بشهادة أبناء السودان..

فيلم "لقد جئنا كأصدقاء" بمهرجان القاهرة يكشف الوجه الخفى للأمريكان

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014 07:15 م
فيلم "لقد جئنا كأصدقاء" بمهرجان القاهرة يكشف الوجه الخفى للأمريكان مشهد من الفيلم السودانى
كتبت أسماء مأمون

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عرض مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ36 الفيلم التسجيلى "لقد جئنا كأصدقاء" المشارك فى المسابقة الرسمية بالمهرجان، بالمسرح الكبير، بدار الأوبرا المصرية، والذى يكشف من خلاله المخرج النمساوى هيبرت سوبر عن الوجه الخفى للسياسة الأمريكية فى أفريقيا، وهو الوجه الذى يستتر خلف المعونات الأمريكية والمساعدات الخيرية للأمم المتحدة، وأوضح الفيلم أنه على الرغم من أن الأمم المتحدة هى واجهة تعبر عن اتحاد دول العالم وتمثل إرادة كل الحكومات المشاركة فيها إلا أن الحقيقة هى أنها تدار بواسطة أمريكا ووفقًا لمصالحها.

وبدأ الفيلم بمشهد لطفل سودانى عارٍ تمامًا يمشى فى أرض واسعة جرداء يوضح من خلاله المخرج هيبرت حسبما كشفت أحداث الفيلم إلى الحال الذى وصل إليه السودانيون الآن، والنتيجة التى حصلوا عليها من دوامة صراعات الدول الأجنبية الكبرى للسيطرة على ثروات وخيرات الأراضى السودانية.

وكشف الفيلم من خلال شهادات بعض الأهالى السودانيين عن أن المواطن السودانى لم يكن يعرف قديمًا إلا الزراعة ولكن بعد أن جاء الإنجليز واحتلوا السودان فى القرن الماضى كان "الرجل الأبيض" كما أطلقوا عليه لا يفعل شيئًا سوى أن يعطى المواطن السودانى بندقية ويقول له اذهب واقتل الأفيال وكان السودانى يقوم بهذا الأمر ليحضر الأفيال للرجل الأبيض وبذلك تعلم المواطن السودانى كيفية حمل السلاح ولم يفعل شيئًا منذ ذلك الوقت إلا القتل والتورط فى صراعات داخلية مع الحكومة أو خارجية مع العرب أو غيرهم.

هذه الصراعات التى تغزيها باستمرار السياسة الأمريكية والتى لا تهدف لشىء سوى السيطرة على آبار البترول التى تنتج منها السودان أكثر من 30 ألف برميل يوميًا، بالإضافة للثروات الطبيعية الأخرى التى تعج بها الأراضى السودانية، ولم تكن أمريكا حسبما أكد الفيلم هى الشيطان الوحيد ولكن بريطانيا متورطة وكذلك الصين والتى يعمل الكثير من أبنائها فى التنقيب عن البترول وكانت نهاية كل هذه الصراعات أن قامت الثورة التى أدت لانفصال جنوب السودان عن شمالها، وأكد المواطنون فى الفيلم أن السياسة الأمريكية هى التى ساهمت بشكل أساسى فى تقسيم السودان وذلك اتباعًا لمبدأ "فرق تسد".

ولم تكن فرنسا هى الأخرى بمعزل عن القضية، ولم يخف مخرج الفيلم شهادة أحد المواطنين حول أن فرنسا متورطة فى الصراعات التى شهدتها السودان من خلال بيعها للأسلحة التى تصنعها على الرغم من أن الفيلم من إنتاج فرنسى.

وتطرق الفيلم إلى المساعدات الأمريكية والمساعدات الإنسانية من قبل الأمم المتحدة والتى تحاول بها أمريكا أن تبيض وجهها أمام المواطنين السودانيين، وكرر الفيلم باستمرار جملة "لقد جئنا كأصدقاء" لأنها الجملة التى يقولها الأمريكان والشعار المعلن لكل المحتلين الذين يحتلون الأرض بالقوى الناعمة وتجلى هذا المعنى فى مشهد لأحد المواطنين السودانيين الذى قام بإظهار عقد إيجار لأرضه التى تبلغ مساحتها 600 هكتار والتى حصل عليه مقابل مبلغ 25 ألف دولار فقط أو ما يعادل 75 ألف جنيه سودانى، وأوضح المواطن أنه لم يكن على علم ببنود العقد التى تنص على حق المستأجر فى أن يقطع الأشجار بالأرض ويستفيد من اخشابها فى الصناعة وينقب بالأرض على المعادن والبترول والغار وغيرها من الثروات بالإضافة لحقه فى زراعة الأرض كيفما يشاء وغيرها من البنود، وأوضح المواطن أن كل ما قالوه له المستأجرون الأمريكان هو أنه يساهم بهذا العقد فى بناء وتنمية السودان وأنه وقع عليه بدون معرفته ببنوده.

وشرح الفيلم من خلال مقابلات من بعض الأمريكان المتواجدين فى السودان السبب الذى دفعهم للبقاء هناك وأكدوا أنهم يريدون تنمية السودان ويعلمون الأطفال القراءة والكتابة وكيفية ارتداء الملابس والتعامل مع العالم من حولهم وأن نواياهم الطيبة بعيدة عن سياسة دولهم التى تسعى لاستغلال ثروات المكان.

ولم تخلو مشاهد الفيلم من كلمات الساسة الأمريكان ومنهم هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية والتى قالت فيها إن السودان ستكون هى الأمان الغذائى للعالم بالمستقبل، وإنها ستحرص على أن تجعل السودانيون يستفيدون من تنمية السودان وهو بالضبط الأمر الذى سخر منه المخرج فى بداية الفيلم بمشهد الطفل العارى والذى يوضح أن كل مزاعم أمريكا أو غيرها من البلدان فى تطوير وتنمية السودان ما هى إلا أكاذيب ليحققوا بها مصالحهم ويستغلوا الأرض والمواطنين كيفما يريدون.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة