سعيد الشحات

وصفة سحرية لزراعة المليون فدان

الثلاثاء، 04 نوفمبر 2014 06:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تلقيت اتصالًا طيبًا من الدكتور محمود عمارة، الكاتب ورجل الأعمال المزود بخبرة عملية وعملية كبيرة فى مجال الزراعة، والذى لا يغادره قلق سؤال: كيف نتقدم؟ كيف نضع الخطط العلمية الصحيحة للمستقبل؟ هل سنبقى هكذا على حالة الفهلوة فى مواجهة التحديات؟

الاتصال يتعلق بما كتبته قبل يومين بعنوان: «قطن الفلاح الذى يستغيث دون استجابة»، وكانت فرصة لأن يطرح الدكتور عمارة رأيه فى قضية مهمة ومصيرية وهى «زراعة المليون فدان فى الصحراء»، حيث يدق جرس إنذار من خطر قادم إذا لم ينتبه المسؤولون إلى كيفية التعامل مع هذا الحلم.

يبدأ الدكتور عمارة رأيه بطرح سؤالين: «لماذا نذهب إلى الصحراء لزراعة مليون فدان؟ وما هى نوعية المحاصيل التى سنزرعها؟ هل نزرع المحاصيل الاستراتيجية مثل الفول والعدس والقطن والقمح والذرة؟
يطرح الدكتور عمارة هذه الأسئلة ويجيب عليها قائلًا: إنه لو قام الشباب الذين يمتلكون مساحات صغيرة كخمس فدادين بزراعة المحاصيل الاستراتيجية فسيخسرون بكل تأكيد بواقع مائتى جنيه فى الفدان الواحد، وهذا يعنى أننا نلقى بهؤلاء فى الجحيم

ولهذا لا نجد هؤلاء يزرعون تلك المحاصيل، والشركات الكبيرة هى التى تقدم عليها، فالمستثمر يزرع بالميكنة ويحصد بالميكنة، وبالتالى يستطيع توفير الـ200 جنيه، بل يحقق ربحًا.

ينتقل الدكتور عمارة من هذا التنبيه التحذيرى إلى سؤال، وهو هل قيام كل شاب بزارعة الفدادين التى سيحصل عليها بالفاكهة يكون حلًا؟ ويجيب قائلًا: «مصر مش ناقصة فواكه، فالرمان على سبيل المثال سعره فى الأرض جنيه ونصف للكيلو والبرتقال أقل من ذلك، مما يؤدى إلى خسائر.

ما هى الحلول الواجبة أمام كل هذه التحديات؟ يجيب الدكتور عمارة قائلا إنه لابد من وجود برامج دعم تكون جاهزة من الآن للشباب الذين سيحصلون على عدة فدادين فى حال زراعتهم للمحاصيل الاستراتيجية تعوضهم عن الخسائر المؤكدة، وأنا مع ذلك، لأنها تحقق جانبا من العدالة الاجتماعية التى نطالب بها، أما فى حال زراعة الفاكهة

فلابد من عمل برامج للتصنيع الزراعى موجودة بالقرب من هذه الأراضى ويحقق ذلك أكثر من فائدة، منها تشغيل الأيدى العاملة، وضمان تسويق الفاكهة مما يؤدى إلى الحفاظ على سعر معقول لها، ويبقى سؤال، ماذا لو تعذر ذلك؟.

يقول الدكتور عمارة، فى حال تعذر عمل مشروعات للتصنيع الزراعى فى القريب العاجل، يمكن عمل برامج للزراعات النوعية فى هذه الأراضى، كأن يتم زراعة التقاوى وهذا يعفينا من استيرادها من الخارج، فشركات التقاوى هى الأعلى ربحية بعد شركات السلاح والدواء، ولو قمنا بزراعتها فسنوفر مالا ونصدر منها، وإلى جانب ذلك يمكن زراعتها بالنباتات العطرية وغيرها

المهم أن ندرس كيف نستفيد منها أعلى استفادة، وهذا يحتاج إلى تفكير غير تقليدى، وهو ما نسميه بـ«التفكير خارج الصندوق».

ينتهى الدكتور عمارة من هذا الطرح إلى استخلاص ما هو مطلوب أمام حلم زراعة مليون فدان فى الصحراء، ويتركز فى، تجهيز برامج دعم، أو تصنيع زراعى، أو الاثنين معا، وإذا تجاهلنا ذلك فسنقع تحت العشوائية التى نعانى منها فى كل المجالات، فزراعة الصحراء ليست تصفيقا وتهليلا، وإنما تخطيطا وعلما.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة