سعيد الشحات

الطرف الثالث

الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012 07:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أشتم رائحة «الطرف الثالث» فى قضية المتظاهرين فى أحداث السفارة الأمريكية، المتهمون قالوا أمام النيابة أنهم شاهدوا أشخاصا يندسون وسط المتظاهرين، ويحرضونهم على الاستمرار فى أعمال الشغب والعنف ضد رجال الشرطة مقابل تقاضيهم مبالغ مالية، وأضافوا أنهم شاهدوا أشخاصا مجهولين يندسون وسط المتظاهرين، ويحرضونهم على الاستمرار فى أعمال الشغب مقابل منح كل متظاهر 50 جنيها.

من هم هؤلاء الأشخاص الذين حملوا الأموال ليدفعوها للمتظاهرين؟، لا أحد يعرف، نفس المنطق كنا نسمعه أثناء المرحلة الانتقالية، سمعناه فى أحداث السفارة الإسرائيلية، وفى أحداث محمد محمود، وأحداث مجلس الوزراء، التفاصيل تختلف قليلا، لكن المنطق واحد، فى كل الحالات كان القول واحد: «هناك من يحرك وهو جالس فى الخفاء، لا أحد يعرفه، وكأنه من سكان المريخ»، السخرية كانت هى الرد الطبيعى على هذا الكلام، ليس هذا فحسب، بل كانت الاتهامات توجه مباشرة إلى ساكنى سجن طرة من أركان النظام السابق، المهم أننا عشنا فترة انتقالية سقط فيها شهداء ومصابون، دون متهمين الذين هم الطرف الثالث، أو «اللهو الخفى» الذى لم يظهر بعد.

عد إلى ذكرياتك مع نظام مبارك، ستجد نفس المنطق: «أشخاص يدفعون، وآخرون يتظاهرون لتكدير السلم العام، والعمل على كسر هيبة الدولة و..و..»، هى عقيدة أمنية واحدة تنظر إلى المحتجين بنظرة واحدة لا تغيير فيها، ولما سقط النظام لم يعد ينطلى هذا على أحد، ولما كان هو نفس المنطق فى المرحلة الانتقالية، كان الرد بهتافات مجلجلة: «يسقط..

يسقط.. حكم العسكر»، ولما سقط حكم العسكر فوجئنا بنفس القول: «أشخاص مجهولون يندسون وسط المتظاهرين ويحرضونهم على الاستمرار فى أعمال الشغب مقابل منح كل متظاهر 50 جنيها»، والدكتور محمد البلتاجى القيادى الإخوانى، والقيادى فى حزب الحرية والعدالة، يكرر نفس ما كان يسخر منه من قبل حين كان يردده الآخرون: «هناك مجهولون مندسون وسط المظاهرات».

ما يقال حاليا هو نفس ما قيل فى الماضى، والختام سيكون نفس خواتيم «محمد محمود ومجلس الوزراء»، سنكون أمام «الطرف الثالث»، لكن هل سيسخر كل الذين سخروا من قبل؟.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة