إسرائيل تواصل هجومها على مصر بعد إلغاء مولد "أبو حصيرة".. تل أبيب تلجأ لـ"يونسكو" لتسجيل القبر كأثر لمنع هدمه.. وتطالب مجدداً برفات الحاخام.. ورئيسة الطائفة اليهودية بالقاهرة تزعم: الحكم غير دستورى

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014 03:26 م
إسرائيل تواصل هجومها على مصر بعد إلغاء مولد "أبو حصيرة".. تل أبيب تلجأ لـ"يونسكو" لتسجيل القبر كأثر لمنع هدمه.. وتطالب مجدداً برفات الحاخام.. ورئيسة الطائفة اليهودية بالقاهرة تزعم: الحكم غير دستورى جانب من احتفالات سابقة بمولد الحاخام أبو حصيرة
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واصلت وسائل الإعلام الإسرائيلية هجومها الحاد لليوم الثانى على التوالى، على قرار محكمة القضاء الإدارى المصرية بالإسكندرية، بوقف الاحتفال بمولد الحاخام اليهودى المغربى الأصل "أبو حصيرة" بمحافظة البحيرة، مستنكرة قرار المحكمة أيضا بمنع نقل رفات الحاخام لإسرائيل.
أحد أحفاد الحاخام أبو حصيرة
أحد أحفاد الحاخام أبو حصيرة

وقالت القناة السابعة الإسرائيلية، الناطقة بلسان المستوطنين اليهود، إن مصر طالما منعت الاحتفال بمولد الحاخام لأكثر من سبب فى مرات سابقة لكن فى هذه المرة، فإن قرار منع الاحتفال جاء بقرار محكمة، مما يعنى حرمان اليهود من زيارة قبره وأخذ البركة منه.
جانب من احتفالات سابقة بمولد الحاخام أبو حصيرة
جانب من احتفالات سابقة بمولد الحاخام أبو حصيرة

وأضافت القناة أن المحكمة المصرية تجاهلت طلبا قدم من خلال الأمم المتحدة لنقل رفات الحاخام للقدس، بحجة أن هذا الأمر منافٍ لتعاليم الإسلام التى تمنع نبش القبور، موضحة أن تل أبيب ستلجأ لمنظمة "اليونسكو" لتسجيل قبر الحاخام كأثر حتى لا يتم هدمه، وستطالب السلطات المصرية مجددا بنقل رفات الحاخام لإسرائيل.

وفى السياق نفسه، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، خلال تقرير لها، إن حظر الاحتفال بمولد الحاخام "أبو حصيرة" أمر غير مقبول، إزالته من مواقع التراث التاريخى لمصر قد يسبب مشكلة فى المستقبل.
عدد من اليهود بجوار قبر الحاخام أبو حصيرة
عدد من اليهود بجوار قبر الحاخام أبو حصيرة

وهاجمت الصحيفة ما وصفته بادعاءات السكان المحليين بمدينة دمنهور فى محافظة البحيرة التى يقع فيها قبر الحاخام بأن المصلين والحجاج اليهود الذين يزورون القبر سنويا يشربون الخمور، ووجود اختلاط بين الرجال والنساء فى المنطقة خلال الاحتفالات.

ونقلت الصحيفة العبرية عن رئيسة الطائفة اليهودية بالقاهرة ماجدة هارون، قولها إن حكم المحكمة المصرية غير دستورى، مضيفة أن الدستور المصرى الجديد يكرس حقوق أتباع الديانات السماوية الثلاث ومظاهر عبادتهم.
الحاخام اليهودى المغربى الأصل أبو حصيرة
الحاخام اليهودى المغربى الأصل أبو حصيرة

وأضافت هارون وفقا للصحيفة العبرية: "إن قرار إزالة الموقع من قائمة المواقع التاريخية فى مصر سيجلب تدمير القبر على الرغم من أن المتوفى داخله لديه بمكانة عالية بين اليهود"، مستنكرة فى الوقت نفسه ربط اسم الحاخام أبو حصيرة بالصهيونية، لأنه قد ولد وتوفى قبل إنشاء الحركة الصهيونية وقبل قيام إسرائيل".

وأشارنت يديعوت إلى أن الاحتفال السنوى بمولد الحاخام أبو حصيرة، كان يحضره الآلاف من اليهود من حول العالم لكن هذا الرقم بدأ يتضاءل خلال السنوات القليلة الماضية، وأن ذروة الاحتفالات كانت فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك لعلاقته الجيدة بإسرائيل فى حينها.

فيما أوضح موقع "مكور" الإخبارى الإسرائيلى، أنه منذ توقيع مصر وإسرائيل على معاهدة السلام، عام 1979، ويحرص مئات اليهود الذين يعود معظمهم إلى أصول مغربية على التوافد على الضريح الذى تم تسجيله ضمن الآثار اليهودية كموقع دينى فى هيئة الآثار المصرية.

وكان قدر قررت المحكمة أمس الاثنين، حظر الاحتفال بمولد الحاخام اليهودى يعقوب بن مسعود أبو حصيرة الذى يقام سنويا فى محافظة البحيرة، كما قررت إلغاء قرار وزير الثقافة الصادر عام 1981 باعتبار ضريحه من الآثار المصرية، حيث أقام أحد المحامين دعوى لإلغاء مولد أبو حصيرة لأنه تقام خلاله طقوس وتؤتى أفعال تخالف أخلاق الريف المصرى.

ويعتبر مولد أبو حصيرة احتفالا يهوديا بالحاخام المغربى الأصل، يقام بصورة سنوية منذ عام 1907 فى الفترة ما بين 26 ديسمبر حتى الثانى من يناير داخل معبد يهودى فى قرية دميتيوه فى محافظة البحيرة.
جانب من تقرير القناة السابعة الإسرائيلية
جانب من تقرير القناة السابعة الإسرائيلية

ويعتقد عدد من اليهود أن أبو حصيرة صاحب كرامات، وينتمى إلى عائلة يهودية كبيرة غادر المغرب لزيارة الأراضى المقدسة قبل مجيئه إلى مصر، وأقام فى قرية دميتيوه ودفن فيها وأقيم ضريح له عام 1880.

وأثناء الاحتفالات تتحول المنطقة إلى ثكنة محصنة تنتشر فيها قوات الأمن لحماية المشاركين من غضب المواطنين.

وفى عام 2001 قضت محكمة فى الإسكندرية بحظر إقامة الاحتفال ورفعه والمقابر اليهودية المحيطة به من سجلات الآثار التاريخية، إلا أن السلطات المصرية سمحت بإقامته سنويا منذ صدور الحكم وحتى عام 2010 عدا مرة واحدة فى 2008 لتزامنه مع الاعتداء الإسرائيلى على قطاع غزة.

ومنذ ثورة يناير 2011 والإطاحة بنظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك وحتى الآن، لم يتم تنفيذ أى برامج أو زيارات للقبر أو إقامة احتفالات، وأبلغت مصر السفارة الإسرائيلية صعوبة إقامة الاحتفال السنوى لأبو حصيرة نظرا للظروف التى تمر بها البلاد.

وكانت قد شنت وسائل الإعلام الإسرائيلية التابعة للطائفة الدينية المتشددة "الحريديم" هجومها منذ أمس عقب قرار محكمة القضاء الإدارى بالإسكندرية بإلغاء الاحتفالات السنوية نهائيا لمولد الحاخام اليهودى "يعقوب أبو حصيرة" بمدينة دمنهور بالبحيرة، لمخالفتها للنظام العام والآداب، وذلك وسط امتناع المسئولين بالحكومة الإسرائيلية عن التعليق.
جانب من تقرير يديعوت
جانب من تقرير يديعوت
وقال موقع "كيكار هاشبت" الدينى الإسرائيلى، المتخصص فى الشئون الدينية اليهودية، إن قرار المنع ليس المرة الأولى التى تعارض فيها مصر إقامة الاحتفال السنوى بمولد الحاخام بمشاركة إسرائيليين من "الحريديم"، مضيفا أن القاهرة رفضت مؤخرا طلبا إسرائيليا بسفر وفد من الطائفة الحريدية لمصر للمشاركة فى إحياء ذكرى ولادة الحاخام اليهودى.

ولد يعقوب بن مسعود "أبو حصيرة" فى جنوب المغرب، حيث تذكر رواية شعبية يهودية أنه غادر المغرب لزيارة أماكن مقدسة فى فلسطين إلا أن سفينته غرقت فى البحر، وظل متعلقا بحصيرة قادته إلى سوريا ثم توجه منها إلى فلسطين وبعد زيارتها غادرها متوجها إلى المغرب عبر مصر وتحديدا إلى دميتوه فى دمنهور ليدفن فى القرية فى عام 1880 بعد أن أوصى بدفنه هناك.

وكان يقام سنويا فى القرية التى يوجد بها قبر أبو حصيرة احتفال أو مولد أبو حصيرة حيث يزوره الآلاف من اليهود خصوصا من المغرب وفرنسا وإسرائيل، كما أن الثابت تاريخيا أن هذا الطائفة اليهودية المصرية كانت تحتفل بهذا المولد قبل عام 1945، وتم الاتفاق على تحويل المقبرة إلى ضريح، وبعد توقيع معاهدة "كامب ديفيد" للسلام بين مصر وإسرائيل عام 1979 طالب اليهود بتنظيم رحلات رسمية لهم للاحتفال بالمولد والذى يستمر أسبوعا، وكان يتم السماح لليهود المحتفلين بالمولد بزيارة الضريح فى عهد الرئيس المخلوع الأسبق حسنى مبارك.

الجدير بالذكر أن من بين طقوس الاحتفال بمولد الحاخام "أبو حصيرة" يقام مزاد على مفتاح مقبرته، يليها عمليات شرب الخمور أو سكبها فوق المقبرة ولعقها بعد ذلك، وذبح أضحيات غالبًا ما تكون خرافًا أو خنازير، والرقص على بعض الأنغام اليهودية بشكل هستيرى وذكر الأدعية والتوسلات إلى البكاء بحرقة أمام القبر، وضرب الرؤوس فى جدار القبر للتبرك.

عدد من اليهود يقيمون شعائر دينية باحتفال سابق بمولد الحاخام أبو حصيرة
عدد من اليهود يقيمون شعائر دينية باحتفال سابق بمولد الحاخام أبو حصيرة



موضوعات متعلقة

الإعلام الدينى الإسرائيلى يهاجم قرار منع مولد أبو حصيرة بالبحيرة.. موقع عبرى يكشف: القاهرة رفضت طلبا بوصول وفد يهودى للمشاركة فى الاحتفالات.. والمسئولون بحكومة تل أبيب يمتنعون عن التعليق








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة