محمد الشبه

صباح الحرية... آخر أيام النظام

الأربعاء، 28 نوفمبر 2012 06:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كما هو متوقع تداعى حكم الإخوان عند أول امتحان، سقطت عنهم الأقنعة وطارت ورقة التوت الأخيرة، عندما شعروا أن إنجازهم الأسطورى، الذى أوصلهم فى لحظة تاريخية لحكم مصر مهدد بالانهيار، فقدت قياداتهم أعصابها، وارتبكوا وعادوا إلى طبيعتهم، جماعة سرية تحكمها عقدة الاضطهاد ونظرية المؤامرة، وانظر إلى تحليلات ومبررات قيادات الإخوان التى ساقوها، لكى يشرب المصريون مقلب الإعلان الدستورى، أنهم يتحدثون عن مؤامرة لخلع مرسى يوم 2 ديسمبر القادم، وتم تدبيرها فى كواليس المحكمة الدستورية العليا، والمؤامرة يشترك فيها فلول النظام السابق مع المعارضة كلها بلا استثناء، ويتم تمويلها من أرصدة رموز نظام مبارك الموجودة فى الداخل والخارج، ويتولى د. محمد البرادعى، ود.عمرو موسى، تحديداً هذه المهمة من أجل الإطاحة بنظام حكم الرئيس مرسى، وحديث المؤامرة الذى يروج له الإخوان بيأس وسذاجة، مثير للشفقة ولا مكان فيه لمصر، ولا إشارة فيه للخوف على البلد من مخاطر الفتنة، والتقسيم والحرب الأهلية، وهناك فقط الخوف على الحكم الشرعى المنتخب القادم عبر الصندوق، وهناك طول الوقت جعجعة فارغة فاشلة عن "حماية الثورة" التى أصدروا من أجلها قانوناً يتيح لهم ملاحقة واعتقال كل خصومهم، سياسيين وإعلاميين ورجال أعمال وقضاة، ولا أحد فى ظل "الديكتاتورية المؤقتة" بمنأى عن أيدى الإخوان، وقالها عصام العريان بمنتهى التشفى والشماتة بعد صدور الإعلان الدستورى، لقد حانت ساعة الحساب، وظهر جلياً كيف ينظر الإخوان إلى جماعتهم باعتبارها "الوطن"، وإلى بقية المصريين باعتبارهم كفار قريش، حيث وصف صفوت حجازى، عندما خرج مرشد الإخوان بنفسه لينعى الصبى إسلام مسعود، ضحية أحداث دمنهور بأنه "شهيد الجماعة" ولم يقل أنه شهيد مصر، ولم يساو بينه وبين الشهيد جابر صلاح، الذى سقط برصاص نظام مرسى فى تظاهرات محمد محمود، وقصر العينى، أنها الأنانية السياسية العمياء، وقصر النظر ومرض عبادة الذات التاريخى الذى لا يرى غير الجماعة وحدها مركزاً للكون وللخلافة والأممية الإسلامية، التى تعلو فوق كل الأوطان والأجناس والأديان والعقائد، وأن عقدة الخوف على السلطة التى تتحكم فى سلوك الإخوان وأنصارهم، والتى كشفت عنها الغطاء أزمة الإعلان الدستورى، يمكن أن تقود البلاد فى لحظة إلى حرب أهلية، ويخطئ من يعتقد أن "تأجيل" الإخوان لمليونية جامعة القاهرة، كان قراراً من أجل حقن الدماء، وتفادى مواجهة مع مليونية التحرير، وقرار التأجيل جاء من مكتب الإرشاد لأن أى مواجهة عنيفة الآن يسقط فيها ضحايا جدد، من شأنها القضاء التام على حكم مرسى، وعلى الإخوان أنفسهم وللأبد، وانظر إلى المشهد كل الرياح ضدهم، وكل الجبهات مفتوحة عليهم وبراكين الغضب على سياساتهم وفى كل مكان، ومليونيتهم"تأجلت" فقط، ولم يتم إلغاؤها وهم ينتظرون الفرصة المواتية لنصب سيرك يخرجون فيه لتأييد مرسى، والتهليل له كما فعلوا يوم أن أدخلوه على عربة حربية، وكأنه أحمس الأول لإستاد القاهرة، وكما احتشدوا حول قصر الاتحادية يرقصون ابتهاجاً بإعلان مصر دولة فاشية ومستبدة، والمؤكد أن نظرية المؤامرة، وعقدة الخوف على السلطة من الأعداء الأشرار هو ما سوف يقود نظام مرسى إلى مزيد من الأخطاء والكوارث، وأخطرها عناده وتحديه المستمر للمعارضة، وتمسكه بالإعلان الدستورى، وبقراراته التى وضعته فوق القانون وفوق القضاء، وأنه جنون السلطة الذى يعمى الطغاة عن رؤية الحقيقة، وما أشبه هذه الأيام بأيام سقوط مبارك، كانت كلما لاحت أمامه فرصة للنجاة يضيعها بخطأ مأساوى وبكارثة جديدة، أما فرصة مرسى الباقية الوحيدة، فهى أنه يجب أن يقرر الآن وليس غدا، هل يريد أن يكون رئيساً لكل المصريين يستجيب لمطالبهم، ويجعل مصلحة الوطن العليا فوق كل اعتبار، أم يصر على أن يكون رئيساً لجماعة وأميراً لطائفة؟، واختيار مرسى هو الذى سوف يحدد مصير نظامه من الآن وحتى 25 يناير القادم.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة