سعيد الشحات

مبادرة الكتاتنى

الإثنين، 22 أكتوبر 2012 10:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شدد الدكتور عصام العريان من هجومه على الليبراليين واليساريين، لكنه لم يبلغ مناه برئاسة حزب الحرية والعدالة، وفاز منافسه الدكتور سعد الكتاتنى. عصام العريان صنع حالة استقطاب حادة، فى حين كان الكتاتنى صامتا فيما يتعلق بعلاقة حزبه وجماعته مع القوى السياسية الأخرى، فهل سيكون ذلك رصيدا له لتنفيذ مبادرة «لم الشمل» التى نادى بها.

الكتاتنى كان رئيسا لمجلس الشعب، وتعامل مع كل الفرقاء، لكن هل يمكن القياس على ذلك، ونتوقع نجاحه فى الحوار الوطنى الذى قيل إنه يفكر فيه، ويدعو إليه حمدين صباحى، والدكتور محمد البرادعى، وعبدالمنعم أبوالفتوح؟

الأمر مختلف، وترميم جراحات الماضى ليست مسألة شخصية، فحزب الحرية والعدالة، يقف فى جهة، والآخرون فى جهة مقابلة ومتناقضة فى أحيان كثيرة، حزب الحرية والعدالة يقف خلف الرئيس مرسى بمنطق «انصر أخاك غالبا أو مغلوبا»، ويرى أن كل سياسات الرئيس تمام التمام، فكيف سيجلس بعد ذلك الكتاتنى متحدثا عن حزبه مع القوى السياسية الأخرى.. التى ترى فى الرئيس مرسى عكس ما يراه.

مبادرات لم الشمل تأتى فى لحظات اختناق وطنى، تشهد خلافات وتراشقات، لكن يكتب لها الفشل حين يقف كل فريق خلف أجندته دون زحزحة، فهل حصل الكتاتنى على الضوء الذى بموجبه يستطيع تقديم تنازلات معينة للآخرين.

\لدينا قضايا يمكن أن يبنى عليها الكتاتنى لاستعادة الثقة مع الآخرين، وأبرزها وقف حرب الشتائم، والتعامل بحيدة مع الاعتراضات المتزايدة على مسودة الدستور، والجمعية التأسيسية التى ستقول المحكمة الإدارية العليا كلمتها فيها غدا الثلاثاء، ولو افترضنا أن المحكمة قضت بحل الجمعية، سيكون حزب الحرية والعدالة أمامه تحدى إعادة تشكيلها، صحيح أن الرئيس مرسى هو المعنى بحكم الإعلان الدستورى المكمل وإعادة تشكيلها، لكن هل يجوز أن يوافق «الحرية والعدالة» على الآراء التى قيلت بأن الرئيس سيعيد تشكيلها بنفس الطاقم الموجود؟، إذا تم ذلك سنكون أمام معضلة كبيرة تؤكد أن الرئيس لا يعنيه آراء المعارضين، وهنا لن يكون الخطأ مقتصرا على الرئيس فقط، بل سيتحمل آثاره الحزب الذى ينتسب له، ويدافع عن كل سياساته، وإذا لم يع الحزب ذلك، فستكون دعوة الكتاتنى قد كتب لها الفشل قبل أن تبدأ.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة