عندما كتب الشاعر الإنجليزى ت. س. إليوت 1922 قصيدته الشهيرة "الأرض الخراب" أحدثت أثرا كبيرا فى الشارع الثقافى العالمى، وتأثر بها كتاب كبار فى كل العالم، وأصبحت نموذجا للكتابة عن هذه المرحلة، والقصيدة التى كُتبت لتعبر عن انهيار زواج إليوت، غالباً ما تُقرأ باعتبارها تمثيلاً لزوال وهم جيل ما بعد الحرب العالمية الأولى.
فإليوت ابن الحرب العالمية، ابن الوجع، ورمز الأجيال التى عانت من تناحر الأفكار ، وأوربا التى خرجت مرهقة من الحرب داخلة على كساد اقتصادى يطيح بأفكارها المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحريات كان عليها أن تنتج شاعرا متوترا وشعرا مؤلما.
والغريب أن س .ت . إليوت حصل على نوبل عام 1948بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وبعد عدد أصعب من الويلات التى أصابت العالم.
قصيدة زمن التوتر
أين تكون الكلمة، أين تدوّي
هنا فى البحر، فى الجُزر، على اليابسة
فى أرض المطر، أو أرض الرمل
هنا، لا صمت يكفى أولئك الذين يسيرون
آناء النهار وآناء الليل
الزمن الصحيح غائب و المكان الصحيح غائب
*****
ما تزال الأشرعة البيض تتجه نحو البحر
ونحو البحر تطير أجنحة غير مكسورة
وإلى العُصيان تُسرع الروح الضعيفة
و أصوات البحر الضائعة
و يُسرع الليّلك الضائع
*****
و تُخلق العينُ العمياء
أشكالا فارغة بين الأبواب العاجية
و تسترجع المالح للأرض الرملية
هذا هو مكان الوحدة
حيث تعبر الأحلام بين الصخور الزرق
هذا هو زمن التوتر
بين الموت و الولادة.
الأيقونة
كتب أحمد إبراهيم الشريف
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
