"صنع فى مصر".. "6 مهن فى بلد العجائب".. المشهلاتى مش موجود فى أوروبا والدول المتقدمة.. شعار التباع "شرحة وبرحة وفيها تكييف".. "السايس" بيأجر الشارع للى عايز يركن.. المعددة "لطامة بالكهربا"

الأحد، 07 ديسمبر 2014 03:06 م
"صنع فى مصر".. "6 مهن فى بلد العجائب".. المشهلاتى مش موجود فى أوروبا والدول المتقدمة.. شعار التباع "شرحة وبرحة وفيها تكييف".. "السايس" بيأجر الشارع للى عايز يركن.. المعددة "لطامة بالكهربا" سايس فى موقف سيارات
كتبت إيناس الشيخ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فقط فى مصر ممكن تشوف العجب، جملة تترجمها عينيك لا إرادياً فى كل لحظة تقضيها فى شوارع مصر المحروسة التى تعج "بالعجب"، وتحمل من الخصوصية والانفراد ما لا تحمله دولة أخرى على وجه الأرض، المتناقضات التى تتعارض مع بعضها فى تناغم مصرى هى التى تحولت فى حياتنا أمراً عادياً لم يعد يستفزنا، والعلاقات الاجتماعية التى تحمل الشىء وعكسه فهى الأخرى ذات طابع مصرى خالص، أم المهن التى تصطدم بها يومياً دون اندهاش يذكر، فمعظمها اختراع مصرى لن تقابله فى أى دولة أخرى فى العالم.

المشهلاتى.. ما تقنعنيش أنه موجود فى أوروبا:

نظرات واضحة، وحركات حفظها المصريون عن ظهر قلب، هى التى تميز الشخص الذى تصطدم به دائماً فى المصالح الحكومية، أو المرور، المطار، مجمع التحرير، أو أثناء استخراجك لأى "ورقة رسمية فى البلد دى"، تعرفه بمجرد مروره بجانبك، يوزع سلاماته على الجميع، ينادى هذا بالباشا، وذاك بـ"حبيبى"، ويتصدر المشهد دائماً أمام الشبابيك أو المكاتب، أجندة تليفوناته "تسد عيش الشمس"، أما علاقاته بالمسئولين من "أصغر واحد لأكبر واحد" فحدث ولا حرج، لا يحتاج لشهادات لممارسته المهنة التى تعد اختراعاً مصرياً لا تنافسه فيه دولة أخرى فى العالم، فيكفيه الفهلوة والحداقة وسرعة التصرف ولا مانع من قليل من الاستغلال والنصب على الزبون، لتكوين شخصية "المشهلاتى" أو صاحب القدرة على استخراج الأوراق من تحت براثن الروتين، يعرض عليك المساعدة بدون تصريح منه بذلك، يكفيه النظر إليك وأنت فى حيرة من أمرك بين هذا الشباك وذاك، ليسحب منك الأوراق مباغتاً وينهى جميع التوقيعات والأختام المطلوبة "بصنعة لطافة"، ثم يسلمك الأوراق جاهزاً مبتسماً، متمتماً بالعبارة الشهيرة "تحت أمرك يا باشا" ليترك لك حرية وضع يدك فى جيبك وتسليمه "الحلاوة".

وقد تظن أحياناً أنها مهنة لا حاجة لها، وأنه مجرد نصاب أو "حلانجى"، ولكنك قد تغير رأيك فى حالة اختفائه تاركاً لك التصرف فى مكان مثل "مجمع التحرير" و"أبقى قابلنى لو عرفت تطلع".

"شرحة وبرحة وفيها تكييف" علامة "التباع" المصرى فى صيد الركاب:

مكانه على السلم الخارجى "للميكروباص" معلقاً بالباب، تاركاً الهواء يصطدم بوجهه ويساعده فى رفع صوته منادياً "إسعاف.. تحرير.. رمسيس.. فاضية كراسى ورا"، القدرة على جمع أكبر عدد من الزبائن وتكديسهم فى مؤخرة السيارة، ومدى ارتفاع صوته هى المؤهلات الممتازة لمهنة "التباع" التى تعتبر هى الأخرى اختراعا مصريا خالصا، "لا وجود له فى الوجود" فى أى دولة أخرى، جمع الزبائن، إقناعهم بوجود مقاعد شاغرة، النداء على المناطق التى يتوجه لها الميكروباص، جمع الأجرة، والغناء والتسرية عن السائق أحياناً، هى المهام التى يقوم بها "التباع المصرى" الذى لا يجب أن تخلط بينه وبين "الكمسرى" الذى يحمل التذاكر، ففى حالة التباع لا توجد تذاكر، ولا توجد قواعد، فقط ما يأمر به هو ما يجب أن يتبعه الجميع دون اعتراض، فهو فى معظم الأحيان "رئيس جمهورية الميكروباص" حتى نهاية الخط، وربما لا تشعر بقيمته إلا إذا هممت بالركوب فى سيارة لا تحمل تباعاً، وتضطر بنفسك محاسبة السائق أو النداء على المحطة التى تستعد للنزول إليها فى نهاية الرحلة، ويبقى التباع المصرى دائماً وأبداً هو الروح المصرية داخل أى ميكروباص فى مصر.

السايس.. احتراف إيجار الشارع لأى حد عايز يركن:

على زر الانتظار تضغط ملتفتاً إلى معجزة من السماء قد تضع أمام عينيك بقعة شاغرة لركن سيارتك التى لم تحسب لها الدولة حساباً فى أماكن الركن غير الموجود بالمرة، وهنا يقفز أمام عينيك المنقذ، الذى يجد لك مكاناً من تحت الأرض، "تعالى هنا يا باشا، أيوة أرجع تعالى، قدام عجلة، إكسر يمينك كله، فى العدل بقى ياريس، بس أنت كده تمام، هتتأخر، طب 5 جنيه الباركن"، هكذا يقوم بعمله على أكمل وجه ناهياً كلامه بالـ"باركن" أو "الباركينج" بلغة سايس الجراج، الذى تحول لواحد من أهم الشخصيات التى لا يمكن تخيل الشوارع المصرية بدونها، كما أنه غير موجود فى أى دولة أخرى، ولا تحاول المفاصلة معه دائماً، لأنه سيرد عليك بجملة واحدة مبرراً سعر إيجار وقوفك فى الشارع، وهو "أصل أحنا مأجرين من الحى"، الذى لا يعرف غالباً بوقوف السايس من عدمه، لتجد نفسك أمام اختيار من اثنين، إما أن تعرض سيارتك "للكلابش"، أو تنصاع لكلام "السايس" الذى سيجد لك مكاناً لن تفلح محاولاتك فى البحث فى الوصول إليه.

المعددة.. اختراع مصرى "لطامة بالكهربا":

العباءة السوداء والطرحة السوداء غالباً هى "عدة الشغل"، أما الشغل نفسه فهو الصراخ والبكاء متظاهرة بأن "الميت من بقية أهلها"، هى المعددة المصرية التى قد تظن عبثاً أنها اختراع سينمائى، أو أنها اختفت باختفاء الأفلام الأبيض وأسود، ولكن المعددة حقيقة مازالت موجودة فى قرى ونجوع مصر التى تعتبر الصراخ على الميت جزءا لا يتجزأ من العزاء، وهى وظيفة المعددة التى تقوم بهذا الدور ببراعة لا يتقنها أهل المنزل أنفسهم، وهى الوظيفة التى صعب أن تجدها فى دولة أخرى غير "المحروسة" مصر.

روبابكيا.. أى حاجة قديمة للبيع.. أحلى شعب يقدر قيمة "القديم":

الشعب المصرى، هو الشعب الأول فى تقدير قيمة "الروبابكيا" أو القديم، للدرجة التى دفعت بالمهنة التى يصعب أن تقابلها فى أى مكان فى العالم، وهى "بياع الروبابكيا" الذى يدور على المنازل لشراء القديم أو بيعه، وعلى الرغم من وجود تجارة الروبابكيا، أو إعطاء القيمة للقطع القديمة مثل "التحف" على سبيل المثال فى مناطق أخرى، إلا أن "بتاع الروبابكيا" الذى يجلس على "العربية الكارو" بحثاً عن الروبابكيا، لا يمكن أن تصادفه فى مكان آخر، كما يصعب أن تسمع جملته الشهيرة "روبابكيا.. أى حاجة قديمة للبيع" فى دولة أخرى غير مصر.

سن السيكنة سن المقص.. لسه موجود.. وما تلاقيهوش غير فى مصر:

"سن السكينة.. سن المقص"، جملة أخرى اعتادتها الآذان المصرية، لصاحب "المسن" أو "السنان" الذى يتجول بـ"المسن" فى الشوارع منتظراً الفرج، وعلى الرغم من أنها مهنة لها تاريخها مثل "السقا" الذى اختفى من الشوارع، إلا أنه على العكس مازال موجوداً تصادفه فى الحوارى والأزقة، والمناطق الشعبية باحثاً عمن يرغب فى "سن السكاكين"، ولكن من الصعب أن تتخيل وجوده بنسخة أخرى غير "المصرى".










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة