سميح شعلان: السينما والتليفزيون أثرا على الثقافة الشعبية والإبداع

الأربعاء، 17 ديسمبر 2014 06:45 م
سميح شعلان: السينما والتليفزيون أثرا على الثقافة الشعبية والإبداع سميح شعلان
كتبت مى فهمى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المسرح الشعبى يحتاج إلى مؤلف لديه القدرة على استعادة التراث.. وثقافة القبح ظهرت فى الملابس والغناء وأشكال الموضة

سميح شعلان عميد المعهد العالى للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون، وأستاذ التراث الشعبى بأكاديمية الفنون بالقاهرة وكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، واحد من الذين حملوا الثقافة الشعبية ودرسوها للأجيال المتعاقبة.

سميح شعلان تم ترشيحه مؤخراً لجائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية للمرة الثانية، حيث أعرب عن سعادته الشديدة بهذا الترشيح فى حواره مع "اليوم السابع".

ما شعورك بعد ترشيحك لجائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية للمرة الثانية على التوالى؟

-هذا الترشيح يمثل حالة من السعادة والبهجة لا تمثلها أى جوائز أخرى، فتقدير الزملاء والأصدقاء يحمل الكثير من المشاعر الإنسانية والمحبة، وأشعر بالفخر الشديد لاختيارى من قبل زملاء على نفس المستوى والقدر العلمى.

نعرف أن دراستك الأساسية هى الآثار.. فلماذا اتجهت لدراسة الفنون الشعبية؟

بالفعل دراستى هى اآآثار المصرية، وكان هدفى الأساسى هو التعرف على الذات الحضارية للمصريين، لمعرفة من أكون وسط هذا المحيط الثقافى على مستوى العالم، ومعرفة العمق الحضارى للمصريين، ثم اتجهت لدراسة العادات والتقاليد فى المعهد العالى للفنون الشعبية لأنها تهتم بإبداعات البشر وتراهم على النحو الذى يكونون به الآن وقديماً، وما يحتويهم ويحرك أفكارمهم وإبداعتهم، كما استفدت من دراستى للحضارة المصرية القديمة والعادات، وعن طريقهم قمت بقراءة الوصل بين ما كنا فيه قديماً وما نحن فيه الآن، وعن طريق الممارسات الشعبية المصرية تتضح ذات العمق حضارى ومثال على ذلك صورة زيارة النساء للقبور، فهى نفس الممارسات بين قديماً والآن، لكن تم تحوريها بشكل يناسب الجيل الجديد فمثلا القرابين التى تقدم للآلهة أصبحت رحمة ونور لروح المتوفى.

ما أصل التراث الشعبى ومن أين بدأ وأين هو فى وقتنا الحالى؟

بدأ التراث الشعبى عند حاجة الإنسان للاستمتاع حيث كان الناس يؤلفون من نفسهم ولأنفسهم، وذلك لملء وجدان الإنسان بما يجعله راضيا ومتعايشا، فكان لكل حدث مثلاً أغنية مثل الفرح وجمع القطن، لكن بظهور "الميكنة" والتليفزيون والسينما قل الإبداع وأثرت بالسلب على مفرادات الثقافة الشعبية وذلك لأنها ملأت فراغ الإنسان، فكلما كانت الحياة بسيطة زاد الإبداع، والفنون الشعبية الآن يتم تقديمها بشكل خاطئ فيه نوع من الرتابة لا يستطيع المنافسة وسط المعروض الحديث.

كيف تتم استعادة التراث الشعبى مرة أخرى؟

عن طريق تقديمه بطريقة صحيحة، فالمسرح الشعبى مسرح خاص يحتاج إلى مؤلف لديه القدرة على استعادة التراث ووضعه على خشبة مسرح بما يمكن أن يفيد فى المقولة المسرحية المعروضة، مثل عبد الرحمن الشافعى ونجيب سرور اللذين استطاعا قراءة التراث بشكل عميق وصحيح واستخدامه فى صيغ جديدة تتناسب مع العصر فى ظرف جديد، ليدخل فى منافسة مع المعروضات السينمائية والتليفزيونية التى تعد أكثر إبهاراً، ومثال على ذلك أوبريت الليلة الكبيرة التى قدمت بشكل عظيم وتظل فى أذهننا حتى الآن، كما أن للمعهد دورا كبيرا، وهو المحافظة على التراث ورصده وتأمله، وتأهيل كوادر بشرية معنية ومتخصصة فى كل المجالات الشعبية كالموسيقى والغناء والرقص.

بصفتك قارئ للتاريخ الشعبى.. هل مرت مصر من قبل بنفس الظروف التى نمر بها فى الوقت الحالى؟

نعم، مر على مصر قديمأً زمن يشبه واقعنا الحالى وأسوء، ويطلق عليه فترة الاضمحلال، وكان فى كل بلد ملك، واختلط "الحابل بالنابل" وتفتت الحكومة المركزية، لكن بعد ذلك عادت مصر بشكل أقوى، وهذا يدل على أن الدولة القوية تأتى من مركزيتها وأن تكون واعية باحتياجات الشعب وهمومه وقضاياه، والتاريخ يعيد نفسه وفترات الاضمحلال تؤكد فى التاريخ بأن القادم أفضل فهو يبرز الأشياء القبيحة التى يجب إزاحتها، كما أن التجربة الإنسانية لشعب عريق كالشعب المصرى، يكون لديه القدرة على استيعاب التجربة واختيار الأنسب لظروفه المحيطة، وإذا أردت تنمية أى شعب من الشعوب يجب دراسة الظروف التى أدت إلى القبح فيه والذى أثر بالسلب، ويجب عدم الحكم بالزمن الذى نعيشه الآن، ولكن يجب دراسة ظروف واقعهم، وتجنب المحطات الغبية، وإعاداة المفاهيم الصحيحة التى انحسرت، وقضية التراث الشعبى كشف عن طبيعة العقل كيف يفكر، وما الذى يشغل أفكاره من خلال آلياته ومعتقداته وإبداعاته، والوجدان وكيف يتحرك وما الذى يحركه والكشف عن الذات الحضارية، كما أن الثقافة الشعبية شفهية، تستجيب لإرادة الزمن المنتقلة إليه، والمكان الذى تتحرك فيه، لكن تكمن المشكلة فى الثقافات الأكثر إلحاحا وأكثر قدرة على النفاذ للمصرين فبدأوا يستبدلون ثقافتهم الأم بثقافات أخرى مغايرة لدرجة أن ثقافة القبح بدأت تظهر فى الملابس، والغناء، والموضة، ومسئوليتنا كفلكلورين هى دراسة الأسباب التى أدت لهذا الانحياز عن الشكل الخاص بنا، والبعد عن القيم الأساسية، ولكن فى النهاية سنظل مصريين لأن الظروف المحيطة مصرية، ولا تنتج إلا شخصية مصرية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة