(افتح قلبك مع د. هبة يس).. هو الحب حرام؟!

الأربعاء، 11 ديسمبر 2013 12:05 م
(افتح قلبك مع د. هبة يس).. هو الحب حرام؟! د. هبة يس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسل (خ. ن) إلى "افتح قلبك" يقول:
أنا شاب عمرى 28 سنة, أعمل فى مجال الفندقة, عشت فترة دراستى الجامعية كلها بعيداً عن أهلى وعائلتى, وكذلك منذ أن بدأت العمل, فأنا أعيش حالياً فى البحر الأحمر, ككل شاب فى مثل سنى أفكر فى أن أرتبط بمن تملأ على وحدتى الطويلة تلك, خاصة أنى، وفى مثل هذا المكان الذى أعمل فيه، أجد نفسى عرضه لمغريات كثيرة , كان من الممكن أن تدفعنى للخطأ لولا أن عصمنى الله.

لكنى وبالرغم من أنى أتمنى الزواج والاستقرار سريعاً, إلا أنى لا أريد أن أتزوج من أى إنسانة, هناك من أتمناها هى وحدها بالتحديد لتكون شريكة حياتى, وهى قريبة لى من بعيد, كنت أشعر نحوها بميل وانجذاب منذ زمن بعيد, من أول يوم رأيتها فيه, كنا صغاراً وقتها, لكنى لم أخطئ إحساسى بها, فقد شعرت منذ البداية بأنها ستكون مميزة فى حياتى.

هى أصغر منى بعامين فقط, ولكنها التحقت بالدراسة فى كلية أخرى غير كليتها الأصلية بعد تخرجها, لهذا فهى الآن ما زالت فى الكلية, مما منحنى بعض الوقت لأجهز نفسى وأطلب يدها, لكنى وبكل أسف، وبالرغم من هذا أجد نفسى ما زلت غير قادر على تدبير أغلب متطلبات الارتباط, فأنا بالكاد أستطيع توفير نفقات الشبكة والخطوبة.. والأيام تمر, وهى يتقدم لها غيرى كثيراً, وما باليد حيلة.

لم أكن فاتحتها من قبل فى أى شىء يخص مشاعرى تجاهها, أولاً لأن لقاءاتنا الأسرية كانت قليلة جداً, وثانياً لأنى أعرف أنها شخصية ملتزمة ومحترمة, فخفت أن تفهم كلامى على محمل سيئ أو أن تأخذ عنى فكرة بأنى أتسلى معها, لهذا كنت قد عزمت على ألا أفاتحها فى أى شىء إلا بعد أن أكون قادراً على أخذ خطوة رسمية ومعلنة.. ولكن المنال بعيد, فبعد الركود الاقتصادى والسياحى الذى نعيشه فى بلدنا الآن أصبح كل شىء صعباً, مجرد البقاء فى نفس المكان صعباً, فما بالكِ بإحراز أى تقدم أو تطور!!

خفت أن تضيع منى, استجمعت شجاعتى ورباطة جأشى وأخبرتها فى التليفون برغبتى فى أن نكون معاً فى يوم ما, وكالمتوقع صدتنى فى الكلام, ليس بشكل محرج أو مهين, ولكنها لم تتجاوب معى, بالرغم من أنى شعرت بأنها كانت تشعر بى وبما يدور بداخلى من قبل, شعرت بمزيد من القلق والتوتر بعد هذه المكالمة, فلا أنا ارتحت لإخبارها, ولا فهمت رأيها.

لن أقول لكِ إنى ملاك برئ لم يمر بأى علاقات من قبل, لقد حدث ولكن فى حدود, وكنت أجد نفسى قادراً على التصرف وحسم الأمور دائماً فى الوقت المناسب, لكنى معها مختلف, أشعر بأنها غير كل الباقيات, وأرى أنها جميلة ونقية بشكل لا أريد تشويهه بمحاولاتى معها , فأنا فعلاً لا أتصورها غير زوجة لى وأم لأولادى, وأخاف أن ألوث هذه الصورة الجميلة, وأخاف أن أخسرها إذا فعلت.

بعدها بعدة شهور لم أتمالك نفسى واتصلت بها مرة أخرى, وكنت واضحاً ومختصراً معها جداً, قلت لها أحبك وأريد أن أتزوجك, ومنتظر رأيك, ردت على بحيادية لم أفهم منها أى تعاطف أو رفض, لكنها أغلقت الباب فى وجهى عندما قالت لى: "لا أريد أن أسمع مثل هذا الكلام مرة أخرى، لأن الحب حرام!.

يعنى إحساسى بالقلق والألم طول الوقت ده حلال والحب هو إلى حرام!.. يعنى صبرى وانتظارى طول الوقت ده وتحت كل الضغوط إلى أنا فيها دى حلال والحب هو إلى حرام!.. يعنى لو كنت رسمت عليها ووقعتها معايا كان هايبقى حلال والحب هو إلى حرام!.. يعنى لو كبرت دماغى وعملت إلى فى نفسى من غير ما أتقى ربنا فى نفسى وفى غيرى كان هايبقى حلال والحب هو إلى حرام!!

بجد أنا مخنوق جداً, ومش عارف المطلوب منى إيه؟, أنا بحبها بجد وعايزها بجد, بس فى نفس الوقت متغاظ منها جداً, ومن نفسى ومن الظروف.. يعنى بعد كل إلى أنا فيه ده بدل ما تطمنى أو تريح قلبى تخبطنى بالكلمتين دول؟!.. عارف إن مشكلتى هى مشكلة أغلب الشباب فى بلدنا, وأعرف أنه ليس لديكِ حل محدد لما أعانيه, لكنى أرسلت لك برسالتى هذه لتجيبينى على سؤال واحد فقط قبل ما أتجنن.. هو الحب فعلاً حرام؟!

وإليك (خ) أقول:
لا تغضب منى إذا قلت لك أنى ابتسمت بعدما قرأت رسالتك, بالرغم من كل ما تبثه فيها من قلق وحيرة وألم, فهذا السؤال أنا نفسى سألته يوماً ما منذ سنوات طوال, ولم أتوقف عن سماعه من الكثيرين غيرك, ومن الواضح أنه سيظل من الأسئلة الأبدية التى نتوارثها جيل بعد جيل نحن البشر.

بداية أنا لست أهلاً لأى فتوى, فلست أنا من يُقر بأن شيئاً ما حلال أو حرام, ولكنى استندت إلى رأى وكلام أهل الفتوى قبل أن أكون رأيى وقناعتى, والتى سأرد عليك بها الآن.

لهذا دعنى أطلعك على ما توصلت إليه بجهدى البسيط بعد كل هذه السنوات من البحث, الحب شعور داخلى يداهمنا فجأة, سواء كانت الأسباب والظروف مهيأة له أم لا, وسواء كان شعوراً مناسباً فى وقتها أم لا, أى أنه إحساس ما يقذف فى قلوبنا دون أن نتعمده أو نسعى إليه فى أغلب الأحيان, وبالتالى فلا هو عيب ولا حرام ولا ذنب, لأنه أولاً ليس بفعل أيدينا, ولم نكن سبباً فى حدوثه من الأصل, وثانياً لأن الأمر عند هذا الحد لم يتعد حدود التفكير إلى الفعل والتنفيذ بعد, وبالتالى فلا يمكن أن نقول إن "الحب حرام" بشكل مطلق هكذا.. فالحب عند حد كونه شعوراً أو إحساساً داخلياً لا يمكن وصفه بأنه حرام بأى شكل من الأشكال, لكن الشىء الذى يجعل منه حلالاً طيباً أو حراماً بينا هو ما ترتب على هذه المشاعر من تصرفات وأفعال بعد ذلك.

فإذا قذف الله فى قلبك حب إحداهن, ثم صارت زوجتك بعدها فسوف يكون الحب نعمة من أعظم نعم الله عليك, أما إذا حدث وأساء أحدكما التصرف بأى شكل من الأشكال, فسوف يصبح الحب وقتها باباً للأخطاء والفلتات والتجاوزات التى تعرف جيداً أنها حرام بكل معانى الكلمة.

لا أريد أن أتقمص دور الواعظة, الكلام بسيط.. "لو نيتك خير يبقى إلى أنت فيه ده صح, ولو نيتك شر يبقى غلط, لكن خد بالك لو نيتك خير بس أتصرفت بشكل غلط هاتبقى غلط برضه, يعنى النية مهمة لكن الأهم منها الأفعال إلى ترتبت عليها".

باختصار يا صديقى.. محبوبتك شخصية جادة ومحترمة كما قلت, قد تكون اعتادت على صد أى محاولات للتقرب منها خوفاً على قلبها ومشاعرها, أو خوفاً من خوض تجارب مؤلمة, أو إخلاصاً لشريك حياتها المستقبلى.. وكلها أمور تشكر عليها, وليست دافعاً أبداً لأن تكون "متغاظ" منها أو حانقاً عليها, فهى لم تحرجك أو تصدك بعنف أو قلة ذوق, لكنها فقط أرادت أن تخبرك بشىء واحد فقط.. بيتنا له باب لو عايزنى خبط عليه.. بس.

أنا متفهمة جداً للأزمة المادية إلى أغلبنا بيمر بيها, وعارفة قدر تأثيرها على كل نواحى الحياة, لكن ربنا كريم, ليس لنا سواه نعتقد فيه أنه سيكون معنا طالما أردنا خيراً.. أُقدر قلقك من أن تكون لغيرك, وأعرف أن ما فعلته لم يكن إلا بدافع أن تطمئن وترتاح, لهذا دعنى أقترح عليك خطة من 3 خطوات:

1) من هنا ورايح لازم تدعى كل يوم, صبح وليل: "اللهم أنت مالك قلبها والقادر عليه, فإن كان فيه خير فقربه منى وقربنى منه كما تحب وترضى".

2) ممكن تكلمها مرة أخيرة تقول لها فيها إنك غرضك شريف من البداية, وإن اتصالك بها كان لمجرد معرفة رد فعلها, وإنك مش طالب منها غير أنك تعرف أنها عندها قابلية للموضوع من عدمه.

3) لو فى بينك وبين والدتها أو أخوها أو والدها عشم وعلاقة طيبة, ممكن تقول له, منها تكون أثبت مصداقية وجدية أمامها, ومنها يكون واسطة للتعارف والتقريب بينكم.

الكلام سهل، والتنفيذ صعب, والانتظار أصعب, أنا عارفة لكن صدقنى الناس لفت ودارت وعملت كل حاجة, وبعدين رجعت أمنت بأن هو ده الطريق السليم فى الآخر برضه.


للتواصل مع د. هبة وافتح قلبك: h.yasien@youm7.com










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة