محمود سامى البارودى.. "على المرء أن يدفع يد الجور" كى يستطيع الحياة

الجمعة، 12 ديسمبر 2014 05:01 م
محمود سامى البارودى.. "على المرء أن يدفع يد الجور" كى يستطيع الحياة محمود سامى البارودى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا المرء لم يدفع يد الجور أن سطت عليه
فلا يأسف إذا ضاع مجده
عاد محمود سامى البارودى من المنفى بعد 17 عاما دفعها ثمنا لمواقفه الوطنية، عاد وقد ضعف بصره وفقد أهله وأحبابه، عاد يتذكر حركة وطنية كانت ممتلئة بالأمل والرغبة فى التغير والإصلاح لبلد أصبح فيه وزيران إنجليزى وفرنسى ركنين أساسيين فى هيئته الوزارية، هذه الحركة التى تجاوب معها المثقفون فى الوطن وبالتأكيد تجاوب معها الشعب باءت بالفشل، وهنا وقف رفاق الأمس يفكرون باللين أحيانا وبالعنف فى أوقات أخرى فى أسباب الهزيمة، وظلوا يتساءلون: كيف انكسر الحلم وتحول لكابوس مخيف؟.. لكنهم لم
علام يعيش المرء فى الدهر خاملا...

أيفرح فى الدنيا بيوم يَعُدَّهُ؟!

كانت روح محمود سامى البارودى المشبعة بالشعر هى الأكثر تأثرا بالحدث، لذا سكن الحنين فى قلبه طوال فترة نفيه وظهر ذلك فى قصائده الكثيرة المميزة التى تركت أثرا قويا على شعراء جيله ومن جاء بعدهم، فى غربته بكى البارودى شبابه وأحباءه، كان يتنسم الأخبار القادمة من بلاد النيل علها تروى شيئا من قلبه الذى يتحرق للقاء، وذات صباح كئيب ملبد جاءه خبر وفاة "عديلة بنت أحمد يَكَن باشا" زوجته فبكاها :

أسليلة القمرين أى فجيعة؟!

حلت لفقدك بين هذا النادى
لو كان هذا الموت يقبل فدية
للنفس عنك لكنت أول فاد
زاد حزنه ورأى مصر بعيدة عليه، وبدأ الحنين يأكل قلبه ويترك أثره فى جسده، وذات صباح آخر عرف أنه سوف يعود لمصر فعادت الحياة إلى روحه اليائسة، وعندما عاد إلى مصر هتف:
أبابلُ رأى العين أم هذه مصرُ
فإنى أرى فيها عيوناً هى السحرُ


...









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة