صفعة جديدة لأنقرة.. البيت الأبيض "يغيظ" أردوغان بعرض سجادة تصور مذبحة الأرمن.. ومحللون: الصراع التركى مع الأطراف العربية والإقليمية ودعم الإخوان وداعش السبب.. وطهران البديل الاستراتيجى أمام واشنطن

الأحد، 19 أكتوبر 2014 08:41 ص
صفعة جديدة لأنقرة.. البيت الأبيض "يغيظ" أردوغان بعرض سجادة تصور مذبحة الأرمن.. ومحللون: الصراع التركى مع الأطراف العربية والإقليمية ودعم الإخوان وداعش السبب.. وطهران البديل الاستراتيجى أمام واشنطن مذبحة الأرمن
كتب أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يفقد نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يوما بعد يوم حلفاءه الإقليميين والدوليين، بسبب مواقف أنقرة المتناقضة ضد العديد من الدول العربية والأخرى المؤيدة للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها الإخوان وتنظيم داعش الإرهابى وجبهة النصرة.

فبعد أيام قليلة من خسارة تركيا لمقعد مجلس الأمن الذى طالما سعت إليه اسطنبول، وجهت أمريكا صفعة جديدة لأردوغان وحكومته، ففى خطوة مفاجئة أعلن البيت الأبيض عن عرض سجادة ترمز إلى مذبحة الإبادة الجماعية للأرمن عام 1915 لجميع زواره فى نوفمبر المقبل، فى إشارة جديدة إلى التوتر الذى تمر به العلاقات التركية الأمريكية فى عهد باراك أوباما.

وأفادت صحيفة "حرييت" التركية أن إدارة أوباما، وفى خطوة مفاجئة على الصعيد الدبلوماسى، فى ظل تراجع العلاقات التركية الأمريكية قد قررت عرض سجادة ترمز على إبادة الأرمن.

وذكرت الصحيفة أن هناك أمرًا مهما آخر إلى جانب قبول إدارة البيت الأبيض طلب اللوبى الأرمينى، وهو أن التصريح بهذا الأمر جاء على لسان المتحدثة باسم مستشارة أوباما لشئون الأمن القومى سوزان رايس.

وأعلنت برناديت ميهان، المتحدثة باسم رايس، فى تصريح مساء أمس أن سجادة "غزير" ستُعرض على زوار البيت الأبيض فى الجناح المفتوح لهم فيما بين 18و23 نوفمبر المقبل.

وقالت الصحيفة "إن هذا القرار الصادر عن البيت الأبيض ذو أهمية لعدة أسباب أولها أن هذا الطلب للأرمن رُفض العام الماضى من قبل إدارة البيت الأبيض، ومعلوم أن تركيا تدخلت بهدوء محاوِلةً عدم عرض السجادة، فوجدت الإدراة الأمريكية أن عرض السجادة فى العام الماضى كان سيشكل نوعًا من الخطر، إلا أنها لا ترى حرجًا فى ذلك هذا العام".

أما البعد الثانى المهم فى هذا القرار، فهو أن اللوبى الأرمينى سينظم هذا المعرض العام القادم فى مختلف دول العالم، بمناسبة مرور 100 عام على أحداث تهجيرهم.

من جانبه قال إسلام أوزكان، المحلل السياسى التركى، إن سياسة أنقرة دفعت لخلق عدة نقاط ضعف أبرزها مذبحة الأرمن وقضية الأكراد، مشيرا إلى أن القضيتين تعدان إشكالية حقيقة لنظام أردوغان، الذى أدخل أنقرة فى دائرة صراع مع أطراف عربية وإقليمية بلاده فى غنى عنها.

وأكد أوزكان فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من تركيا أن البيت الأبيض يعلن عن عرض مذبحة الأرمن بالبيت الأبيض على مجلس الشيوخ، والذى يقر بالموافقة أحيانا، مشيرا إلى أن واشنطن تستخدم الأرمن ورقة ضغط على أنقرة التى تشذ بسياستها عن دول حلف شمال الأطلسى "الناتو" والعديد من الدول الغربية، مؤكدا أن تبنى البيت الأبيض لقضية الأرمن، يعد نتيجة لموقف أنقرة الداعم لتنظيم داعش الإرهابى.

وأوضح الخبير السياسى أن هناك تحركات سيقوم بها الأرمن فى العديد من الدول الغربية، خاصة فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية من أجل الضغط على تركيا للاعتراف بمذابحها ضد الأرمن.
وشدد أوزكان على أن الأرمن منتشرون فى أوروبا ولديهم جمعيات كثيرة وبإمكانهم إقناع المجتمع الدولى فى أوروبا والدولة الأمريكية بقضيتهم، مشيرا إلى أن واشنطن تربطها مصالح أكثر مع اسطنبول لكنها تستخدم الأرمن ورقة سياسية ضد تركيا.

من جانبه قال الدكتور نشأت الديهى المتخصص فى شئون العلاقات الدولية الدبلوماسية، أن واشنطن بدأت تتحرك عكس التيار الذى يريده الرئيس أردوغان الذى كان يستخدم موقعه فى الناتو فى شكل الندية لأمريكا، مشيرا إلى وجود لعنتين تلحقان بتركيا منها الموقع الجغرافى الذى وضعها فى مرمى الصراعات الموجودة فى المنطقة، ولعنة التاريخ التى تطاردها وهى المذابح التى ارتكبتها ضد الأرمن الذين يتحركون على كل المستويات للضغط على تركيا للاعتراف بالمذابح التى ارتكبتها بحقهم وأودت بحياة مليون و200 ألف أرمينى .

وأوضح الديهى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن الوضع بالنسبة لأنقرة يتأزم فالوضع الداخلى معرض للانهيار، حيث إن خسارة أردوغان للعديد من الأطراف السياسية بداخل بلاده انعكس على سلوكه، وأصبح عدوا لسوريا ولمصر والعراق وهى أحد أسباب خسارة اسطنبول لمقعد مجلس الأمن.

كما أكد أن الولايات المتحدة وجدت بديل تركيا بالمنطقة وهى طهران، التى بدأت تلعب دورا إقليميا بارزا فى العديد من الدول، مشيرا إلى أن كفة واشنطن فى العلاقات الثنائية مع طهران وأنقرة بدأت تميل نحو إيران، وأن واشنطن بدأت فى التحرك بما يحقق مصالحها بعيدا عن الدول التى تسعى لإثارة الصراعات والمشكلات بالمنطقة .









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة