سعيد الشحات

أبطال محافظة الشرقية

الثلاثاء، 23 أغسطس 2011 08:29 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عودتنا محافظة الشرقية دائما على مفاجآت مؤثرة، تؤكد أنه لا سلام مع إسرائيل، وأن الصراع معها كما قال جمال عبدالناصر: «صراع وجود وليس صراع حدود».

فى ليلة السبت الماضى تسلق ابنها الشاب أحمد الشحات، إلى السفارة الإسرائيلية، معبرا عن شحنة غضب هائلة فى نفوس المصريين مما فعلته إسرائيل بالاعتداء على حدودنا، واستشهاد ستة من جنودنا وضباطنا، صعد إلى مبنى السفارة وأسقط العلم الإسرائيلى ورفع العلم المصرى بدلا منه، ووفقا لما ذكره عن نفسه، هو شاب بسيط يكافح من أجل المعيشة، وأقدم على ما فعله بدافع الوطنية، وقد يرى البعض أن هذا الفعل هو تنفيس رمزى ليس أكثر، لكن الحقيقة أنه رسالة تعبر عن مشاعر العداء الحقيقى الكامن فى نفوس المصريين نحو إسرائيل، نفذها نيابة عن الشعب المصرى، ووجهها إلى من يعنيه الأمر. أحمد الشحات هو ابن الشرقية التى أعطت بروعة ووفرة لتاريخنا الوطنى، فمنها أخذت السلطة أكبر نسبة من عمال السخرة الذين حفروا قناة السويس فى القرن التاسع عشر، وفى نفس القرن أنجبت الفلاح أحمد عرابى الذى قاد ثورة ضد حكم الخديو توفيق، كما أنها المحافظة التى عايشت بشكل خاص حروب مصر مع إسرائيل، لقربها من محافظات القناة، وهى المحافظة التى استشهد فيها أطفال مدرسة بحر البقر بغارة إسرائيلية وحشية عام 1970، وهى عنوان الكرم «الحاتمى»، وتفتخر بأنها عزمت القطار حين حل موعد الإفطار فى رمضان على المسافرين. فى مرحلة السلام مع إسرائيل التى يرفض المصريون أن تتحول إلى خنوع واستسلام، أعطتنا «الشرقية» نموذجين من البطولة، هما الجنديان، سليمان خاطر، وأيمن حسن، الأول قتل 7 إسرائيليين عام 1985 وقت خدمته الليلية فى منطقة رأس برجة بجنوب سيناء، لإصرارهم على الدخول فى منطقة أمنية محظورة، وحكم عليه بالمؤبد، ثم مات فى السجن ومعه لغز موته، وحتى الآن لا يصدق أهله ومن عرفوه الرواية الرسمية التى قالت إنه انتحر، وفى عام 1990 جاء أيمن حسن الذى قتل 21 إسرائيليا بعد أن رأى جنديا يمسح حذاءه بالعلم المصرى.

الآن سار أحمد الشحات على نفس الدرب بأسلوب مختلف، لكنه درب المقاومة التى تدهشنا به محافظة الشرقية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة