(افتح قلبك مع د. هبة يس).. دوخينى يا لمونة

الأربعاء، 04 ديسمبر 2013 01:07 م
(افتح قلبك مع د. هبة يس).. دوخينى يا لمونة د. هبة يس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسلت (..) إلى افتح قلبك تقول:
فى البداية أرجو أن يتسع صدرك ووقتك لرسالتى لأنى أعرف أنها طويلة، لكنى سأحاول الاختصار قدر استطاعتى، لكن أتمنى ألا يحول طولها بين اهتمامك بها..
أنا شابة عمرى 35 سنة، من أسرة متوسطة، لى أخت واحدة، نشأنا فى بيئة منعزلة اجتماعيا إلى حد كبير، والداى موظفان وعلاقاتهما محدودة جدا، لهذا عندما تخرجت من الكلية لم يكن لدى أى خبرة بالبشر، ولا قدرة على فهمهم، ولا إمكانية على التعامل معهم، عملت بوظيفة جيدة دخلها عالى والحمد لله، وتعرفت هناك على من أصبح زوجى فيما بعد، حيث كان ابن مديرى، وكان يعمل معنا بنفس الشركة لكنه لم يكن من الموظفين المثبتين.

خدعتنى المظاهر واعتقدت أنهم أسرة طيبة، وقبلت بزوجى هذا سريعا، الذى كنت اسمع قصصا عن أنه مدلل وانه (ابن أمه) لأنه الولد الوحيد، ظننت أن الحال سيتغير بعد أن يتزوج ويصبح مسئولا، إلا أنى كنت واهمة بالطبع.. بدأ الاستغلال المادى لى ولأهلى منذ أن بدأنا تجهيز الشقة، تنازلنا كثيرا، وقبلنا بتحمل ما لا يجب علينا تحمله، وتركنا المركب تسير عل الأمور تتغير بعد الزواج، إلا أن الأمر ازداد سوءا بعد ذلك، فقد كان زوجى يعتمد اعتمادا كليا على مرتبى لأنى كنت مثبتة ومرتبى أكبر من مرتبه بكثير، كنت أنا من ينفق على نفسى وعلى البيت، وهو راتبه على السجائر والموبايل وبعض أنواع المخدرات، التى اكتشفت أنه كان يتعاطاها منذ فترة وبعلم أهله، صبرت على أمل أن راتبه سيزيد بعد التثبيت، ولكن طبعا شيئا لم يتغير.

حتى عند ولادتى لم يدفع مصروفات الولادة بحجة أن أهله يدفعون مصاريف ولادة أخواته البنات، علما بأن ظروف حملى كانت خاصة وولادتى كانت صعبة وبالتالى اضطرت للولادة بمستشفى ذات مصروفات عالية، لكنه لم يغير رأيه، ثم شاء الله أن يتوفى المولود بعد أسبوع واحد، فكنت حريصة على تكرار التجربة والحمل مرة أخرى، اعتقادا منى بأنه سيتغير عندما يصبح أبا ومسئولا عن أطفال، وبالفعل أكرمنى الله بالحمل، وأنجبت 3 وردات جميلات توائم، وبالرغم من صعوبة وضعى، وإصابتى بجلطة فى الساق بعدها، إلا أنى عدت للعمل بعد أجازة الوضع مباشرة حفاظا على مرتبى والذى هو دخلنا الرئيسى.

طبعا هذا الوضع اضطرنى إلى العيش مع أمى حتى أتمكن من ترك البنات لها أثناء عملى، وزوجى معى، وكنا لا نعود إلى بيتنا إلا فى الأجازات، الوضع الذى أتعبنى جدا، فحاولت تغييره بأن أعود إلى شقتى وتأتى أمى للعيش معى هناك، لكن زوجى وأهله رفضوا لأن شقتى فى عمارتهم، وهم لا يحبون وجود شخص غريب فى بيتهم!!، طبعا رأيهم ضايقنى بالإضافة إلى أن الوضع كله تعبنى، فاستمرت الخلافات إلى أن فوجئت بأهل زوجى الكرام وقد غيروا مفتاح شقتى ومنعونى من الدخول إليها أو أخذ متعلقات تخصنى من داخلها، وانتهت المشادات والمشاكل بالنهاية الحتمية فى مثل هذه الأحوال، وهى الطلاق.

حاولت بعد ذلك الزواج مرة أخرى لأنى لا زلت صغيرة فى السن، فتعرفت على أحدهم عن طريق موقع للزواج على الانترنت، توسمت فيه أنه شخص طيب، حكيت له عن كل ظروفى بصراحة، وسعدت جدا بأنه قبل بها وتقبل فكرة أن تظل بناتى معى على أن أتكفل بهن ماديا، زوجى ميسور الحال جدا، ولكنه بخيل جدا، ولكنى لم أهتم لأنى كنت أنا المتكفلة بنفسى وبناتى من قبل وطوال الوقت.

وبالفعل تزوجنا وعشنا جميعا فى شقته بمحافظة أخرى، ولأنه كان يعمل بالخارج ودائم السفر، فقد كان والداى يأتون ليقيموا معى فى شقتى أثناء فترة سفره بناء على رغبته هو حتى لا أكون بمفردى فى غيابه.

زوجى طلب منى الإنجاب ففرحت بالطلب رغم صعوبته صحيا على، وقلت أن الطفل القادم سيعمل على ربط الأسرة كلها ببعضها البعض، وسيربطنى بزوجى أكثر، ولن يجعل حياتنا مؤقتة، خاصة وأنه متزوج وله 3 أطفال من زوجته الأولى، والتى ليس بينه وبينها أى علاقة زوجية منذ أكثر من 10 سنوات.. المهم أنجبت طفلة جديدة جميلة، وتزامن ذلك مع عودته هو من الخارج، حيث قرر ألا يعود للسفر مرة أخرى.

كنت قد استقريت فى تلك المحافظة التى بها شقة زوجى، وأدخلت بناتى مدرسة بها، لهذا كنت أحتاج إلى بقاء والداى بجانبى باستمرار فى هذه الفترة، خاصة بعد ولادة طفلتى الرابعة ليساعدوننى فى تأدية كل تلك المسئوليات التى على.

إلا أن زوجى بعد عودته من السفر تغير تجاه والداى بشكل كامل، أصبح يتضرر منهم بل ويتشاجر معهم، حتى وصل به الأمر إلى أنه ضربنى أنا وأبى وأمى فى آخر شجار بيننا، كان شخص مختلف جدا يومها، كان كالثور الهائج بمعنى الكلمة، ولن تصدقى يا دكتورة أن الأمر قد وصل به إلى أنه رفع مسدسا فى وجهنا بعد أن ضربنا !!.

طبعا عدت مع بناتى ووالداى إلى منزل أبى بالقاهرة، وواجهت كل مشاكل تحويل مدارس بناتى ونحن فى منتصف العام الدراسى، بعد أن أخذت قرارى بإنهاء هذا الزواج، وقطع علاقتى بهذا الشخص الغريب الذى ثبت أنى لم أعرفه جيدا، فكانت المفاجأة وهى أنى اكتشفت أنى حامل منه للمرة الثانية، طبعا نزل على الخبر بالهم والغم، لكنى خشيت أن أغضب الله وأجهض نفسى، فأكملت الحمل بالرغم من أنى قد قررت الانفصال.

مرت فترة الحمل بالكامل وهو لا يهتم لا بحملى ولا بى ولا بابنته، حتى جاء وقت الولادة فوضعت طفلة خامسة، ولكنى عرفت أنها مولودة بثقب فى القلب، وأنها ستحتاج إلى حضانة من نوع خاص لن أستطيع تحمل نفقاتها بنفسى، فاتصلت به، فجاء وكأنه لم يفعل شيئا من قبل، بقى معنا فترة وجود البنت فى الحضانة إلى أن أراد الله وتوفيت.

حاول زوجى إرجاعى إليه باستماتة بعد ذلك ليس حبا فى، ولا ندما على ما فعل، وإنما فقط لتبقى ابنته بجواره، ففكرت كثيرا وقلت لنفسى أنا بحاجة إلى أن أكون بجوار رجل، وأن يكون لابنتى أب، فقبلت العودة إليه بشروط، منها أن تبقى بناتى الثلاثة مع والداى فى القاهرة لكن يذهب مرتبى كله إليهن، وأن أزورهن كل أسبوعين، وان يذهب لطبيب نفسى للعلاج حيث إن تصرفاته معنا لم تكن طبيعية أبدا فى آخر مرة، وبالفعل عدنا وبدأ هو العلاج ولم يستمر فيه.

ولم تدم معاملته الطيبة لى إلا أياما قليله، بدأنا بعدها فى سلسلة من المشاكل بسبب أن مرتبى يعود كله لبناتى وأنه لا يستفيد لا هو ولا ابنته من عملى، وأنه لا يعود عليهم غير بالتقصير، بالرغم من أنه لا يحتاج إليه كما سبق وقلت لحضرتك، لكن بخله وسيطرته وعدم اتزانه جعلوا من مثل هذا الأمر معضلة كبرى، ناهيكى عن شكه وعصبيته الغير طبيعية.

وجدت نفسى أعيش حياة متعبة نفسيا معه،ومنهكة بين العمل والبيت، ومشتته لأنى بعيدة عن بناتى، فقررت مؤخرا أن انفصل عنه وأطلب الطلاق رسميا، وأن أعود لأعيش مع أهلى من جديد.

كنت أتمنى أن أنجح فى اختياراتى، وان أعيش حياة مستقرة، وها أنا أجد نفسى وبعد كل هذا بلا زوج أو سند، ومسئولة عن 4 بنات صغيرات، ترى هل هناك ما يمكنك قوله لى تخفيفا عن ما أنا فيه؟.

وإليكى أقول:
عندما قرأت رسالتك لم اصدق أنك فى الخامسة والثلاثين بعد، فحياتك حافلة بالأحداث يا صديقتى، زواج وانفصال مرتان، حمل وإنجاب 5 مرات، 4 أطفال، السكن والانتقال من مكان لمكان أكثر من مرة، تغيير العمل عدة مرات أيضا.. محطات كثيرة فعلا، ليس من السهل حدوثها مجتمعة فى حياة شخص فى مثل سنك.

حياتك شهدت ارتفاعات وانخفاضات متتالية، وتنقلات ما بين أشياء متناقضة تماما فى فترات زمنية قصيرة، كل هذا يؤدى بك وبأى شخص إلى تشتت هائل، وتخبط ليس بقليل، لهذا أنا أقدر حالتك النفسية الآن تماما، فأنت كمن خاض حرب طويلة، وآن له الأوان لأن يرتاح ويأخذ هدنة.

لا أحد منا يهرب من قدره، وما حدث لك كان مكتوبا عليكى بكل تأكيد، ولحكمة لا يعلمها إلا الله، لكن علينا نحن البشر أن نجتهد قليلا، وأن نحاول أن نقرأ ما يحدث لنا، علنا نفهم مراد الله لنا، وتوجيهه لحياتنا.. باختصار أنا أريد أن أقول لك أنه ربما مرت بك مواقف وأحداث كثيرة لم تكونى تريدينها، ولكنها لابد وأنها حدثت لتعلمك شيئا أو توصل إليك رسالة معينة..

وفهمى المتواضع جدا لقصتك يخبرنى بأنك يجب أن تتحلى بمزيد من التأنى والهدوء فى الفترة المقبلة، لأنه من الواضح جدا أنك عشتى سلسلة طويلة من الاختيارات الخاطئة، قد يكون ذلك بسبب قلة خبرتك بالناس وبالحياة عموما، أو قد يكون بسبب التسرع واستعجال الأمور، أو بسبب عدم إعطاء الأمور القدر الكافى من التفكير والتركيز فيها.. أو ربما لأسباب أخرى أنت أدرى بها عن نفسك، أيا كانت الأسباب.. المهم لك أن تعرفيها، وتفهمى المطلوب تغييره منها، وإلا ستكونى كمن خرج من (المستشفى) بدون معرفة مرضه، وبالتالى بدون أن يعالجه.

أنت الآن قررتى الانفصال عن زوجك الثانى، وبالتالى ستصبحين مسئولة بمفردك عن بناتك الأربعة، وهى مسئولية كبيرة أعانك الله عليها، لهذا أنصحك أن تركزى على بناتك، وعلى بناتك بالذات الفترة المقبلة، على الأقل حتى تستقر الحياة وتصبح الأمور عادية وطبيعية بينكم كأم منفصلة وبناتها، خذى وقتك فى رد بناتك الثلاثة إلى حضنك من جديد، بعد 8 سنوات بعد عنك، خذى وقتك فى دمج ابنتك الأخيرة مع أخواتها، خذى وقتك فى استرداد صحتك وعافيتك بعد كل هذه الولادات، خذى وقتك ليصفو ذهنك وتشفى نفسك من كثرة المشاكل والخلافات والمشاحنات.. اهدأى قليلا، ولا تفكرى فى أى ارتباط قريب أو سريع أرجوكى، ولتعتبرى أن الفترة المقبلة هى وقت مستقطع من حياتك من أجل لم شمل أسرتك وبناتك من جديد بعد كل هذه السنوات.

وأحب أن أطمئنك إلى أن الله لم يحرمك من سبل دعم كثيرة، فالحمد لله أن لك والدان محبان ومعتنيان، وقادران صحيا على رعايتك ورعاية بناتك، فأنت لست وحيدة فى هذه الدنيا، بل معك من يحبونك أنت وبناتك بمنتهى الإخلاص والصدق والتفانى، وهو الأمر الذى لا يتوفر لكثيرين.
كما أنك لا زلتى تحتفظين بعملك، والذى يوفر لك ولأطفالك مصدر أمان مستمر بإذن الله، أضيفى إلى هذا أن أطفالك كلهن من نفس الجنس، وهذا ربما يكون أدعى إلى سهولة الاندماج والانصهار فيما بينهن.

صديقتى.. لملمى ما بعثرته الأيام، ركزى على بناتك وعلى عملك وعلى أسرتك، ولا تزجى بنفسك فى دوامات أخرى، لأنى أخشى ما أخشاه أن تظلى (تخرجى من حفرة تقعى فى دحديرة) كما نقول نحن المصريون، وأخاف أن تتسرعى الخروج من الحالة التى أنت بها الآن، فتلقى نفسك فى أحضان علاقة جديدة وارتباط آخر تتوهمين أنه سيحل لك مشاكلك ويعوضك عن ما فات فى لحظات.

للتواصل مع د. هبه وافتح قلبك: h.yasien@youm7.com








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة