سعيد الشحات

إيران ومصر

السبت، 14 يوليو 2012 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذاهب إلى إيران، هذا البلد الذى تمنيت كثيرا زيارته، وكان الكتاب هو بديلى لمعرفة عراقة تاريخه، وعمق جغرافيته.

قرأت لهيكل كتابه «مدافع آية الله»، ولفهمى هويدى «إيران من الداخل»، و«عبدالناصر والثورة الإيرانية» لفتحى الديب، و«حدائق الأحزان» للصديق المتألق مصطفى اللباد.

ألقت هذه الكتب الضوء على مرحلة الثورة الإسلامية فى إيران وما قبلها، وحملت بعضها هموم العلاقات مع مصر، والتى شهدت تدهورها الحاد فى ظل النظام السابق، وكانت أمريكا وإسرائيل هى كلمة السر فى هذا التدهور، فارتباط النظام السابق بعلاقة التبعية مع أمريكا، والحميمية التى ربطته بإسرائيل، قابلها عداء إيرانى مع الهيمنة الأمريكية، وعداء أشد ضد إسرائيل، وبينهما ظل المستفيدون من هذا التدهور يؤججون المشاعر الدينية بزعم الخلافات المذهبية بين الشيعة والسنة.

مضى البلدان كل فى طريقه، وفى الوقت الذى أصبحت فيه إيران رقما صعبا فى المعادلة الدولية والإقليمية، وبلدا لا يمكن تجاهله فى أى ترتيبات إقليمية، كانت مصر فى ظل نظام مبارك تشهد تدهورا حادا فى كل شىء، وفقدت رصيدها الإقليمى والدولى، وكان الموقف من القضية الفلسطينية نموذجا فى ذلك، حيث عاش النظام على أكذوبة حياد مصر فى القضية وكأن فلسطين ليست على حدود مصر، وكأن إسرائيل أصبحت حملا وديعا كان يمكنه الإنصات لنصائح مبارك الذى سقط بفضل ثورة يناير فبكت إسرائيل على كنزها الاستراتيجى الذى راح.

تدخل مصر الآن مرحلتها الجديدة بعد ثورتها العظيمة، وهى المرحلة التى تبحث محليا وإقليميا ودوليا عما يليق بهذه الثورة، واللائق بها يأتى من إزاحة كل العقبات القديمة التى تعرقل عودة العلاقات مع إيران من أجل مصالح كثيرة لا تقف فقط عند حدود الاقتصاد والاستثمار المتبادل، وإنما لأن إسرائيل تقف عند حدود مصر الشرقية، وهى عدو مهما كانت الاتفاقيات والمعاهدات.

زار الرئيس محمد مرسى السعودية فى مستهل زياراته لدول العالم، وذهب خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين إلى تركيا، فى دلالة على أن «الصديق» التركى هو المعين فى المرحلة القادمة.

يأتى ذلك بينما كان الرئيس مرسى يتحدث فى دعايته الانتخابية عن عودة العلاقات مع إيران.. فهل يفعلها بعد أن أصبح رئيسا؟








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة