فى مصر فقط.. "اختراع لعلاج السرطان وحل لأزمة الكهرباء" كل نصف ساعة

خلال العام الماضى فقط، لم يمر يوم دون أن يخرج علينا من يعلن عن اختراع جديد يحل أزمة ما. هذه الأخبار التى تتداولها المواقع الإلكترونية غالبا ما تكتفى بنشر تصريحات ساخنة للطلاب عن اختراعاتهم دون البحث فى حقيقة الأمر، لتفتح المجال لظهور المزيد من هذه الأخبار معتمدين فى نشرها على المثل الشعبى الشهير "العهدة على الراوى"، لتتحول مصر بين ليلة وضحاها إلى بلد الاختراعات الأولى التى لا نرى لها أى نتائج على أرض الواقع.

"طالب يخترع علاجا للسرطان، يجعل المريض يتعافى خلال نصف ساعة من الحقن".. واحد من أحدث أخبار الاختراعات، أشار إلى توصل طالب إلى نتيجة علمية تساعد على التعافى من مرض السرطان وهى صالحة لجميع الأعمار، على الرغم من أن ما قاله الطالب كلام نظرى ولم يتم تطبيقه عمليا إلا أن الخبر تم تداوله على أنه اختراع.

سبق عشرات الأخبار من بينها الطالب الذى قام باختراع يفض المظاهرات بدون قطرة دم واحدة، وغيرها من الاختراعات التى تم الإعلان عنها ولم يتم التأكد من صحة أى منهم.

تحتاج هذه الظاهرة إلى تفسير وتحديدا من جانب الطب النفسى، عن سر هذه الصحوة فى ظهور كم الاختراعات الهائل ولماذا فى هذه الفترة تحديدا، هذا ما وضحه دكتور محمد مصطفى استشارى الطب النفسى لـ"اليوم السابع" قائلا: "هى بالتأكيد موضة سيطرت على الطلاب فى محاولة للظهور على السطح أو حتى تسليط الضوء عليه من قبل الإعلام، وهنا نركز أيضا على دور الإعلام فى هذه الظاهرة لأنه أفسح المجال لكلام مرسل لا دليل علمى له وكأن مصر حدثت بها طفرة وأصبح طلابها مخترعين، فنحن لا نهاجم من لديه القدرة على تقديم شىء مفيد وجيد، ولكننا ضد ترويج الشائعات فبدلا من الحديث عنها ليل نهار ونعطى المساحة لكل شخص لأن يقول ما يريد، فلنتأكد من هذه الأشياء التى يتم الترويج لها فى الإعلام".