سعيد الشحات

فى مسألة ترشيح سامى عنان

الأحد، 22 سبتمبر 2013 07:03 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى تتجه فيه الأنظار إلى الفريق أول عبدالفتاح السيسى فى مسألة إمكانية ترشحه لرئاسة الجمهورية، يطل اسم الفريق سامى عنان، يشيع البعض أنه يحلم بهذا المنصب هو نفى ذلك قائلًا: «ترشحى للرئاسة أمر غير وارد فى الفترة الحالية»، ربما يفسر البعض أن هذا النفى يترك الباب مواربًا، لأنه لم يقل مثلًا: «لن أترشح للرئاسة»، وإنما قال: «هو أمر غير وارد فى الفترة الحالية».
طموح «عنان» بدأ منذ أن كان نائبًا لرئيس المجلس العسكرى المشير حسين طنطاوى أثناء الفترة الانتقالية التالية لحكم مبارك، حيث كان يدفع قادة الإخوان لطرح اسمه، لكن طنطاوى أصر على رفض ترشيح أى أحد من المجلس العسكرى، فهل اختلف الوضع الآن حتى يتجدد هذا الطموح لديه؟
هناك مفارقة تكمن فى أن شائعات ترشح «عنان» جاءت مما قيل عن زيارة له إلى الإسكندرية ومطروح، وهو أشبه بالمسار الذى اتخذه الفريق أحمد شفيق، حيث زار قبائل مطروح قبل أن يعلن ترشحه بفترة طويلة، وتسربت صوره وهو يجلس على الأرض بين رجال القبائل أمام الخراف المشوية، وبالرغم من أن الغضب الشعبى وقتها كان لا يزال طازجًا من نظام مبارك، إلا أنه تأكد فيما بعد أن الزيارة كانت لجس النبض حول ترشحه، فهل يتخذ عنان نهج شفيق، أو يرى أن زيارة مطروح مصدر تفاؤل؟
ربما يدرك «عنان» أن الوضع الآن يختلف عما كان أيام حكم المجلس العسكرى، بالدرجة التى تصعب عليه المهمة، لكن المشكلة تكمن فى هؤلاء الذين قد يزينون له الطريق، ولنتأمل فى ذلك، ما نقلته تقارير صحفية يوم الخميس الماضى عن اجتماع حضرته تهانى الجبالى نائب رئيس المحكمة الدستورية السابقة مع قيادات من الكنائس المصرية الثلاثة، والذى تناول الترشح لرئاسة الجمهورية، وقرر المجتمعون أن المرحلة القادمة تحتاج إلى رئيس «عسكرى»، وأن الشخص المناسب هو الفريق أول عبدالفتاح السيسى، لكن وأمام رفضه للترشح لأن ذلك قد يفسر بالخطأ دوره فى ثورة 30 يونيو، وبالتالى فإنهم يؤيدون إما الفريق أحمد شفيق أو الفريق سامى عنان.
هذا الخلط الغريب يحيلنا إلى أن هؤلاء وأمثالهم هم الذين ينفخون فى البالونة، هم الذين يغازلون طموح عنان، يفعلون ذلك دون إدراك منهم للحقائق على الأرض، وأبرزها تغافلهم لحقيقة رئيسية وهى، أن الشعب المصرى إذا كان قد أعطى حبه وتأييده للفريق السيسى لأنه قدم فعلًا حقيقيًا مؤثرًا نقله من خانة القائد العسكرى إلى أبطال التاريخ المصرى، فليس معنى ذلك أن هذا الشعب العظيم يساوى بينه وبين آخرين لمجرد انتمائهم إلى المؤسسة العسكرية مثل أحمد شفيق وسامى عنان، وبالتالى فإن المصريين لن يذهبوا إلى صناديق الانتخابات لمنح أصواتهم إلى واحد من الاثنين تأثرا بمحبة الجيش، لن يرفع المصريون الاثنين إلى مرتبة الفريق السيسى أبدًا.
فى سجل شفيق وعنان سلبيات قاتلة يحفظها الشعب المصرى، شفيق محسوب على نظام مبارك بكل استبداده، وعنان محسوب على المجلس العسكرى أيام طنطاوى بكل ضعفه الذى أدى إلى ما نحن فيه الآن.
الحقيقة المؤكدة أن ثورة 30 يونيو تجاوزت الاثنين بمسافات هائلة والأيام المقبلة ستؤكد ذلك.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة