أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

زينب المهدى.. أحلام الجيل الضائع «2»

الأحد، 16 نوفمبر 2014 03:40 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلال العقود الثلاثة الأخيرة، كان لدينا حزب الدولة الذى يبتلع ويضم اختيارا أو جبرا، كل الكفاءات والتكنوقراط والقيادات الطبيعية فى المراكز والمدن الهامة، وكان الانضمام لهذا الحزب نوعا من التأمين الاجتماعى والمادى والسياسى للراغبين فى الترقى، أو فى الحفاظ على مكانتهم ومكانة عائلاتهم ونفوذها ومصالحها.

وفى المقابل، كان لدينا عدد كبير من الأحزاب الورقية والفاشلة المصنوعة على عين أمن الدولة، أو التى ورثت تاريخا سياسيا ونضاليا كبيرا، لكن القيادات المعاصرة جرفت هذا التاريخ، وتحولت إلى مجموعة من المرشدين الذين يحافظون على كراسيهم بالدم، يدوسون مثل البلدوزورات كل الأحلام والمبادئ عن التحرر والنضال، والحلم الديمقراطى والعدالة الاجتماعية ويسلمون مجموعات الحالمين من الشباب المخدوعين بالشعارات، تسليم أهالى إلى عنابر الإصلاح والتهذيب فى سجون النظام، لا يختلف فى ذلك أحزاب اليمين الرأسمالى، أو اليسار الاشتراكى، وبينهما الأحزاب الميكس، أو الناصريون الجدد.

الغريب أن الفرصة كانت متاحة للقواعد الشعبية أو للقيادات التى تريد توفير الخدمات لأبناء دوائرها فى حزب الدولة فقط، رغم كل ما يوصم به من فساد ومحسوبية واستبداد، بل إن هذا الحزب أدار أكبر عملية تدريب لكوادره الشابة، واستيعاب للمتفوقين من شباب الجامعات، على العكس من جميع الأحزاب المعارضة، والمصنوعة الأخرى، إذ كانت تغلق أبوابها على مؤسسيها باعتبارها سبوبة كلها منافع لأصحابها فقط.

إلى جانب هذان الكيانان، حزب الدولة والأحزاب المسماة بالمعارضة، كانت الأجواء فى جماعات الإخوان والسلفيين والمجموعات الإسلامية الأخرى، أقرب إلى أحزاب المعارضة، اختراقات كاملة للأمن ومصالح مشتركة، زى ما تقول كده تطابق فى وجهات النظر، رغم اختلاف القشرة فى الخطاب والمظهر، وأى شاب حالم أو أخت لديها أفكارها النقية، كان يتم التضحية بها، والإبلاغ عنها من قبل أكثر من كادر فى الجماعة، مقابل السماح للكبار بالحصول على حصة فى مجلس الشعب، أو التحرك داخليا وخارجيا بحرية، لإعطاء الدروس أو الترويج للوهابية أو استقبال التحويلات المالية من الخارج.
فى مثل هذا الوسط الموبوء، سواء فى حزب الدولة، أو فى أحزاب وجماعات المعارضة، كيف يمكن إعداد أجيال جديدة، وماهى طبيعة القواعد المؤيدة للحزب أو للجماعة؟ وماذا يفعل الشباب النقى الذى تدفعه أحلامه واندفاعه بحكم مرحلته العمرية إلى تصديق كل ما يقوله رئيس الحزب المعارض الفاسد، أو شيخه الفاسد؟ وماذا يفعل بعد أن يكتشف الحقيقة المرة لقياداته؟ يكفر؟ ينشق؟ يذهب إلى المعسكر المضاد أو الحزب المجاور؟ أم ينتحر؟









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة