سعيد الشحات

فلنتذكر محمود عوض

الإثنين، 29 أغسطس 2011 08:25 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«من أمام الكعبة الشريفة دعاء لك بالخير، ولمحمود عوض بالرحمة 30 أغسطس ذكرى الرحيل.. طه عوض».

تلقيت هذه الرسالة على تليفونى من الأستاذ والصديق طه عوض، شقيق الكاتب الكبير والأستاذ العظيم محمود عوض، يذكرنى فيه بذكرى وفاة شقيقه التى كانت يوم 30 أغسطس عام 2009، وتأتى ذكراه هذا العام مع تغيرات وتحولات سياسية، ظل يبشر بها طوال حياته.

تعلمت من محمود عوض الكثير بعد أن اقتربت منه فى سنواته الأخيرة، وكان نعم العون الصالح لى فى نصائحه، ومنه أخذت شعاره الخالد لأى صحفى: «الصدق هو أقصر الطرق للوصول إلى قلب القارئ»، وكلما قلبت صفحات من مؤلفاته التى لا تفارق مكتبى كى أتعلم منها، وأتزود من نضارة أسلوبه فى كتابتها، أتأكد أن كل هذا الحب والتقدير الذى حظى به فى حياته وبعد مماته لم يأت صدفة، وإنما جاء بالكد والاجتهاد والصدق والإيمان بأن عظمة الكاتب تأتى من كلمته الصادقة وموقفه الصادق، وعبر هذا المسار أصبح محمود عوض واحدا من أهم كتاب مصر والعرب، ليس بما خط قلمه فقط، وإنما لأنه أصبح مدرسة فى الكتابة الصحفية، يذهب إليها من يريد أن يتعلم أصول مهنة صاحبة الجلالة.

مات محمود عوض، قبل أن يرى مصر التى تغيرت، وكان هو ممن كتبوا وفضحوا ممارسات النظام السابق، ليس من على منابر الخطابة، ولكن من مقالات ومؤلفات ظلت تغذى العقل وتعده للحظة التغيير، ولعل الظروف التى نعيشها الآن على صعيد قضية السلام مع إسرائيل وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد تعيدنا إلى كتابه الهام «وعليكم السلام» الذى ألفه فى عام 1986، وهو بدون مبالغة من أفضل ما كتب عن الصراع العربى الإسرائيلى.

وبقدر ما يتميز كتاب «وعليكم السلام» بالسهولة الممتنعة فى الصياغة وهى عادة محمود عوض، بالإضافة الى حشد المعلومات، بقدر ما حمل نبوءة عما يحدث الآن، فكل كلمة فيه تحملنا إلى أنه لا سلام مع إسرائيل لسبب بسيط، هو أنها كيان عنصرى يعيش على نفى الغير، وبالتالى فإن البقاء إما أن يكون لنا أو لها، ولأن هذا الاختيار حتمى، فلا سلام.
ولأن أثر محمود عوض عظيم، فغدا نلتقى أيضا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة