ياسر عبد الرحمن يكتب: حفظ كرامة الإنسان فى ظل الإسلام

الإثنين، 03 ديسمبر 2012 09:05 ص
ياسر عبد الرحمن يكتب: حفظ كرامة الإنسان فى ظل الإسلام صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى ظل الحديث عن احترام حقوق الإنسان والاهتمام بحفظ كرامته نجد أن الإسلام سبق العالم فى الحرص على حفظ كرامة الإنسان بصفة عامة - سواء أكان مسلما أو غير مسلم، قال تعالى:" وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ" [الإسراء : 70].

قال الطبرى: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ" بتسليطنا إياهم على غيرهم من الخلق، وتسخيرنا سائر الخلق لهم.

وقال العز بن عبد السلام: بأن جعلنا منهم خير أمة أخرجت للناس.

وقال الفخر الرازى: كل ما حصل للإنسان من المراتب العالية والصفات الشريفة فهى إنما حصلت بإحسان الله تعالى وإنعامه فلهذا المعنى قال تعالى: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ" [الإسراء: 70] ومن تمام كرامته على الله تعالى أنه تعالى لما خلقه فى أول الأمر وصف نفسه بأنه أكرم فقال: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4)" [العلق : 1 - 4] ووصف نفسه بالتكريم عند تربيته للإنسان فقال: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ"، ووصف نفسه بالكرم فى آخر أحوال الإنسان فقال: "يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ" [الانفطار: 6]، وهذا يدل على أنه لا نهاية لكرم الله تعالى ولفضله وإحسانه مع الإنسان.

وقال سيد قطب: كرم الله هذا المخلوق البشرى على كثير من خلقه. كرمه بخلقته على تلك الهيئة، بهذه الفطرة التى تجمع بين الطين والنفخة، فتجمع بين الأرض والسماء فى ذلك الكيان! وكرمه بالاستعدادات التى أودعها فطرته، والتى استأهل بها الخلافة فى الأرض، يغير فيها ويبدل، وينتج فيها وينشئ، ويركب فيها ويحلل، ويبلغ بها الكمال المقدر للحياة. وكرمه بتسخير القوى الكونية له فى الأرض وإمداده بعون القوى الكونية فى الكواكب والأفلاك.

وكرمه بذلك الاستقبال الفخم الذى استقبله به الوجود، وبذلك الموكب الذى تسجد فيه الملائكة ويعلن فيه الخالق جل شأنه تكريم هذا الإنسان! وكرمه بإعلان هذا التكريم كله فى كتابه المنزل من الملأ الأعلى الباقى فى الأرض.

ومن وسائل حفظ كرامة الإنسان فى ظل الإسلام:

كل إنسان برىء حتى تثبت إدانته، قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: "لأَنْ أُعَطِّلُ الْحُدُودَ بِالشُّبُهَاتِ أَحَبَّ إِلَى مِنْ أَنْ أُقِيمَهَا فِى الشُّبُهَاتِ".

العقاب لا يمتد إلى غير من ارتكب الجريمة، قال تعالى: "مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِى لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى" [الإسراء : 15]

تحريم الغيبة، قال تعالى: "وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ " [الحجرات : 12]

عدم السخرية من أحد، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ" [الحجرات : 11]

عدم التكبر، قال النبى - صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر" صحيح مسلم.

عدم احتقار الآخرين عن أبى هريرة - رضى الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه" صحيح مسلم.

منع ظن السوء، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ" [الحجرات : 12]
منع التجسس على الآخرين، قال تعالى: "وَلَا تَجَسَّسُوا" [الحجرات : 12]

عدم انتهاك خصوصيات الأفراد وحرمة مساكنهم، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" [النور : 27]

وكذلك حفظ كرامة الإنسان بعد موته، قَالَ النَّبِى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا" صحيح البخارى.

فها هو الإسلام كرم الإنسان حيا وميتا، فما أعظم هذا الدين!

فعلينا أن نعتز بديننا، وأن نفتخر بشريعتنا،وأن نطمئن غيرنا، وأن نطيع أوامر ربنا، ونقتدى بسنة حبيبنا، وأن نعمل لنهضة أمتنا، وأن نرشد مجتمعنا لتحقيق مبادئ إسلامنا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة