أبو بكر الديب يكتب: متى نرى تنمية حقيقية للصعيد؟

الخميس، 04 ديسمبر 2014 08:05 ص
أبو بكر الديب يكتب: متى نرى تنمية حقيقية للصعيد؟ ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس مفاجئًا أن نقول إن تنمية الصعيد عبارة ظلت غائبة لسنوات عن قاموس الحكومات والأنظمة لسنوات مضت، فقد ظلت محافظات مصر الجنوبية بدءًا من بنى سويف حتى أسوان مرورًا بالمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والبحر الأحمر والوادى الجديد بدون تنمية منذ ستينيات القرن الماضى تقريبًا دون تنمية حقيقية تذكر.

ومن أهم المشكلات التى تواجه التنمية فى الصعيد غياب دور رجال الأعمال والمستثمرين فى تبنى مبادرات حقيقية لخلق مناخ للاستثمار والتنمية، خاصة فى الظهير الصحراوى الغربى الواعد بالتنمية الصناعية والتعدينية والعمرانية، إضافة لإمكانية استصلاح الأراضى الزراعية، لتعويض آلاف الأفدنة التى تحولت إلى مساكن على وبمحيط نهر النيل.

وظلت الحكومات المتعاقبة تتعامل مع الصعيد بالقطعة كلما حدثت واقعة عنف فى مكان ما حاولت تعميرها دون النظر إلى تنمية حقيقية كما ذهبت الوظائف والمنافع الحكومية إلى رءوس العائلات التى كانت تخدم فى عمليات التصويت الانتخابى للحزب الوطنى المنحل لكن لم تكن يومًا توجد خطة تنمية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع لإخراج الصعيد من عزلته.

ورغم ذلك هناك بعض التجارب الناجحة للاستثمار فى الصعيد فعلى سبيل المثال فى قنا أقيمت منطقة صناعية كبيرة فى مركز قفط شملت العديد من المصانع كالأسمنت والأدوية وغيرها وكذلك فى قوص عمل مصنعى السكر والورق على نهضة للمركز وإن لم يخلو ذلك من مشكلات بيئية خطيرة.

ومنذ سنوات طويلة تقدم الدكتور فاروق الباز، مدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة بوسطن، لإنشاء ممر التنمية والتعمير فى الصحراء، بهدف إنشاء طريق بمواصفات عالمية فى صحراء مصر الغربية، يمتد من ساحل البحر المتوسط شمالاً، وحتى بحيرة ناصر جنوباً، وعلى مسافة تتراوح ما بين 10 و80 كيلو متراً غرب وادى النيل، ويهدف هذا الممر لفتح آفاق جديدة للامتداد العمرانى والزراعى والصناعى والتجارى حول مسافة تصل إلى 2000 كيلو متر.

وأكد وقتها أن المشروع سيعمل على ربط مصر شمالها بجنوبها ، كما سيوفر نحو 10 ملايين فدان صالحة لبناء وتشييد المصانع من بينها نحو 2.1 مليون فدان صالحة للزراعة بالقرب من حوض النيل، وهى مناطق تتوافر بها المياه الجوفية.

ويتضمن مقترح ممر التعمير إنشاء طريق رئيسى للسير السريع بالمواصفات العالمية، يبدأ من غرب الإسكندرية بمدينة العلمين، ويمتد حتى حدود مصر الجنوبية بطول 1200 كيلو متر تقريبًا، واثنى عشر فرعاً من الطرق العرضية التى تربط الطريق الرئيسى بمراكز التجمع السكانى على طول مساره بطول كلى نحو 800 كيلو متر، فضلاً عن شريط سكة حديد للنقل السريع بموازاة الطريق الرئيسى، وأنبوب ماء من بحيرة ناصر جنوباً وحتى نهاية الطريق على ساحل البحر المتوسط، وخط كهرباء يؤمن توفير الطاقة فى مراحل المشروع الأولية .. والمتابع لمثل هذا المشروع يتساءل ..لماذا يتأخر هذا المشروع ؟ ومن المستفيد فى تعطيل مشروع كهذا يمكنه نقل مصر لدولة متقدمة؟ وغير ذلك من أسئلة كثيرة نضعها أمام المسئولين عن اتخاذ القرار.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة