ناصر عراق

مبارك وراء تفجير طابا!

الأربعاء، 19 فبراير 2014 02:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا ريب عندى فى أن نظام مبارك هو المتهم الأول فى تفجير طابا؟
لماذا؟

لأن الشاب الانتحارى الذى ارتكب هذه الجريمة الخسيسة يبلغ من العمر 21 عامًا، وفقا لما صرح به المسؤولون فى الطب الشرعى، حين قاموا بمعاينة جمجمته، وبالتالى فإنه مولود فى سنة 1993، أى فى عز الحكم البائس لمبارك.

حتى كتابة هذه السطور لا نعرف أى معلومات عن الشاب وبيئته ومستواها، ولكن من المؤكد أنه إما طالب فى الجامعة أو أنه من ذوى التعليم المتوسط، او لم يوفق فى التعليم بالمرة، وخرج إلى الشارع ليسقط فى غياهب الفكر المتشدد والعصبى والمتخلف.

أنت تعرف كيف دمر نظام مبارك المنظومة التعليمية فى مصر، حتى أصبح التعليم عقوبة يدفع ثمنها المصريون بانتظام، وباتت الملايين أسرى الأمية الأبجدية، (تذكر أن جامعات مصر كلها خرجت من تصنيف أفضل 500 جامعة فى العالم، فى عهد مبارك الميمون، بعد أن كانت جامعة القاهرة تحتل مكانا لائقا ضمن أفضل 100 جامعة فى العالم إبان حقبة الستينيات)، وقد ترك مبارك جماعات التخلف والتشدد تنمو وتزدهر فى الأوساط الاجتماعية الفقيرة، حتى التف حولها كل جاهل أو يائس أو ناقم، على أمل أن تحقق له هذه الجماعات الأحلام التى ضاعت فى زمن مبارك.

منذ سمح الرئيس الأسبق أنور السادات لتيارات التأسلم السياسى بالتواجد والحضور فى خلايا المجتمع، ثم جاء مبارك وفتح لهم الباب واسعًا، فملأوا الفراغات التى تركتها الدولة، وخدعوا الناس بالتدين الشكلى، وتقديم حفنة خدمات فشلت دولة مبارك فى تقديمها.. أقول منذ ذلك الوقت والمجتمع المصرى يكابد عذابات لا حصر لها، وها هو شاب عمره 21 سنة يقدم على تفجير نفسه فى أوتوبيس سياحى ظنا منه أنه بذلك يقتل الكفار، وأن الجنة فى انتظاره!
أرأيت خدعة عقلية أكبر وأخس من ذلك؟ شاب فى مقتبل العمر، خارج توًا من طور الطفولة والمراهقة، لم يقرأ شيئا ذا قيمة، ولم تختبره الحياة بمنغصاتها، ولم يعرف شيئا عن خبايا السياسة وألاعيب الدول الكبرى، ومكائد الدول الصغرى، ومع ذلك يحشو رأسه بأكثر الأفكار دموية وتخلفا؟
أجل.. حاكموا المخططين والمنفذين، ولكن لا تنسوا أن تحاكموا مبارك أيضا!








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة