سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 17 أكتوبر 1918.. موت الخطيبة البليغة الشاعرة الكاتبة "باحثة البادية" ابنة الـ32 عاما

الجمعة، 17 أكتوبر 2014 09:12 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 17 أكتوبر 1918.. موت الخطيبة البليغة الشاعرة الكاتبة "باحثة البادية" ابنة الـ32 عاما سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"قمت بارتداء ثيابى وخرجت قاصدة دار الراحلة، وإذا بنعشها يختصر علينا الطريق، ويقابلنا ملفوفا بالعلم المصرى، وتسير خلفه جماهير المشيعين، وتبعتهم حتى مقرها الأخير، حيث واروا التراب ذلك الجسم النشيط، وأغلقوا القبر على شعلة الذكاء المتقدة"، هكذا تتحدث "هدى شعراوى" إحدى رائدات المرأة العربية الحديثة فى مذكراتها عن اليوم الذى خرجت فيه "ملك حفنى ناصف" التى اشتهرت بلقب "باحثة البادية" من دارها إلى قبرها، حيث توفيت فى مثل هذا اليوم "17 أكتوبر 1918".

مرت حياتها كالبرق "32 عاما"، لكنها تركت خلالها أثرا عميقا، فهى لم تعش خلف الستار كما كان مقدرا لحال المرأة فى زمنها، وإنما خرجت إلى براح الحياة، كاتبة، شاعرة، خطيبة بليغة مؤثرة، وكما يقول "طاهر الطناحى" فى كتابه "الساعات الأخيرة: "كانت تدافع وتناقش عن المرأة وعن حقوقها المهضومة، رائدها فى ذلك الاعتدال، والسير على سنة الدين الحنيف من المبادئ السامية التى تتمشى وحاجة المجتمع وتطوره ورقيه".

ولدت فى شهر ديسمبر 1886، وفى سيرتها حسب كتاب "باحثة البادية وعائشة التيمورية" بقلم الآنسة "مى" الصادر عن دار الهلال: "تلقت مبادئ العلوم فى مدارس أولية "كتاتيب"، ثم دخلت المدرسة السنية فى أكتوبر 1893، وحصلت منها على الشهادة الابتدائية سنة 1900، وهى أول سنة تقدمت منها الفتيات المصريات لأداء الامتحان للحصول على تلك الشهادة، ثم انتقلت إلى القسم العالى فى المدرسة المذكورة، وحصلت على الشهادة العالية "دبلوم" عام 1903، واشتغلت بعد ذلك بالتعليم فى المدارس الأميرية، وتزوجت فى 28 مارس 1907 من عبد الستار بك الباسل، "وجيه" قبيلة الرماح بالفيوم وأحد زعماء ثورة 1919.

كان حصيلة هذه المسيرة التعليمية وقتئذ، أنها انبرت تكتب وتخطب وتنظم الشعر فى الدفاع عن حقوق جنسها، وعن حقوق الرجال أيضا، ونظمت قصيدة حينما أعلن "بطرس غالى باشا" رئيس الوزراء إعادة العمل بقانون المطبوعات الصادر فى عهد الخديو توفيق والذى يحد من حرية الصحافة، قالت فيها: "ستسلبون غدا أغلى نفائسكم /حرية ضاع فى تحصيلها العمر/ حرية طالما منوا بها كذبا/ على بنى النيل فى الآفاق وافتخروا".

تتحدث "هدى شعراوى" فى مذكراتها عنها، تلخص مسيرتها فى كلمات مختصرة جاءتها حين تلقت خبر وفاتها: "إن البلاد نساءها ورجالها خسروا فى نهضتهم عضوا هاما بوفاة تلك السيدة الفاضلة"، وتضيف حالتها حين تلقت خبر رحيلها: "فى تلك اللحظة انفردت فى مخيلتى صفحة بيضاء، ذات إطار أسود لهذه السيدة، وخيل إلىّ أننى أسمع صوت باحثة البادية وهو يدوى فى قاعة المؤتمر الذى عقد عام 1910 مطالبا بحقوق عشرة للنساء، لقد تجسم خيالها أمام ناظرى فى محاضراتها بالجامعة المصرية تلقى على أترابها دروسا فى الأخلاق والواجبات، ومرت بخاطرى مناقشاتنا فى السفور والحجاب فى الاجتماعات التى كنا نعقدها قبل الحرب، وكانت تنظر إلى أقوالنا ونشاطنا بابتسامة ممزوجة بشىء من الشك والاستغراب".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة