أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل السنهورى

ماذا جرى فى انتخابات الرئاسة فى تونس

السبت، 29 نوفمبر 2014 10:09 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل المؤشرات والتوقعات كانت تؤكد فوز مرشح حزب «نداء تونس» الباجى قائد السبسى وبفارق كبير وبصورة واضحة وهو ما أكدته استطلاعات الرأى قبل إجراء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية مع أبرز المنافسين الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقى. فماذا جرى ولماذا حصل المرزوقى فجأة على نسبة تصويت عالية أدت إلى جولة إعادة منتظرة الشهر المقبل؟

حسب الهيئة العليا للانتخابات فى تونس حصل السبسى على %39.4 من الأصوات مقابل %33.4 للمرزوقى. وهى النتيجة المفاجأة للجميع والمخالفة للتوقعات. لكن إذا عرف السبب فليست هناك مفاجآت، وإذا عرف أن الإخوان فى تونس والذى تمثلهم حركة النهضة بقيادة راشد الغنوشى تخلت عن وعودها – كالعادة ولا جديد فى ذلك - بأنها لن ترشح أحدا فى الرئاسة ولن تناصر أحدا، يصبح من الطبيعى أن يحصل المرزوقى اليسارى سابقا الإخوانى حاليا على هذه النسبة التى أهلته لجولة الإعادة.

نتيجة الانتخابات الرئاسية فى تونس تعنى أن إخوان تونس لا فارق بينهم وبين إخوان مصر فى الكذب والخداع والمراوغة و«التقية». ذات الشعارات التى استخدمها إخوان مصر بعد 25 يناير.. «مشاركة لا مغالبة».. «ولن نشارك فى انتخابات الرئاسة.. ولن ننافس على أكثر من %25 من مقاعد البرلمان».. وكانت هذه هى الكذبة الكبرى والطعم الذى ابتلعه النشطاء والنخبة، فانحازوا ضد المجلس العسكرى لصالح الجماعة ثم لم يحصلوا على شىء سوى الخديعة. لا يصدق الإخوان فى وعودهم حتى فى تونس.. فقد شعروا أنهم سيخرجون «من المولد بلاحمص» بعد أن خسروا انتخابات البرلمان، وعملا بفقة التبرير والمصلحة احتشدوا خلف المرزوقى وانتفضوا لإنقاذه من الهزيمة الكاسحة، وهى فى الأساس هزيمة ثانية لهم وصفعة جديدة من الشعب التونسى. قد تندهش كيف تحول مثقف مثل المنصف المرزوقى، عاش سنوات طويلة فى فرنسا وله مؤلفاته وأفكاره عن الديمقراطية وحقوق الإنسان إلى ألعوبة فى يد الغنوشى وإخوانه وحتى إذا فاز وأصبح رئيسا، فلن يكون هو الحاكم الحقيقى لتونس، إذن كما هى العادة خالف الإخوان وعودهم ودعموا المرزوقى بعدما فشلوا فى البرلمان وفشل المنصف نفسه وحزبه فى الحصول على أكثر من مقعدين منذ شهر واحد فقط، فلا يعقل أن يحصل على هذه النسبة الكبيرة فى انتخابات الرئاسة. وقبل جولة الإعادة على الشعب التونسى الحر أن ينتبه ويتيقظ، فمعركة الرئاسة هى معركة الإخوان الأخيرة سياسيا فى تونس.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

أمين

تحليل سطحي

عدد الردود 0

بواسطة:

سالم

ألم يكفكم ما ابتليتم به حتى تحشروا أنوفكم في شؤون تونس؟

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة