يعانى حوالى 30% من تعداد الأشخاص فى الدول الأوروبية من زيادة كمية الدهون فى الكبد، وهو ما يعرف بمرض الكبد الدهنى (Fatty liver)، عندما يشكل الدهن أكثر من 5%- 10% من وزن الكبد، وهى حالة مرضية تعيق الكبد عن القيام بوظائفه كما ينبغى، وإذا لم يتم علاجها فإنها تتفاقم بحيث قد تؤدى أحياناً إلى فشل الكبد.
ومرض الكبد الدهنى إما أن يكون ناجما عن شرب الكحول أو قد يحدث المرض فى بعض الأحيان فى الأشخاص الذين لا يستهلكون المشروبات الكحولية إطلاقا، وفى هذه الحالة يرمز للمرض باسم (Non-alcoholic fatty liver disease) أو اختصارا باسم (NAFLD).
وتمكن مؤخراً فريق من العلماء الأمريكيين والصينيين من التوصل إلى فوائد مثيرة للمركب Tempol (وهو مركب مضاد للأكسدة) عندما تم استخدامه بالإضافة إلى بعض المضادات الحيوية، حيث ثبتت قدرته فى علاج ومنع أعراض مرض الكبد الدهنى غير الناجم عن استهلاك الكحول (NAFLD) فى الفئران التى تم إخضاعها لنظام تغذية عالى الدهون.
وتكمن الآلية الرئيسية للتأثير الإيجابى لهذا العلاج فى قدرة هذه الأدوية على تخفيض أعداد بعض أنواع البكتيريا من نوع Lactobacillus وهى بكتيريا معوية تقوم بتحويل اللاكتوز وبعض السكريات الأخرى إلى الحامض اللبنى lactic acid. وعندما يحدث هذا النقص فى أعداد Lactobacillus، يحدث زيادة فى أحد أحماض العصارة الصفراء (وهو المعروف باسم tauro-beta-muricholic acid). وزيادة هذا الحامض تمنع بشكل مباشر تكوين أحد المستقبلات المعروفة باسم Farnesoid X receptor والتى يرمز لها اختصاراً باسم FXR، علماً بأن هذا المستقبل مسئول عن تنظيم عمليات الأيض الخاصة بأحماض العصارة الصفراء والدهون والسكريات فى الجسم.
وتجدر الإشارة إلى أن المستقبلات، التى يعتبر الـFXR واحداً منها، هى عبارة عن بروتينات وظيفية تتركز على الغلاف الخارجى للخلايا، وتعمل على استقبال مواد حيوية معينة، حيث يؤدى ارتباط المستقبلات بهذه المواد إلى حدوث تغيرات ضمن الخلية ينتج عنه فى النهاية تأثير بيولوجى معين.
ومن المحتمل أن يساهم هذا الاكتشاف الطبى فى فتح المجال لإمكانية تطوير علاجات لمرض الكبد الدهنى وما يتبعه من حالات سرطان الكبد والتليف الكبدى التى تصيب البشر فى القريب العاجل، وذلك حسبما جاء بالمجلة العلمية "Clinical Investigation" خلال شهر ديسمبر الحالى.
موضوعات متعلقة..
التوصل إلى أول اختبار غير جراحى لتشخيص الكبد الدهنى
د. آمال أحمد استشارى الكيمياء الحيوية بالمعهد القومى للأمراض المتوطنة والكبد
