أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم فى تصريحات له، أهمية تعاون كافة الجهات المعنية لإنجاح أهداف الخطة وصولاً إلى بغيتها الأساسية وهى تحقيق سعادة الناس وراحتهم وتوفير المقومات التى تكفل للمجتمع مزيدًا من التقدم فى شتى دروب التنمية وضمن كافة القطاعات، بما يتطلبه ذلك من تضافر الجهود والمثابرة فى السعى نحو تحقيق مستويات أرقى من التميز والجودة، والنهوض بمنظومة العمل الحكومى وتحسين مخرجاتها بما يخدم المجتمع ويحقق طموحات أفراده فى حياة كريمة يواكبون من خلالها ركب التطور العالمى.
وقال إن التغيرات الإقليمية والعالمية المتسارعة توجب علينا الانتباه إلى حتمية مضاعفة العمل صونًا للمكتسبات التنموية المتحققة، وتعزيزًا لفرص إنجاز المزيد منها بما لذلك من أهمية استراتيجية تصب فى المقام الأول فى مصلحة الفرد ومن ثم المجتمع، وتيسّر الطريق لارتقاء سلم النجاح بثقة استنادًا إلى خطة واضحة وأهداف محددة ذات أطر تنفيذية دقيقة، حيث يبقى النجاح مرهونًا بمدى الالتزام بتطبيق بنود الخطة ومحاورها تطبيقًا متقنًا يتسم بالمرونة والقدرة على مجاراة المتغيرات بسرعة وكفاءة عالية.
من جانبه، وجّه الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولى عهد دبى رئيس المجلس التنفيذى كافة الجهات الحكومية بالإمارة بضرورة تماشى جميع الخطط الاستراتيجية التابعة لها مع الخطة الكلية الشاملة للإمارة لضمان مواءمة الخطط وتفعيل العمل المشترك وفقاً لتطلعات المجتمع وإنجازاً لأهداف دبى فى تحقيق الريادة المستدامة فى مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة، حيث لخّص سموه الإطار العام للخطة بقوله: "إن دبى 2021 هى المدينة التى تضع الإنسان أولاً؛ فخطة دبى 2021 تمثل أولويات حكومة دبى للسنوات السبع المقبلة، وهى خريطة طريق توثّق ملامح رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لمستقبل دبى، وتترجم آمال المجتمع وتطلعاته لمستقبل أكثر إشراقاً وتميزاً بإذن الله.
وقد استغرق إعداد خطة دبى 2021 عاماً كاملاً بدأ بتكليف سمو ولى عهد دبى للأمانة العامة للمجلس التنفيذى لإمارة دبى مطلع العام الحالي، مع اقتراب نهاية الإطار الزمنى للخطة الحالية فى عام 2015، للعمل على إعداد خطة دبى 2021 لإطلاقها فى نهاية 2014 مع مراعاة أفضل المعايير العالمية، وذلك استكمالاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للارتقاء بدبى كوجهة عالمية من الطراز الأول، حيث تم على الفور تشكيل فرق عملٍ ضمت ممثلين عن الجهات الحكومية فى الإمارة إضافة إلى مجموعة من ممثلى القطاع الخاص والمجتمع المدنى الذين ساهموا بأفكارهم ومقترحاتهم فى رسم ملامح الخطة.
وجاء الإطار العام للخطة متضمناً ستة محاور رئيسية تحدد السياق العام للعمل الحكومى فى الإمارة، إذ تصف تلك المحاور الصورة المستهدفة لدبى بحلول العام 2021، وهى موطن لأفرادٍ مبدعين وممكَّنين ملؤهم الفخر والسعادة ، ومجتمع متلاحم ومتماسك ، والمكانُ المفضل للعيش والعمل والمقصدُ المفضّلُ للزائرين ، مدينة ذكية ومستدامة ، محور رئيس فى الاقتصاد العالمي، حكومة رائدة ومتميزة.
وأوضحت الأمانة العامة للمجلس التنفيذى أن الخطة تضمنت آليات واضحة للتنفيذ الدقيق والمحكم لكل من الخطوات المشمولة فى تلك المحاور، إذ تتضمن أكثر من ستمائة مؤشر هى قوام منظومة القياس التى سيتم توظيفها لمراقبة التقدم المحرز فى عملية التطبيق على مختلف المسارات وصولاً إلى تحقيق الأهداف المنشودة وفق الأطر الزمنية المعتمدة.
واتبعت الأمانة العامة أسلوباً مبتكراً فى بناء الخطة اعتمد على حشد الأفكار عبر توسيع دائرة المشاركة فى وضع سياقها العام من خلال تكثيف ورش العمل وجلسات العصف الذهنى التى شاركت فيها نخبة من العقول ممثلة لمختلف شرائح المجتمع بقطاعيه الحكومى والخاص والمجتمع المدني، وأفراد من مختلف الأعمار والتخصصات، لضمان أن تأتى الخطة معبرة بدقة عن تطلعات المجتمع وطموحاته.
وقد روعى فى تطوير "خطة دبى 2021" أن تأتى متوائمة مع "رؤية الإمارات 2021" و"الأجندة الوطنية" للدولة، ومكملة لخطة دبى الاستراتيجية 2015 التى كان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى قد أطلقها فى العام 2007، وهدفت فى حينه إلى تحقيق رؤية دبى تحت شعار "دبى... حيث يبدأ المستقبل".
وتقدم "خطة دبى 2021" إطار عمل يعزز النهضة الشاملة التى تشهدها الإمارة حالياً فى كافة المجالات بما فى ذلك من مبادرات وبرامج ومشاريع طموحة أطلقت مؤخراً، ومن أهمها فوز دبى باستضافة معرض إكسبو الدولى 2020، وإعلان دبى عاصمة الاقتصاد الإسلامى، وإطلاق استراتيجية دبى المدينة الأذكى عالمياً، وغيرها من الإنجازات المهمة.
