مثقفون: سيد قطب وصف أعمال نجيب محفوظ بالأساطير الخالدة

الإثنين، 22 ديسمبر 2014 03:15 م
مثقفون: سيد قطب وصف أعمال نجيب محفوظ بالأساطير الخالدة سيد قطب
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الكاتب والناقد السينمائى محمد الروبى، إن أول ناقد كتب عن نجيب محفوظ هو سيد قطب، وقال عنه أن أعماله أساطير خالدة، وهذا يعتبر أفضل رد على المدعين بأن أدب نجيب محفوظ فيه كفر أو إلحاد، مشيرًا إلى أزمة رواية "أولاد حارتنا"، قائلًا إنها أزمة صنعتها الصحافة، لأن عدد قراء الجرائد أكبر بكثير من قراء الأدب، لذلك عندما نُشرت الرواية مسلسلة فى جريدة الأهرام، انتشر صداها كما النار فى الهشيم، وهو ما جعل نجيب محفوظ يتراجع عن نشرها، إلا أن الكاتب محمد حسنين هيكل أصر على نشرها.

جاء ذلك خلال الندوة التى أقامها الصالون الثقافى لقصر الأمير طاز، مساء أمس الأحد، بحضور الناقدة الأدبية سناء صليحة، والكاتب والسينارست حسين عبد الجواد، والدكتور فتحى هاشم الصديق الشخصى للكاتب الكبير نجيب محفوظ، وأدارتها الكاتبة الدكتورة نهاد عبد الحميد.

وأضاف الناقد السينمائى محمد الروبى، أن الجدل الذى دار حول الرواية يوضح لنا ما وصل إليه المجتمع من تردى، وتراجع، لأن الذين انتبهوا لرواية "أولاد حارتنا" لم ينتبهوا لإحدى روايات نجيب محفوظ، التى قال فيها على لسان أحد شخصياتها "كما أن الأديان خلصتنا من الوثنية على العلم أن يخلصنا من الأديان"، وسبب عدم الانتباه لهذه الجملة، هو أن هذه الرواية لم تنشر فى الجرائد، وهذا يؤكد أن الجهلاء لا يقرأون الأدب.

وعن علاقة الأديب نجيب محفوظ بالسينما قال الناقد السينمائى محمد الروبى، أن علاقة محفوظ بالسينما كانت علاقة استفادة متبادلة، فهو عندما كتب أولى أعماله عن عالم الفتوات، وهو سيناريو فيلم "فتوات الحسينية"، جعله ذلك ينتبه إلى هذا العالم، وكتب بعد ذلك ملحمة الحرافيش

وقال الكاتب والسينارست حسين عبد الجواد، يعتبر نجيب محفوظ أفضل من كتبوا سيناريوهات الأفلام فى مصر، إذ غير وجه السينما المصرية تمامًا، إلا أنه بعدما وصل إلى قمة الكتابة فى السيناريو، قرر أن يترك كتابة السيناريو، ويتفرغ لكتابة الأدب، لأنه كان يجد نفسه فى كتابة القصص والروايات.

وأشار الكاتب والسينارست حسين عبد الجواد إلى علاقة نجيب محفوظ بالسينما، وقال إنها تمثلت فى ثلاثة مراحل، المرحلة الأولى كتب فيها نجيب محفوظ أدب فقط، والثانية كتب فيها سيناريوهات سينمائية، أما المرحلة الثالثة عاد ليتفرغ لكتابة الأدب، وهو فى المرحلة الوسطى استفاد كثيرًا من تقنيات السينما فى الأدب الذى كتبه بعد ذلك، أهمها المونتاج فى الروايات، فنقرأ رواياته وكأننا نشاهد مشاهد سينمائية.

وأكد الكاتب والسينارست حسين عبد الجواد، على أن هناك تأثيرا كبيرا بين محفوظ والسينما، فالسينما استفادت من غزارة إنتاج نجيب محفوظ، إذ أنجز كما كبيرا من الأعمال، كما استفادت السينما من قصصه القصيرة التى تحولت لأفلام سينمائية.

وقال الدكتور فتحى هاشم، الصديق الشخصى للأديب نجيب محفوظ، إن محفوظ كان متسامحاً إلى أقصى درجة ممكنة، حتى أنه تسامح مع الشاب الذى طعنه بالسكين فى رقبته، وتمنى أن يكون شابًا نافعًا لنفسه ولوطنه.

وأضاف الدكتور فتحى هاشم، أن نجيب محفوظ كان ينتظر النهاية، فكان محب لكل شىء من ضمنها أنه أحب الموت، حتى قال عنه الدكتور يحيى الرخاوى "إن نجيب محفوظ يحب الموت ويمشى إليه كدحًا".

وعن المرأة فى أعمال نجيب محفوظ، قال الدكتور فتحى هاشم، إن نجيب محفوظ قدم فى الثلاثية جميع النماذج للمرأة المصرية، ولذلك لا يجب اختزال المرأة فى أدب نجيب محفوظ على أنها غانية، فهو قدم الواقع كما هو، وكما يراه.

وقالت الناقدة سناء صليحة، إن إقاعة نجيب محفوظ عقب تعرضه لحادثة الاغتيال، لم تحرمه من بلورة منظوره الخاص لما يحدث حوله فى المجتمع، ففى كثير من كتاباته نجد بعدا فلسفيا من خلال الحوارات بين شخصيات أعماله، وكذلك نجد ملمحا صوفيا، وهو شىء من العلاقة بالله، فى محاولة لفهم الذات العليا.

وأضافت الناقدة سناء صليحة، أن نجيب محفوظ كان يقول إنه أقام حياته على حب الله، وحب الناس، وحب العمل، وأخيرًا حب الموت، ولذلك لا نتعجب حين نجد البعد الفسلفى والصوفى كتاباته، إذ كان له قضية ورؤية للعالم، ولذلك لا يجب أن نقف عند كتاباته عن الغوانى، فالبعض يرى أن طبيعة نجيب محفوظ، أو الفترة التاريخية التى يمثلها كانت فيها المرأة غائبة، والنموذج الأشهر لنا هى شخصية "أمينة" فى بين القصرين.

وأشارت الناقدة سناء صليحة، إلى أن هناك باحثة ألمانية تناولت شخصية أمينة فى الثلاثية، واعتبرت أن أمينة هى الشخصية الرئيسية والمحورية فى الثلاثية، بها تبدأ الثلاثية، وبموتها تنتهى، ففى صور مختلفة للمرأة فى أدب نجيب محفوظ، حيث كانت المرأة وجودة فى اطار سياقات اجتماعية مختلفة، وإن النظر للمرأة فى أدب نجيب محفوظ على أنها غانية فهذا ظلم لأدبه.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة