النيابة فى مرافعتها بـ"مذبحة كرداسة": الجناة مجموعة دموية لم تعرف البشرية مثلهم.. "غدروا" بشهداء الشرطة بعد أن اطمأنوا لهم.. واستخدموا قذائف الـ"آر بى جى" فى سابقة أولى بمصر.. والقاضى يؤجل لـ3نوفمبر

الإثنين، 13 أكتوبر 2014 08:01 م
النيابة فى مرافعتها بـ"مذبحة كرداسة": الجناة مجموعة دموية لم تعرف البشرية مثلهم.. "غدروا" بشهداء الشرطة بعد أن اطمأنوا لهم.. واستخدموا قذائف الـ"آر بى جى" فى سابقة أولى بمصر.. والقاضى يؤجل لـ3نوفمبر قضية مذبحة كرداسة
كتب أحمد إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ارجأت محكمة جنايات الجيزة المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة برئاسة المستشار محمد ناجى شحاتة، نظر قضية "مذبحة كرداسة" المتهم بها 188 متهمًا عقب فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، لجلسة 3 نوفمبر لسماع مرافعة الدفاع.

صدر القرار برئاسة المستشار محمد ناجى شحاتة، وعضوية المستشارين سامى زين الدين وياسر ياسين، وسكرتارية أحمد صبحى عباس.

وكانت المحكمة استمعت بجلسة اليوم لمرافعة النيابة العامة، حيث استهل ممثل النيابة العامة مرافعته، مؤكداً أن الجناة ضلوا عن آيات الله، واصفا الواقعة بأنها سلسلة من العنف المتصاعد الذى تشهده البلاد فى الآونة الأخيرة على يد طائفة متطرفة اتخذت من معاداة أجهزة الشرطة والجيش ملاذا لها.

وتابع ممثل النيابة مرافعته قائلا: المجنى عليه بتلك الواقعة ليست دماء ذكية تساقطت فحسب، بل إن المجنى عليه الحقيقى هو الإسلام الذى هو عن تلك الأفعال الآثمة براء، وأن مصر لطالما كانت واحة بارزة للأمن والأمان غير أنها بعد تلك الأحداث الدامية تحولت إلى بركان متنامى من الغضب".
واستطرد ممثل النيابة: أن المتهمين الماثلين أمامنا ليسوا سوى مجموعة دموية لم تعرف البشرية بمثلهم من قبل فى بلادة دمائهم وقساوة قلوبهم، حتى أنهم عاشوا أشبه ما يكون كمسخ من الإنسانية باقترافهم تلك الواقعة التى جاءت كوقع الزلزال فى جسد الوطن.

ووجه حديثه للمتهمين قائلاً: "جزاؤكم جهنم خالدين فيها لقتلكم النفس التى حرم الله، واستباحتكم دماء من يعكفون على حماية الوطن والسهر على أمنه، متناسين أن الله ليس بغافل عما تعملون".

وانتقل ممثل النيابة الى سرد جزء من الواقعة، حيث أشار أنه عقب "استرجاع هيبة الدولة" بفض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، فقد تبادر إلى ذهن الجناة فكرة شيطانية بمحاصرة مركز شرطة كرداسة ، مطلقين العنان لأنفسهم بقتل رجال الشرطة المتواجدين داخل المركز آنذاك.

وأوضح خلال سرده للواقعة قائلاً: بعدما توافد الجناة أمام المركز لتنفيذ مسعاهم الشيطانى قاموا بإلقاء الحجارة وزجاجات الملوتوف وإطارات السيارات التى أشعلوها على رجال الشرطة، إلى جانب قيامهم بإطلاق وابل من الأعيرة النارية عليهم. ورجال الشرطة لم يطلقوا النار على الجناة أمام المركز، كى لا تتفاقم الأوضاع وتتساقط المزيد من الدماء، واصفاً ذلك الموقف بأنهم قد قابلوا الإساءة بالإحسان. والجناة قاموا بإلقاء قذائف "آر بى جى" فى سابقة هى الأولى من نوعها على رجال الشرطة مما أدى إلى تطاير أشلائهم وتساقط دمائهم الغزيرة دون أية مراعاة للإنسانية التى تجرد منها الجناة.

كما استشهد ممثل النيابة بمقولة اللواء محمد عبد المنعم التى وجهها للمتهمين قائلاً لهم: "اقتلونا بس ماتذلوناش"، ليواصل الجناة تعديهم الصارخ على رجال الشرطة بعدما جردوهم من أسلحتهم، مُطلقين وابل من الرصاص عليهم مستغلين ضعفهم أمام الجناة الآثمين.
كما ذكر ممثل النيابة واقعة اقتياد نائب مأمور شرطة كرداسة عامر محمد عبد المقصود بواسطة الجناة إلى منطقة ناهيا، بعدما قاموا بسحله من يديه وكأنه أسير حرب، مضيفاً: مثواه الجنة ومثوى الجناة النار.

وتابع ممثل النيابة العامة قائلا إن المتهمين استخدموا زجاجات المولوتوف لحرق مركز شرطة كرداسة، وعندما حاولت الشرطة ردعهم بقنابل الغاز أشعلوا النيران فى إطارات السيارات وألقوها على مركز كرداسة، وأنهم لم يكتفوا بقتل المجنى عليهم فقط، بل جردوهم من ملابسهم ومثلوا بهم على مرأى ومسمع من الجميع.

وانتهت مرافعة النيابة العامة والتى اشترك فى القائها ثلاثة من أعضائها، بمداخلة لرئيس النيابة الكلية التى أكد خلالها أنهم استبعدوا 145 متهما من أمر الإحالة لعدم كفاية الأدلة مشددا أن هدف "النيابة العامة" هو تحقيق العدل وسيادة القانون.

وكانت النيابة قد أكدت فى مرافعتها أن الشهيد ضابط الشرطة "هشام شتا" والذى كان فى نهاية عقده الثالث قبل أن تصعد روحه الطاهرة إلى بارئها، احتمى فى أحد البيوت المجاورة للمركز بعد اشتعال الموقف طالباً من أصحابها الحماية بعد اقتحام "مركز شرطة كرداسة" وهو الطلب الذى وافق عليه أهالى المنزل بل وأمدوا الشهيد بـ"جلباب أبيض" ليرتديه زيادة للتمويه، قبل أن تحدث الخديعة من قبل عدد من الجناة بعد أن أوهموه بقدرتهم على توفير ممر آمن للهروب من الموقف الصعب الذى كان فيه ليسلموه بعد ان اطمأن للمتهم "محمد فرج الغزلانى" الذى صوب عليه عياراً نارياً كان كافياً لإنهاء حياته.

وانتقلت النيابة فى مرافعتها لسرد واقعة استشهاد الضابط "عامر عبد المقصود" مؤكدةً أن تقرير الصفة التشريحية أثبت إصابة الشهيد بطعنات قاتلة الأمر الذى لا يدع مجالاً للشك بأن حيازة المتهمين لأسلحة بيضاء لم يكن بغرض الإرهاب أو الإصابة بل كان لغرض القتل وإزهاق الروح، لافتاً إلى قيام المتهم "أشرف طنطاوى" بتقييد المجنى عليه بسيارته والتجول به فى منطقة كرداسة لإذلاله والإمعان فى إهانته قبل أن يلفظ الشهيد أنفاسه الأخيرة ليقوم الجانى بعد ذلك برمى جثمان المجنى عليه فى الطريق العام.

كما طالب عضو هيئة الدفاع عن المتهمين 18،19،20،121 بالإطلاع على مرافعة النيابة العامة لأنها تحتوى على كثير من المغالطات، وشهود لم يعترفوا كما قالت النيابة فى مرافعاتها على حد وصف الدفاع.

كما طلب الدفاع سماع باقى شهود الإثبات فى القضية، وكذلك التمسك بسماع باقى شهود النفى الموجودين خارج قاعة محكمة معهد أمناء الشرطة بطرة وممنوعين من الدخول إلى القاعة لكون المكان منشأة عسكرية.

وجدد طارق حسن عضو هيئة الدفاع طلبة بتولى الشرطة العسكرية التحقيق فى القضية، وتكليفها بإحضار باقى شهود الإثبات لأن هناك تقاعسا من قبل الشرطة فى إحضار باقى الشهود رغم أن عناوينهم معروفة وبعضهم من سكان كرادسة.

وطالب، دفاع المتهمين تولى جهاز المخابرات المصرية إجراء التحريات فى القضية بأكلمها وتحديد دور كل متهم فى الأحداث الدامية التى وقعت بمدينة كرداسة يوم فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة.

كما أبدى محامى المتهم الخامس عشر استعداده للترافع فى القضية، قائلاً "قضيت أسبوعاً كاملاً فى مكتبى أحضر للمرافعة وأدرس أوراق القضية التى تخطت الـ 5 آلاف ورقة"، مشيراً أنه يترافع عن موكله بمفرده لكنى يخشى أن تغلق المحكمة باب المرافعة فى القضية، وتصدر حكمها دون سماع مرافعة الدفاع عن المتهمين.

كانت النيابة وجهت للمتهمين تهمة الاشتراك فى "مذبحة اقتحام مركز شرطة كرداسة" التى وقعت فى أغسطس الماضى، وراح ضحيتها 11 ضابطًا من قوة القسم، والتمثيل بجثثهم، بجانب شخصين آخرين من الأهالى تصادف وجودهما بالمكان، والشروع فى قتل 10 أفراد آخرين من قوة مركز شرطة، وإتلاف مبنى القسم، وحرق عدد من سيارات ومدرعات الشرطة، وحيازة الأسلحة النارية الثقيلة.


موضوعات متعلقة:

النيابة بـ"مذبحة كرداسة": المتهمون غدروا بشهيد الشرطة بعدما اطمأن لهم











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة