محمد عبودة يكتب: كرسى فى الكلوب

الكلوب وسيلة من وسائل الإضاءة التى تعمل بالغاز ولا تتصوروا مدى أهميته لنا فى الأعياد خاصة عيد الأضحى، فقد اعتدنا قديمًا زيارة القبور (المقابر) فى الأعياد وكنا نذهب لزياراتها قبيل عيد الأضحى فللكلوب أهمية كبرى ومن غيره لا تستطيع البقاء لليلة.

اعتادت جدتى عليها رحمة الله زيارة القبور قبيل عيد الأضحى كنا وكانت الأسر تعتاد عادة أراها ولله الحمد تكاد تكون انقرضت وهى قضاء عدة أيام منها أيام العيد بالمقابر.. لم أخش فى حياتى ليل كليل المقابر حيث الظلام الدامس لم أخش فى حياتى إحساس كإحساسك بذلك الصمت القاتل.. إنها هيبة القبور ولم تكن وسيلتنا فى الاضاءة سوى (الكلوب) نعم الكلوب أبو رتينة.

فلما أضاء الكلوب مع صمت المقابر سمعت وقع أقدام من بعيد ولا نعلم من القادم فالقادم أيضًا يستشعر أمانًا عندما يجد إضاءة وما أن اقترب حتى ألقى السلام وقال (اغتيل الرئيس السادات).

نعم فى 7 من ذى الحجة 1401هـ/6 من أكتوبر 1981 حتى صمت الجميع وأسرع من أسرع بتشغيل المذياع فأعلنوا اغتيال الرئيس السادات فى العرض العسكرى.

كنت فى ذلك الوقت لم أبلغ الحادية عشرة من عمرى ولكن راعنى ذلك الأمر واستشعرت أن هناك حالة شديدة من الحزن تسيطر علينا حالة من عدم الاستشعار بالأمن والأمان لأننا سمعنا عن اغتيال ورصاص ودم.

رحم الله زعيمنا الراحل محمد أنور السادات
وتحية إجلال وتقدير لقواتنا المسلحة درع الأمن والأمان لمصر فى ذكرى نصر أكتوبر العظيم.