سعيد الشحات

خالد ونجيب محفوظ

الأحد، 18 سبتمبر 2011 07:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الأديب العالمى نجيب محفوظ ممن انتقدوا جمال عبدالناصر بعنف، وسجل ذلك فى مذكراته التى كتبها الناقد الراحل رجاء النقاش عام 1998، وكانت موضع جدلا كبيرا على الساحة السياسية، وبعدها بشهور أجريت حوارا ونشرته على حلقات مع الراحل الدكتور خالد عبدالناصر، وتعرض لما جاء فى المذكرات قائلا: «أنا كابن لجمال عبدالناصر أقول لك يا أستاذ نجيب، إنك مهما ذكرت من آراء سلبية فى حق عبدالناصر، فسنبقى على عهدنا فى حبك، وهذا ما غرسه الوالد فينا نحوك، وبعدين أنا وإخوتى كان الوالد مقررا علينا رواياتك تقديرا منه لأدبك العظيم».

بعد نشر الحوار بيومين، تلقيت اتصالا من الأديب المحترم جمال الغيطانى، قال فيه إن الأستاذ نجيب تأثر كثيرا مما قاله خالد، وسألنى عما إذا كان هناك إمكانية لأن يتقابل الاثنان، فنقلت هذه الرغبة إلى خالد الذى رحب بقوة قائلا: «أذهب إلى الأستاذ فى أى مكان وزمان، ورجاء إبلاغه أن هذه الخطوة ليس لها علاقة بما ذكره من نقد لجمال عبدالناصر»، وأبلغت الغيطانى والكاتب الكبير يوسف القعيد بهذه الرغبة.

اصطحبت خالد ومعى الصديق أمين إسكندر إلى مركب على النيل، كان يشهد لقاء أسبوعيا كل ثلاثاء بين أديبنا الكبير مع شلة أعمدتها الغيطانى، والقعيد، وفريدة الشوباشى، وزوجها على الشوباشى، وآخرين، وكانوا جميعا ممن حضروا هذا اللقاء، وفور دخول خالد احتضنه الأستاذ نجيب قائلا: «أهلا يا خالد يا غالى يا ابن الغالى»، بدت هذه الكلمات أنها تخرج من قلب الأستاذ، خاصة أنه فور جلوسنا، أضاف: «من ساعة ما قلت أنا سمحته وأنا متأثر.. يادى الكسوف»، فرد خالد: «يا أستاذ إنت تقول اللى إنت عايزه، إحنا ما عندناش غير نجيب محفوظ واحد، ولما نختلف مع آرائك السياسية نختلف بأدب».

استمر هذا اللقاء الحميمى نحو ساعة ونصف الساعة، ومع الكثير من الذكريات التى قيلت فيه، كان خالد بشوشا خجولا هو الآخر من شدة حفاوة الحاضرين به، ورغم أن هذه الخطوة جاءت بخلفية نقد الأستاذ لعبدالناصر، لكنه لما سئل فى الجلسة عن رأيه فى هجوم ثروت أباظة، وأنيس منصور، وعبدالعظيم رمضان، على عبدالناصر؟ رد باختصار: «لا أقرأ لهم، دول حاقدين، وبعدين هم قيمتهم إيه جنب الأستاذ نجيب».








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة