واشنطن تنفى استخدام برامج التطعيمات العالمية فى أغراض التجسس

نفى البيت الأبيض اللجوء الى استخدام برامج التطعيمات الطبية الأمريكية حول العالم كساتر لأنشطة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سى أى إيه" حول العالم، ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن مسئولة رفيعة فى البيت الابيض قولها إن ذلك لن يحدث مطلقا فى المستقبل، وكانت تقارير اخبارية قد اشارت إلى أن برامج التطعيمات ضد شلل الاطفال الامريكية فى باكستان كانت أحد الاغطية السرية على عمليات التتبع وجمع المعلومات التى قادت الى الايقاع باسامة بن لادن زعيم القاعدة حيث تعد باكستان احد دول العالم التى تعانى من شلل الاطفال على نطاق واسع .

وتشير التقارير ذاتها إلى أن المواطنين الباكستانيين لا سيما فى مناطق الريف باتوا يمتنعون عن التجاوب مع حملات التطعيم الامريكية ضد شلل الاطفال بعدما نشرت تقارير صحفية أن طبيبا باكستانيا يدعى شاكل افريدى قد اعترف بمحاولته مساعدة المخابرات المركزية الامريكية فى تعقب تحركات اسامة بن لادن من خلال مشروع وهى للتطعيم ضد شلل الاطفال.
وقبل أيام أعلنت الحكومة الباكستانية ان سكان مناطق القبائل الجبلية لاسيما على الحدود مع أفغانستان لن يتم السماح لهم بالسفر الى خارج مناطقهم او الارتحال عنها وبخاصة عند السفر إلى الخارج البلاد الا بعد استيفاء التطعيمات الاجبارية ضد شلل الاطفال الامر الذى زاد من شكوك سكان تلك المناطق فى وجود اهداف خفية وراء برامج التطعيمات برغم اشراف منظمة الصحة العالمية عليها، وتعد مناطق سكنى نشطاء طالبان هى الاعلى على مستوى باكستان رفضا لبرامج التطعيم ضد شلل الاطفال اعتقادا منهم انها ستار لانشطة امنية سرية وهو ما يفسر قيام العناصر الطالبانية باستهداف حملات التطعيم ضد شلل الاطفال فى باكستان وافغانستان فى وقائع عنف متكررة بدءات فى العام 2012 بعد عملية الايقاع باسامة بن لادن وهى العمليات التى لقى على اثرها 56 سخصا مصرعهم من بينهم منتسبو طواقم مكافحة شلل الاطفال.
يذكر أن منطقة ابوت اباد الباكستانية التى شهدت الهجوم الأمريكى على مقر اختباء اسامة بن لادن وتصفيته فى العام 2011 كانت تتم بها حملة للتطعيم ضد شلل الاطفال فى وقت تنفيذ عملية اصطياد بن لادن.
و افادت تقارير اخبارية باكستانية بان اولاد بن لادن انفسهم خضعوا للتطعيم وخلاله تم تحليل بصمتهم الوراثية "دى ان ايه" بدون علمهم وكان ذلك هو الخيط السرى الذى قاد الى ابوهم بن لادن الذى تمت تصفيته بعد تأكد منفذى العملية الاستخباراتية ان بن لادن يقطن فى ابوت اباد .

و جاء تعهد البيت الأبيض الامريكى بعدم استخدام برامج مكافحة شلل الاطفال كساتر للانشطة الاستخباراتية على لسان ليزا موناكو مستشارة مكافحة الارهاب فى مكتب الرئيس الأمريكى باراك اوباما وكان ذلك فى لقاء جمعها مع مجالس امناء 13 من المدارس العليا الامريكية المتخصصة فى تدريس مقررات الصحة العامة وقالت لهم ان مدير الاستخبارات الامريكية المركزية جون بيرنان قد اصدر تعليمات فى العام الماضى بعدم استخدام عناصر الجهاز لبرامج مكافحة شلل الاطفال فى تنفيذ عملياتهم الامنية او استخدام هذه البرامج فى عمليات التحقق من الحامض النووى "دى ان ايه"فى مناطق عملهم .