سعيد الشحات

لماذا حمدين صباحى؟

الأربعاء، 11 أبريل 2012 07:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد المفاجآت فى الترشح لرئاسة الجمهورية، يبقى حمدين صباحى اسما ساطعا ونظيفا، وصاحب خلفية نضالية وسياسية محترمة، تؤهله لأن يكون الأجدر بين المرشحين لهذا المنصب.

كتب حمدين اسمه فى تاريخ الحركة الوطنية المصرية بالعطاء المتواصل من أجل الحرية وحقوق البسطاء والفقراء، وكان حواره الشهير مع الرئيس الرحل السادات، بعد انتفاضة الخبز فى 18 و19 يناير عام 1977، نموذجا فى استشراف المستقبل.

كان عمر حمدين وقتئذ 22 عاما، ومن موقعه كرئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة، ونائب رئيس اتحاد طلاب الجمهورية، ناقش السادات فى 25 دقيقة، مستشرفا المستقبل، بتحذيره من الارتباط بأجندة صندوق النقد الدولى التى تؤدى تلقائيا إلى رفع الأسعار، وسياسة الانفتاح الاقتصادى التى أثرت أقلية.. وأفقرت أغلبية، وحذر من التفريط فى مساندة القضية الفلسطينية، وكان الحوار نموذجا لقدرة فائقة للطالب، أمام رئيس داهية، ثم واصل حمدين بعده السير فى براح النضال الوطنى الواسع، ودفع ثمنا غاليا بـ17 اعتقالا، كان أولها فى حملة سبتمبر الشهيرة عام 1981 مع كبار السياسيين، مثل محمد حسنين هيكل، وفؤاد سراج الدين، وفتحى رضوان وغيرهم.

لم يدخل حمدين المعتقل بسبب الانتماء لتنظيم، وإنما لنضاله الوطنى المعبر عن آمال وآلام البسطاء والفقراء، وكان أبرزها، اعتقاله 105 أيام، ذاق فيها صنوف التعذيب لمناصرته قضايا الفلاحين التى سلبت أراضيهم عام 1997، وفى الوقت الذى كانت الطائرات الأمريكية تدك أرض العراق عام 2003، وكان هو نائبا فى البرلمان، قاد مظاهرات الشارع، وتم اعتقاله رغم حصانته البرلمانية.

ظل حمدين نائبا فى البرلمان 10 سنوات، فجر خلالها عشرات القضايا، وأشهرها تصدير الغاز لإسرائيل، ودار على معظم قرى مصر ونجوعها فى سنوات حكم مبارك، مبشرا بالتغيير والثورة، ولم يهزمه الإحباط الذى هزم آخرين، وفى المظاهرة التى خرجت تضامنا مع خالد سعيد، أطلق قسمه، وردده المتظاهرون وراءه: «نقسم بالله العظيم بأن مصر لن تورث لجمال مبارك»، وهاهو الآن يدخل معركة الرئاسة ببرنامج طموح للتغيير، كلمة سره.. حقوق البسطاء والفقراء والعاطلين عن العمل، وعودة مصر لعافيتها كقوة إقليمية، مستلهما فى ذلك تجارب البرازيل وتركيا وماليزيا، ولأنه حقا يشبه برنامجه، يبقى الخيار الأفضل من أجل مصر المتنوعة فكرا وسياسة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة