عبقرية الحرب المصرية من الفراعنة إلى أكتوبر.. سعد الدين الشاذلى طور "عربات جر" إسرائيلية لاستخدامها بالمعركة.. والفكرة سهلت نقل المعدات الثقيلة للضفة الأخرى للقناة.. وأحمس نفذ نفس الحيلة وسحق الهكسوس

الأربعاء، 08 أكتوبر 2014 07:18 ص
عبقرية الحرب المصرية من الفراعنة إلى أكتوبر.. سعد الدين الشاذلى طور "عربات جر" إسرائيلية لاستخدامها بالمعركة.. والفكرة سهلت نقل المعدات الثقيلة للضفة الأخرى للقناة.. وأحمس نفذ نفس الحيلة وسحق الهكسوس الفريق سعد الدين الشاذلى صاحب فكرة عربات الجر اليدوية
كتب أحمد الجعفرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واجهت القيادة العسكرية المصرية، أزمة التغلب على الأحمال الثقيلة من المعدات والأسلحة، التى كان على الجنود حملها أثناء العبور بحرب أكتوبر، والتى قد تؤدى إلى شل حركتهم وقلة كفاءتهم القتالية، وكانت "الشدة الميدانية القديمة" أو ما يرتديه الجندى لتستوعب كل ما يكفيه من ذخيرة وماء وغذاء، لا تناسب الظروف الجديدة وطبيعة المعركة، فكان لابد من البحث عن وسيلة أخرى تخفف من قدر الأحمال الملقاة على عاتق الجنود، وتمثل الحل فى إدخال عربة جر يدوية تجر بواسطة فردين بعد تحميلها بالمعدات والألغام المطلوبة.

 الفريق سعد الدين الشاذلى صاحب فكرة عربات الجر اليدوية
الفريق سعد الدين الشاذلى صاحب فكرة عربات الجر اليدوية

وروى الفريق سعد الدين الشاذلى، رئيس هيئة أركان القوات المسلحة آنذاك، فى مذكراته عن حرب أكتوبر، قصة طريفة تعود تفاصيلها إلى أنه حينما عين قائد لمنطقة البحر الأحمر العسكرية، توجه إلى ميناء سفاجا الذى تعرض للقصف من جانب الجيش الإسرائيلى، وفوجئ بوجود مخلفات الجنود الإسرائيليين مكانها، ووجد بجوارها عربة صغيرة مكونة من أربع عجلات، ولها زراع طويلة للجر استخدمها الإسرائيليون فى نقل المعدات والألغام وطلقات الهاون.

وقفزت الفكرة فى عقل "الشاذلى" المعروف أنه من أذكى القادة العسكريين، ومشهود له بدور عظيم القدر فى حربى الاستنزاف وأكتوبر، وطورت القوات المسلحة العربات وجهزتها بعجل كاوتشوك، حتى أصبحت أكثر كفاءة من مثيلتها الإسرائيلية، وكان لها أكبر الأثر فى نقل عدد كبير من المعدات والأسلحة الثقيلة التى كانت تشكل عبئا كبيرا على الجنود.

وملئت العربات بالذخيرة، بحيث يتم تحميل العربات فى القوارب ويجرى تفريغها بمجرد الوصول إلى الشاطئ الشرقى، ويتم عبور عربات الجر فارغة عبر الساتر الترابى ليعاد تحميلها بالذخيرة مرة أخرى.

فيما يمثل الأكثر طرافة فى الأمر، أن مثل تلك الواقعة حدثت منذ أكثر من 3500 عام (ق.م)، فى عهد الدولة المصرية القديمة، وبالتحديد فى عهد الأسرة السابعة عشر، بعد غزو الهكسوس لمصر، حينما استخدم المصريون العجلات الحربية التى كانت بمثابة مدرعة حربية فى ذلك الوقت، فى معركة طيبة والدفاع عن الوطن وتحريره.
 العجلة الحربية المستخدمة فى مصر القديمة
العجلة الحربية المستخدمة فى مصر القديمة

وأحرق الهكسوس بعد أن غزوا مصر المدن ودمروا المعابد وسبوا النساء والأطفال، واتخذوا مدينة أواريس بالدلتا عاصمة، وجاءت معركة التحرير بقيادة الملك سقنن رع، وأبنائه من بعده كاموس وأحمس.

وبدء المصريون أثناء الحرب يفكرون فى أسباب تفوق الهكسوس العسكرى الكبير، وكان أحد أهم عوامله العجلات الحربية، فبدءوا فى تصنيعها، وإدخال تعديلات كبيرة عليها، وتابعوا القتال حتى انتصروا على الهكسوس وطردوهم، وأصبحت العجلات الحربية فيما بعد جزءا من مكونات الحضارة المصرية ورمزاً لها على مر العصور.




أخبار متعلقة:


لليوم الرابع.. المصريون يواصلون احتفالاتهم بعيد الأضحى وذكرى انتصارات أكتوبر.. توافد كثيف على الحدائق والمتنزهات والكورنيش قبل العودة للعمل غدا.. وقوات الأمن تتواجد بكثافة لتأمين احتفالات المواطنين









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة