(افتح قلبك مع د. هبة يس)....عصفور فى اليد

الأربعاء، 16 أكتوبر 2013 01:08 م
(افتح قلبك مع د. هبة يس)....عصفور فى اليد دكتورة هبة يس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسل (ج) إلى افتح قلبك يقول:
أنا رجل أبلغ من العمر 55 عاما, أعمل ببلد أوروبى منذ زمن بعيد, وأحمل جنسية هذا البلد, لست ثريا بالمعنى المعروف ولكنى والحمد لله أعيش فى رغد وبحبوحة, شكلى مقبول جدا, وأبدو دائما أصغر من سنى, يقولون عنى أنى خفيف الظل, إلا أن لى عيوبا كثيرة مثل عدم قدرتى على المجاملة نهائيا _طالما لم أشعر بالراحة للشخص_مهما بلغت حاجتى للشخص الذى أمامى, فرط الحساسية تجاه أى مشكلة, وعدم اعتبارى لرأى الآخرين, فأنا دائما (رأيى من دماغى) ولكنى أريد أن أخالف هذا الأمر وأخذ رأيك أنت فى هذه المرة.

أنا مطلق ولى ولد وبنت فى المرحلة الجامعية, ويعيشون معى فى نفس البلد, وطبعا حياتى العاطفية فارغة جدا مما تسبب لى فيما أنا فيه الآن من مشاكل, وأرجوكى ألا تستخفى بمشكلتى هذه لأنها قد تبدو بسيطة بالمقارنة بما يرد إليكى من مشاكل, لكنها حقيقة تؤرقنى وتؤلمنى وأشعر بالضعف الشديد أمامها, لهذا أرجو أن تساعدينى.

منذ سنتين تقريبا تعرفت على سيدة مطلقة عن طريق مواقع التعارف على الإنترنت, كان عمرها وقتها 38 سنة, وهى أم لثلاثة أطفال يعيشون معها, تبادلنا الأحاديث الصادقة والكاذبة, حتى تعارفنا بشكل جيد, شعرت برغبة فى التعرف أكثر عليها, فسافرت إلى مصر فى موعد غير موعد إجازتى المعتاد حتى نلتقى, وما إن رأيتها حتى شعرت بميل كبير نحوها, وبدأت أسمع دقات قلبى من جديد بعد كل هذا العمر, وأصبح التواصل بيننا أقوى وأشد من ذى قبل, خاصة وأنى كنت أساعدها ماديا من حين إلى آخر, مما جعلها ممتنة جدا لى ولوجودى فى حياتها.
منذ شهر تقريبا عدت إلى مصر لأطلبها للزواج رسميا, وفاجأتها بأنى جهزت لها الأوراق المطلوبة لتسافر معى إلى أوروبا كزيارة لمدة 3 شهور, نستطيع بعدها إنهاء بقية إجراءات إقامتها هناك معى بشكل مستديم, طارت من الفرحة, واستقبلت الخبر بسعادة غامرة مما زاد من فرحتى أنا الآخر, وشعرت أن الحياة ستبتسم لى من جديد.

و أثناء زيارتى لها فى مكان عملها_ وهو مشروع صغير هى تمتلكه وتديره_ وجدت (اللاب توب) الخاص بها مفتوح على برنامج المحادثة الذى كنا نتواصل من خلاله, فانتهزت فرصة عدم وجودها لدقائق وألقيت نظرة على المكتوب, كما أنى استطعت معرفة (الباسوورد) الخاص بها, وسمحت لنفسى أن أقوم بفتح حسابها الخاص بعدما عدت إلى منزلى, بالتأكيد هذا تصرف غير لائق وغير مقبول, وأنا نادم عليه بشدة, لكن هذا ما حدث.

المهم انى اكتشفت الكثييييير, فقد اتضح لى أنى واحد من ضمن مجموعة كانت تجرى معهم محادثات, بل إن كلامها معهم كان هو نفس كلامها معى تقريبا, كما أن بعضهم قابلها بالفعل, وكان هناك أكثر من فرصة لحدوث ارتباط بينها وبين آخرين...شعرت بطعنة شديدة فى قلبى, أحسست بالخديعة وبالإهانة وبأنى لم أكن سوى (حبة) فى عقد طويل من معارفها, لهذا قررت أن أنهى هذا الأمر وأن أعود إلى حيث أتيت بهدوء.

لكنها حدثتنى فى اليوم التالى_ وهى لا تعرف أنى قمت بكل هذا_ وطلبت منى أن نتحدث قليلا قبل أن نتمم أمور السفر, صارحتنى بأغلب ما رأيته أنا فى محادثاتها, بل وبأكثر منه فقد أخبرتنى أنها سبق لها وتزوجت عرفى مرتين, وبأنها كانت تبحث عن الارتباط أكثر من مرة, وقالت لى إنها أحبت أن أكون (على نور) قبل أن آخذ أى قرار رسمى بشأنها, وأنى لى مطلق الحرية فى قرارى الذى سأتخذه.

وجدتنى أصافحها على أن نبدأ معا صفحة جديدة, وأن ننسى كل ما فات, فأنا ولا أنكر أشعر بأنى أحبها, وبأنى سأفقد شيئا مهما وغاليا إن لم تعد معى.

ولكنى عدت إلى حاسوبى من جديد, وفتحت المزيد من رسائلها وحواراتها, فوجدت بعض منها كان يتطور بشكل إباحى أحيانا, كما وجدت بعض الرسائل بينها وبين أختها كانتا تتحدثان فيها عنى, فإذا بى أجدها تكتب عنى تعليقات سيئة كثيرة مثل: (أنا زهقت منه ومن الكلام معاه), (ده راجل غبى), (مش عايش سنه) وغيرهم وغيرهم مما جرحنى أكثر, وزاد من شكى وقلقى, صحيح أن كل هذه الرسائل قديمة, وصحيح أنها هى التى صارحتنى بكل شىء ودون أن تكون مضطرة, إلا أنى فى حيرة ما بعدها حيرة, هل أتركها بعد ما وجدتها أخيرا, وأعيش ما بقى لى من عمر أتألم وأتعذب؟, أم أتمم زواجى بها وأرضى بأن أعيش فى قلق وشك طوال الوقت؟...أنا لا أنام من التفكير, وأشعر باكتئاب لم أعهده من قبل, كما أنى أرى نفسى خسران فى جميع الأحوال...فبماذا تنصحينى؟.

وإليك سيدى أقول:
مشكلتك ليست بالتافهة أو البسيطة, ولا يمكن لى الاستهانة بها _ أو بغيرها_ أبدا, فوضعك صعب فعلا, فليس من السهل على الإنسان أن يتخلى عن حلمه الذى انتظره وبحث عنه طويلا, حتى وإن أكتشف أن هذا الحلم لم يكن إلا سراب.

ولكن المشكلة يا سيدى هى أن كل منكما كان يبحث عن شىء مختلف, أنت كنت تبحث عن الحب والعواطف والألفة, وكل تلك المشاعر الحلوة التى افتقدتها طويلا بسبب طلاقك, وهى كانت تبحث عن الارتباط والثقة والأمان _المعنوى والمادى_ المتمثلون فى صورة الزواج...ولا عيب على أى منكما فى ذلك, لكنك سرت وراء قلبك الذى تعلق بها, وبها وحدها, فأصبحت هى الأولى والأخيرة فى حياتك وعلى حاسوبك, أما هى فسارت خلف عقلها الذى دفعها لعقد المقارنات والمواءمات حتى تصل إلى أفضل نتيجة ممكنة, لهذا كنت أنت واحد من المجموعة التى كانت تفاضل بينهم... هذا هو الأمر بمنتهى البساطة.
بالرغم من عدم موافقتى على تصرفها, إلا أنها فى حقيقة الأمر لم تخنك بمعنى الكلمة, هى كانت تبحث عن من يساعدها ويضمن لها حياة افضل سواء كنت أنت أو غيرك, ومن الواضح أنها فعلت ذلك كثيرا حتى قبل ان تظهر أنت فى حياتها, لهذا فالمسألة بالنسبة لها ليست مسألة مشاعر على الإطلاق, آسفة لأخبرك بهذا ولكنه الحقيقة بكل وضوح.

و عليه فلك أن تتعامل مع الموقف على هذا الأساس, اعتبر أنك تقدمت لفتاة تحبها أنت لكنها قبلت بك لمجرد أنك عريس مناسب ليس إلا, وهذا ليس عيبا بالمناسبة فكثيرة هى الزيجات التى بدأت بهذا الشكل وأكملت لتكون بيتا سعيدا وناجحا بمرور الزمان.

هى يا سيدى اعتبرتك (عصفور فى اليد), ولكنك لست كأى عصفور, فأنت لديك القدرة على توفير الأمان المادى لها أكثر من غيرك بكثير, كما أن ارتباطها بك سينقل حياتها نقلة كبيرة ربما لم تكن قد حلمت بها من قبل, لهذا فهى استمرت فى التواصل معك وهى غير راضية عن شخصك تمام الرضا, خاصة وأن تواصلك معها (من بعيد لبعيد) لن يعيقها عن البحث عن فرص أفضل.

أكرر أنا لا أتفق مع طريقتها , وأشعر معها بعدم الارتياح, لكن هذا لا يجعلنا ننسى لها صراحتها وأمانتها عندما أخبرتك بكل شىء قبل أن تتخذ أى خطوات رسمية, وأنا أرى أنها فعلت هذه الخطوة لأنها شعرت بأنها أخيرا وجدت (بر الأمان) الذ كانت تبحث عنه, وأنه عليها أن تكون جادة معك طالما أنك أثبت جديتك وحسن نيتك أنت الآخر.

أشعر بتعلقك بها, والذى ليس بسبب شخصيتها فقط بالمناسبة, فهى تمثل لك الحالة التى افتقدتها طويلا, الأمل والحب والحياة الجديدة, خاصة وأنها لا زالت شابة... وهذه كلها أشياء ستتألم لفقدانها بعد ان أصبحت ملموسة فى حياتك, فإن كنت ترى أنه من الصعب تكرار هذه الحالة فى حياتك من جديد فأقبل بها, وعلى ما عرفته من سلبياتها, خاصة إذا لمست أنها مخلصة وصادقة فى رغبتها فى بداية حياة جديدة معك.

أما إذا شعرت أنه لا زالت لديك القدرة على البحث من جديد فابتعد عنها, إلا أنه من الأمانة أن أخبرك أنك حتما ستجد من لديها سلبياتها وظروفها هى الأخرى, فمن المؤكد أنه سيكون هناك ماضٍ لأى سيدة ستعرفها من خلال هذا الطريق.


للتواصل مع د. هبه وافتح قلبك:

h.yasien@youm7.com










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة