك كل الصفات الحلوة التى فيكى وركز فقط على سلبياتك, وهذا ليس عدلا بالتأكيد, فالإنسان كل لا يتجزأ.

أرجوكى أفيقى قبل فوات الآوان, وقبل أن يعظم الشيطان الأمر فى ذهنك أكثر من ذلك, فمهما كانت معاناة أى زوجة لا يوجد تبرير للخيانة, وهى نفسها أول من سيشقى بعد ذلك.

لن أنكر عليكى احتياجك لسماع كلمات الإطراء والغزل, فمن منا لا تطرب لسماعها ممن تحب, لذلك قالوا إن المرأة تحب بأذنيها, لهذا دعينا نفكر بشكل عملى فى حل هذه الأزمة:

1) فى البداية وكما أنصح أى زوجين دائما, هناك دعاء لا بد وأن نردده مرة واحدة يوميا على الأقل... (اللهم أصلحنى لزوجى وأصلح زوجى لى وألف بين قلوبنا).

دعاء سهل وبسيط, وسيساعدنا على فتح الأبواب المغلقة بكل تأكيد.

2) كونى أنت البادئة والمبادرة بالكلام الحلو, واللفتات الرقيقة بينك وبين زوجك, اجعليه يعتاد أن يسمع منك هذه الكلمات, وشيئا فشيئا سيحاول التجاوب معك والرد عليكى بالمثل, وحتى وإن لم يفعل فى البداية لا تيأسى أنت من ذلك, فحتما سيأتى اليوم الذى سيتجرأ فيه ويحاول التعبير عن مشاعره ببعض الكلمات, وعندما يحدث شجعيه أنت بإبداء الفرحة بما قال, وكم أنك تأثرتى بهذه الكلمات, وكم تحتاجينها منه, لكن دون لوم أو تقريع.

3) لماذا لا تعملين خيالك فى الحلال؟ تقولين أنك تخافين أن تفكرى فى غير زوجك, فلماذا لا تفكرى فى زوجك نفسه؟, ألم تكونى ستتخيلين هذا الآخر يسمعك ما لذ وطاب من الكلمات؟, لماذا لا تتخيلين زوجك وهو يقول لك هذه الكلمات؟, أليس كله خيال؟, وكله من صنع أفكارك؟, وأنت من ستكتبين السيناريو والحوار فى جميع الأحوال؟ إذا فلما لا؟...

دعى خيالك يقرب بينك وبين زوجك كما كان سيفعل بينك وبين أى رجل آخر لا تعرفين عنه شيئا, ولا تعرفين إذا كان يسمع زوجته مثلما يسمع الآخريات أم لا.

صدقينى يا سيدتى.. أغلب من يتجملون للنساء خارج بيوتهم, هم أقبح وأجف وأبرد خلق الله داخل بيوتهم, وإلا ما كانت لديهم طاقة ومشاعر فائضة يخرجونها لكل من يقابلونها فى الطريق.

أرجو أن أكون ساعدتك ولو بكلمة واحدة, لكنى أنا من يستحلفك بالله أن تفكرى جيدا قبل أن تتخيلى أن السعادة فى الخارج, أو مع آخر, فمن المؤكد أنك ستجدين شيئا وتفقدى فى مقابله أشياء, هذا إن لم تفقدى كل شىء.

للتواصل مع د. هبة وافتح قلبك: h.yasien@youm7.com










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة