محمد الشبه

صباح الحرية.. رقبة الرئيس مرسى

الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012 03:39 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقول الرئيس مرسى فى كل مناسبة إن مشاكل مصر فى "رقبته"، ودم الشهداء فى رقبته، وحساب الفاسدين من رموز النظام السابق واعادة محاكمتهم فى رقبته، وحتى دستور مصر الذى تعهد الرئيس بألا يطرح للاستفتاء العام، إلا بعد توافق كل القوى السياسية وعناصر الأمة حوله قال إنه فى رقبته، والأهم من كل ذلك أن الرئيس مرسى تعهد منذ البداية بأن يكون رئيساً لكل المصريين الذين هم جميعاً بكل صراعاتهم وأزماتهم معلقين فى رقبته!، والسؤال.. هل رقبة الرئيس استطاعت بالفعل أن تتحمل كل هذه الهموم والاستحقاقات، وهل مساحة الرقبة كانت كافية لأن يتعلق فيها الجميع بالعدل، أم أنها كانت متاحة فى أغلب الأحوال لفريق من المصريين المرضى عنهم، أما المغضوب عليهم فهم بعيدون عن رقبة وقلب الرئيس؟!

وانظر كيف تعاملت رقبة الرئيس مرسى مع الذين خرجوا عليه فى جمعة قندهار "2" شاهرين فى وجه نظامه أعلام القاعدة السوداء وأعلام السعودية، مطالبين بحكم إسلامى وبتطبيق حدود الله وبإقامة دولة دينية بالمخالفة لكل الدساتير ولإجماع الأمة ولتعهدات الرئيس نفسه الذى ردد وكرر كثيراً خلال حملته الانتخابية بأن مدنية الدولة المصرية.. فى رقبته!، لم يغضب الرئيس منهم ولم يحاسب الذين هتفوا فى وجهه بميدان التحرير إما الشريعة أو الشهادة والجهاد.. لم ينزعج نظام الرئيس مرسى من تهديد فئة من المصريين لجمعية الدستور التى يفترض أنها تقوم نيابة عن الشعب بكتابة دستور سيطرح على الشعب فى استفتاء ديمقراطى!، كيف يقبل الرئيس مرسى أن تجرى صياغة الدستور تحت تهديد الرايات السوداء القادمة من أفغانستان ومن شعاب جبلى تورا بورا؟، ولماذا لم تفكر أجهزة الرئيس مرسى فى التحقيق مع زعامات الجهاديين والجماعة الإسلامية الذين أعادهم من الخارج، وعفا عنهم، وأخرجهم من السجون، خاصة بعد أن أعلنوا عن قيام تحالف لإقامة دولة دينية فى مصر؟! إن رقبة الرئيس مرسى تكيل بمكيالين، فهى فى الوقت الذى تسامحت فيه مع عدوان الإخوان وضربهم للمتظاهرين المدنيين السلميين فى جمعة "مصر مش عزبة"، وفى الوقت الذى سمحت فيه لفصيل متطرف بالخروج على قواعد الدولة المدنية والتهديد بالعنف فى مواجهة أنصارها، فهو لا يستمع للطرف الآخر ويحرم المدافعين عن الديمقراطية الحديثة من التمثيل بشكل عادل فى جمعية الدستور، ويترك جماعته وحزبه ينهشان فيهم، ويتهمهم د. عصام العريان بالعمالة والخيانة وتهديد استقرار مصر! إن رقبة الدكتور مرسى التى تترك آاآف فقراء مصر تحت رحمة تبرعات أمراء الخليج وعطاياهم، وتترك الطبقة الوسطى تحت أقدام حزمة جديدة من الضرائب المتوحشة وفريسة لغول الأسعار، والتى تترك الفساد الجديد يستفحل والفساد القديم بلا عقاب أو محاكمة، هذه الرقبة الرئاسية الجليلة لن تقوى طويلاً على غضب المحرومين من حمايتها وبركتها، ومهما توسل الرئيس بالصلاة وخطب الجمعة ومغازلة عواطف الفقراء، فإنهم لن يصبروا طويلاً، وكما انفضوا من حول رقبة المخلوع السابق، فإنهم سوف يتساقطون يأساً من رقبة الرئيس مرسى ليتركوها وحدها.. عارية تنتظر حكم التاريخ الذى لا يرحم، ولنا فى رقبة مبارك الملقاة خلف جدران سجن طرة عبر.. لمن يعتبر!!









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة