مدحت صفوت يكتب: ضد اختزال صلاح جاهين.. ومؤلف "على اسم مصر" واحد من شعراء الإنسانية.. ونؤيد تأسيس مركز ثقافى متكامل يحمل اسم صاحب "الرباعيات".. يهتم بنقد قصيدة العامية والمسرح والفن التشكيلى

الأربعاء، 31 ديسمبر 2014 03:51 م
مدحت صفوت يكتب: ضد اختزال صلاح جاهين.. ومؤلف "على اسم مصر" واحد من شعراء الإنسانية.. ونؤيد تأسيس مركز ثقافى متكامل يحمل اسم صاحب "الرباعيات".. يهتم بنقد قصيدة العامية والمسرح والفن التشكيلى صلاح جاهين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"إقصاء صلاح جاهين" عبارة تبدو غريبة الوقع، خاصة مع الجماهيرية الكبيرة التى يتمتع بها مؤلف "على اسم مصر" والذى مرت ذكرى ميلاده الـ84 منذ أيام، لكن الاختزال الذى يعنى استبعاد جانب ما من التداول الخطاب "إقصاء"، سواء كان مقصودًا أو عفويًّا.

محاور عدة لاختزال جاهين، فنية أو سياسية وأحيانًا شخصية، هناك من يشير إليه بـ"شاعر الرباعيات"، محاولًا خنق التجربة الإبداعية فى إصدار واحد، أو فى تجربة جزئية ضمن التجربة الكبرى. واستادًا على التاريخ السياسى، يُأطرُ البعضُ جاهين باعتباره شاعر ثورة يوليو، مشيرًا إلى أن الأخيرة سبب «الجماهيرية» التى تمتع بها الأول، فى حين أننا نثق بأن الثورة ونظام يوليو استفاد من جاهين وكتاباته، ولم يكن "صلاح" منافقًا لمصر الناصرية وللثورة المجيدة، وإنما كان مؤمنًا لدرجة اليقين بالمشروع، وبذل فى تحقيقه الكثير.

جماليًا، يتعمد البعض التعامل مع جاهين بوصفه «مجرد شاعر عامية»، واحد من أولئك الذين يقولون الزجل، لاحظ يقولون ولا يكتبون، فى استهجان «مُركب»، للشاعر وللزجل معًا! هنا تستهدف المحاصرة «قصيدة العامية» فى أحد ركائزها ومبدعيها. أما على المستوى الشخصى، فيختزل البعض جاهين «إبداعًا وفنًا» فى قصة الاكتئاب، ويثار من حين لآخر تساؤلات حول انتحار جاهين لتبرز الصحف والدوريات عناوين من نوع «هل حقًا مات صلاح جاهين منتحرًا؟».

المؤسسة الأكاديمية بدورها تُقصى «شعر العامية» برمته وليس جاهين فحسب، فحتى الآن لا نعرف سوى دراسة واحدة «جادة ورصينة» عن شعر العامية أنجزها الناقد د.سيد ضيف الله، عن الراحل فؤاد حداد، قارن فيها جماليًا وثقافيًا بين خطابات السياسية لرؤساء مصر السابقيين «ناصر، السادات، ومبارك»، والخطاب الشعرى لمسحراتى العرب.

خلاف ما سبق، لا تزال المؤسسة الأكاديمية تعانى قيد الرؤية التراثية العقيمة، المستهجنة والمزدرية للعامية بوصفها لغة للابداع، والنظر بتعالٍ على الشعب ولغته وثقافته وإبداعه، ولا يبعد عن ذلك حتى دارسى الأدب الشعبي، فعلى الرغم من كثرة دراسات الثقافة الشعبية، لا نكاد نذكر سوى عدد قليل تعامل مع الإبداع الشعبى «جماليًا»، وليس «حامل قيمة» لا غير.

من جهتنا، لا نعتبر صلاح جاهين شاعرًا مصريًا أو عربيًا فحسب، لكننا نقول وبثقة، كما يُعد آرثر رامبو، قسطنطين كفافيس، ت.س. إليوت، أبو الطيب المتنبى، جلال الدين الرومى، صلاح عبد الصبور، شعراء الإنسانية، وكبار شعراء العالم، فإننا نعد منهم فؤاد حداد، وصلاح جاهين، وعبد الرحمن الأبنودى بعيدًا عن الاختلاف فى الرؤية السياسية للأخير.

خلال ندوة بـ«مركز طلعت حرب الثقافى» فى السيدة نفسية، أدارها الشاعر سالم الشهباني، وشارك فيها الشعراء بهاء جاهين ووائل فتحى ورجب الصاوي، وكاتب هذه السطور، اقترح الشاعر أيمن مسعود إنشاء مركز ثقافى متكامل يحمل اسم «جاهين»، ولم يقصد مؤلف «للبيت رب» أن يطلق اسم شاعر العامية على أحد بيوت أو قصور الثقافة فحسب، وإنما أوضح أن يكون المركز «مؤسسة متخصصة»، تُعنى بشكل جاد بقصيدة العامية والدراسات النقدية الجادة لرصد شكل شعرى لا يزال يعانى الازدراء والتحقير، كما يُعنى المركز المقترح بدراسة الفن التشكيلي، المسرح خاصة مسرح العرائس، السيناريو، الأغنية، وغيرها.

بالطبع نؤيد المقترح، ليس فقط من باب تكريم صلاح جاهين، وهو يستحق، وإنما دفعًا لعجلة الثقافة المصرية، وتأكيدًا على العلاقات المشتركة بين النقد والإبداع من حيث التوجهات والأزمات أيضًا، وإيمانًا بأهمية رصد الحركة الإبداعية والنقدية بشكل جيد، وعليه يمكن التعرف على سلبيات وإيجابيات هذه الحركة وتطورهما، طامحين أن يكون هذا المشروع بمثابة لبنة أولى لمشروع نهضوى شامل يضم كافة المجالات، وتجسيد لمشروع فكرى تقدمى تاه فى زحام الصخب المحافظ.



موضوعات متعلقة

سيد حجاب: بداية شعر العامية الحديث كان على أيدى فؤاد حداد وصلاح جاهين

بالصور.. الاحتفال بميلاد صلاح جاهين فى ختام مهرجان "زكى طليمات"










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة