سعيد الشحات

إشارات الجنزورى

الثلاثاء، 28 فبراير 2012 07:54 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى حديثه أمام مجلس الشعب أول أمس قال الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء كلاماً لافتاً وهو: هل أخطأ الشعب المصرى عندما تحرر؟، وهل لابد أن يعاقب الشعب المصرى لقوله: «لا لحكم الفرد والاستبداد»، وأضاف: «الشعب المصرى وقف مع الآخرين فى تحررهم، ولم يتخاذل، وأنه آن الآوان لأن تتحكم مصالح الشعب فى علاقتنا مع الدول الأخرى».

تحمل هذه الكلمات أكثر من إشارة، أهمها أن هناك أطرافاً دولية لم يسمها الجنزورى لم يعجبها الثورة المصرية، رغم أى إشارات تصدر منها باحترام خيار الشعب المصرى وعدم التدخل فى شؤونه، وبالعودة إلى كلمة: «إن الشعب المصرى وقف مع الآخرين فى تحررهم ولم يتخاذل»، قد نتوصل منها إلى إشارة بأن الدول العربية التى ساعدتها مصر فى الماضى، لم تساعد مصر فى الحاضر، غير أنه لم يوضح ما إذا كان القصد هو، الامتناع عن تقديم المساعدات فقط، أم أن هذه الدول تتدخل فى شؤون مصر بطرق ملتوية.

فى لقاء لى مع شخصية أمريكية رفيعة من أصل مصرى، وعلى اطلاع واسع للعلاقة بين الإدارتين بالبلدين، سمعت منه أن الرئيس الأمريكى أوباما، أكد له أن إدارته لم تمارس أى ضغوط على الدول العربية التى وعدت مصر بالمساعدة لكى لا تنفذ وعودها، ولما قلت له إن هذا التأكيد قد يكون من باب «العلاقات العامة»، التى لا تكشف عن الحقائق كاملة، قال لى الرجل: «ليس هذا صحيحاً، فأمريكا حريصة على ألا تفلت الأوضاع فى مصر بدرجة تهدد مصالحها، وأن الإدارة الأمريكية تعى تماماً أن مصر هى حجر الزاوية فى المنطقة».

وإذا أخذنا كلام هذه الشخصية بمبدأ الاحتمال فإنه يقودنا إلى الاحتمال الأكبر وهو، أن الأطراف العربية التى تمتنع عن تقديم المساعدات تتصرف وفقا لرؤيتها التى لا ترحب بالثورة ولا تؤيدها لأسباب تتعلق بالخوف من استعادة دور مصر الريادى إقليميا، غير أن السؤال الذى يأتى من إشارات «الجنزورى» هو، هل تكتفى هذه الدول بالامتناع عن تقديم المساعدات، أم أنها تمارس أفعالاً أخرى لإجهاض الثورة؟








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة