مدحت صفوت يكتب: «الأصولية العلمانية».. «يا عزيزى كلهم داعش».. رفض بيان الأزهر عن التنظيم يكشف «غراما بالتكفير».. الدواعش والمستعمرون والصهاينة مجرمون قبل كونهم كفارا..و«المشيخة» راوغت فى تكفيرهم صراحة

الإثنين، 15 ديسمبر 2014 10:05 م
مدحت صفوت يكتب: «الأصولية العلمانية».. «يا عزيزى كلهم داعش».. رفض بيان الأزهر عن التنظيم يكشف «غراما بالتكفير».. الدواعش والمستعمرون والصهاينة مجرمون قبل كونهم كفارا..و«المشيخة» راوغت فى تكفيرهم صراحة تنظيم داعش الإرهابى - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء


كشفت ردود الفعل من بيان «الأزهر» الرافض لتكفير داعش، بزعم «لا تكفير لمسلم مهما بلغت ذنوبه»، عن تطرف أصولى «غير دينى»، وانتشار ثقافة التكفير وصولًا إلى منتسبى العلمانية والمدافعين عنها، وهو ما يُطلق عليه «الأصولية العلمانية».

لم تلبث الصحف والمواقع أن تبث خبر «الأزهر يرفض تكفير داعش» حتى أعلنت الحرب الضروس ضد «المشيخة»، وراح مستخدمو شبكات التواصل يسخرون من «المؤسسة الوسطية»، مكيلين لها الاتهامات بدعم التنظيم وجرائمه، ما يشير وبقوة إلى أن أغلب الذين يعلنون انتماءهم إلى صف العلمانية كانوا ينتظرون فتوى تكفيرية ضد التنظيم الإرهابى، خاصة من المؤسسة الدينية الأشهر والأعرق فى العالم.

حقيقة، لا أشك فيها، «داعش» تنظيم إرهابى مجرم، يُخدم على أهداف الاستعمار والصهيونية فى المنطقة، مستخدمًا أسلحة حلفائه ذاتها، ولا يختلف عن جيش الاحتلال الصهيونى، فكلاهما لا يفرق فى تصويب الرصاص، ولا ينجو منهم طفل أو امرأة عجوز أو شيخ كهل.

إن «الدواعش» و«الصهاينة» و«المستعمرين» لا يقتلون الأبرياء لأنهم «كفار»، بل لأنهم مجرمون وعنصريون، أولًا وأخيرًا، كما لم تتعرض الأقلية المسلمة فى «أفريقيا الوسطى» للإبادة من قبل الأغلبية، لأن الكاثوليك «كفرة» والعياذ بالله، وإنما هى نتيجة سيطرة خطاب أصولى متطرف، يدعو لارتكاب الجرائم باسم «المحبة» تحقيقًا لمصالح الشرائح الحاكمة المتفاخرة بتبعيتها للنظم الاستعمارية، كذلك ينطبق الحديث عن جرائم الإبادة فى «بورما».

بثقة، أقول إن العالم أجمع يعانى من الأصولية المفرطة، الواضحة منذ تصاعد المواجهة سواء مع الآخر الغربى، بدءًا من حرب الخليج الثانية ومن بعدها أحداث الحادى عشر من سبتمبر وما ترتب على الأخيرة من احتلال دولتى العراق وأفغانستان، وتزامنًا مع تصاعد المواجهة الداخلية مع انتشار المعارك الأهلية والمذهبية والعرقية ومناوشتها فى الدول العربية، متعززة بتصاعد التيارات الدينية الأصولية المتشددة فى الأديان الثلاثة «اليهودية، المسيحية، والإسلام».

أما بشأن الأصوليين العلمانيين، المكفراتية الجدد، فبدلًا من انتقاد سند بيان الأزهر «عدم جواز تكفير المسلم» فقط، والمطالبة بتعميم قاعدة عدم التكفير المطلقة، ومدها على استقامتها لتشمل أى إنسان يختلف فى الرأى والعقيدة، تباكى «منتسبو العلمانية» على رفض المؤسسة الدينية استخدام سلاح التكفير، الذى طالما عانى منه المجتمع، وأولهم العلمانيون والأقليات الدينية، مستنكرين على «المشيخة» عدم إتباع وسائل الإرهاب ذاته.

يتجاور ما سبق مع استنتاجنا أن مهاجمى الأزهر وبيانه، اكتفوا بقراءة عناوين الصحف الإخبارية، ولم يطلعوا بشكل دقيق على نص البيان، فالأخير جاء مراوغًا، وفى الوقت الذى لم يفت بتكفير "داعش" أو غيره «صراحة»، أخرج أفعالهم من «أفعال أهل الإسلام، بل هى أفعال غير المسلمين»، ووصف أعضاء التنظيم بالمحاربين، وإشاعة الفساد، وهتك الأعراض، وقتل الأنفس، وتابع «ثم انتهوا إلى تكفير الأمة فتحقق فيهم الحرابة والبَغى، فهم أشد من بدعة الخوارج، وقتال المسلم كفر، وقد قتلوا المسلمين، فقد حكموا على أنفسهم بالكفر بأفعالهم»، ما يعنى أن خلاصة البيان «كفر داعش» دون اللجوء إلى وصف «الكفر» بشكل مباشر.

إذن فرصة جيدة، لمناقشة التطرف الدينى «الخفى»، أو المغلف بـ«سلوفان علمانى»، فالأصولية لم تعد مظلة لأنماط من الفكر والسلوك الخاص بجماعات متشددة دينيًا فحسب، وإنما يوظف المصطلح اليوم بطرق متباينة؛ منها، بوصفه علامة على الحدة والعدائية، ما يعنى أنه صفة عائمة بحرية، وليس شرطًا أن يشير إلى وجود التزام عقائدى معين أو موقف لاهوتى.

وبات المصطلح يتضمن الحدة الدوجمائية فى رفض التعامل مع الآراء المعارضة، الأمر الذى استتبع توسيع دائرة المفهوم ليصل حد ما يسميه الباحث "رود ليدل" بـ«الأصولية الإنسانية»، ولم تعد الأصولية - حسب جيرارد بكير، تشير إلى ما يعتقد، ولكن إلى كيفية الاعتقاد، ما يتجلى فى طريقة الهجوم على بيان الأزهر ورفض مناقشته، واعتمادًا على نظام فكرى منغلق على ذاته؛ فالرأى المخالف ممنوع، وينبغى استئصاله بالقوة، ما نسنتج منه أن "داعش" ليس فقط بالعراق وسوريا، بل «جميعهم دواعش».


موضوعات متعلقة:


مدحت صفوت: المجتمع يعانى من الإفراط فى الأصولية الدينية والعلمانية

العالم فى مستنقع الكراهية.. تقرير يرصد تراجع الحريات الدينية فى عامين: عراقيل بـ81 دولة وتدهور الحرية بـ55..والعراق وبورما الأكثر خطورة..وعدم تسامح مقلق بفرنسا.. وفلسطين تدفع ثمن تمييز الغرب ضد اليهود

الأزهر يرفض تكفير داعش.. ويؤكد: لا تكفير لمؤمن مهما بلغت ذنوبه









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة