سعيد الشحات

عناوين باقية

الأربعاء، 12 ديسمبر 2012 10:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لكل غضب جماهيرى، ثورة كانت أو انتفاضة، عناوين تلخص قيمتها ومكانتها التاريخية، الثائرون يطلقون عناوين، والنظام ورجاله يطلقون عناوين مضادة، لكن التاريخ بروايته الصحيحة يبقى هو الفيصل، ينتصر للعنوان الصحيح، ويضع العنوان الخاطئ تحت أقدامه.

فى انتفاضة 18 و19 يناير عام 1977، كان العنوان الشعبى لها: «انتفاضة الخبز»، فى مقابل تعريف السادات لها بعنوان: «انتفاضة الحرامية»، كانت الانتفاضة بسبب قرارات مفاجئة لحكومة السادات برفع الأسعار فانتفضت الجماهير من حلوان إلى أسوان، لم يصدق السادات انتفاضة المصريين ضده، فهو قائد نصر حرب أكتوبر 1973، و«رب العائلة»، ورئيس دولة «العلم والإيمان».

لم يفطن السادات إلى أن الشعب الذى صمد وضحى فى حرب أكتوبر، لا يمكن مكافأته بمثل هذه القرارات، فظل حبيسا لعنوان «انتفاضة الحرامية» يكرره فى كل وقت، لكن عنوان «انتفاضة الخبز» هو الذى بقى بعد أن فرض فى النهاية على السادات سحب قرارات رفع الأسعار.

انتصر عنوان «انتفاضة الخبز»، واختفى عنوان «انتفاضة الحرامية»، وظل ما حدث وقتئذ موجة نضال ضد سلطة جائرة ينظر إليه المصريون بكل فخر فى عناوين ما يحدث الآن فى مصر، يدهشك أن هناك من ينكر على المصريين نضالهم لاستكمال ثورتهم، ويتبارى هؤلاء فى البحث عن تفاصيل فى الصورة والدق عليها، ويتجاهلون الصورة الكلية التى تجمع ملايين يصرون على مقاومة الاستبداد.

الثائرون ضد الاستبداد يرفعون عنوان: «استكمال الثورة»، والمناصرون للاستبداد يردون بعناوين بائسة مثل: «ثورة يقودها الفلول»، و«تخريب الفلول»، ويدهشك أن مروجيها يتعاملون على أن وحدهم أصحاب «المازورة» التى يقيسون بها من هو الثورى، ومن هو غير الثورى، ومن هو «الفل»، ومن هو «غير الفل»؟، ولأنهم لا يصدقون هذا الحشد الهائل ضد الاستبداد، اختصروا الطريق واعتبروا أنها موجة «فلول»، أى ثورة عنوانها «الفلول».

ستنتهى هذه الموجة حتما بالانتصار للثورة لأن الإرادة الشعبية لن يقهرها أحد، وستلحق العناوين المضادة لها بمزبلة التاريخ، كما حدث مع عنوان «انتفاضة الحرامية» التى أطلقها السادات.

سينظر التاريخ إلى الذين ساهموا فى صنع هذه الموجة بعناوينها الصحيحة، ولن يغفر للذين وقفوا ضدها بعناوينهم البائسة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة