خالد فاروق

الديناصور وطائر الرخ وضابط الشرطة!

السبت، 30 يوليو 2011 09:52 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى أحد شوارع مدينة الشيخ زايد الهادئة فى حوالى الساعة السادسة مساءً تعترض مجموعة من البلطجية سيارة ملاكى تقل رجل شاب وأسرته مشهرة السيوف والسنج فى وجهه وينجح الرجل فى الإفلات منهم ولم ينجح البلطجية سوى فى تحطيم الفانوس الخلفى للسيارة ، ويسرع الرجل عائداً إلى منزله وأسرته فى حالة انهيار وأطفاله انتابتهم حالة من الهلع والذعر.

توجه الرجل إلى قسم مدينة الشيخ زايد للإبلاغ عن الواقعة والمفاجأة أنه لم يجد سوى أمين شرطة واحد داخل القسم الذى يسع لقوام مديرية أمن، وقص عليه ما حدث ووعده أمين الشرطة بإحضار البلطجية إلى القسم لأنه يعرف أماكنهم ووعد الرجل بالاتصال به فور القبض عليهم، وانتظر الرجل يوما ويومين ولم يتصل به أمين الشرطة حتى الآن.

أعلم أن البلطجة أصبحت هى السمة الغالبة الآن فى كل ربوع مصر وما نقرأه على صفحات الجرائد ونشاهده فى التليفزيون قليل من كثير، وهذا الوضع المتردى هو نتيجة طبيعية للدور المخذى الذى تلعبه الشرطة بشكل منظم وممنهج، أنا أعلم أن هناك قلة من ضباط الشرطة الشرفاء الذين لم يتركوا أماكنهم حتى الآن ويدافعوا بكل قوة عن شرف المهنة ولكنهم كما قلت قلة لا يمكن أن تدركهم العين المجردة وإذا أردت التحقق من هذا الكلام فانزل إلى الشارع المصرى ليلاً لكى تشاهد بعينك فى شوارع مصر الرئيسية والمواطن العادى ينظم المرور تطوعاً لأن رجل المرور فى إجازة، قد تشاهده بعض الوقت خاصة فى ساعات النهار لكنه غائب فى ساعات الليل، نعم لأن الليل موحش ومرتع للبلطجية وقطاع الطرق.

لا أعلم إلى متى تستمر تلك القبضة الحريرية للقوات المسلحة لهذا الإنفلات الأمنى والاستهتار من جانب الشرطة، ولماذا لا نطبق الاقتراح بتدريب بعض خريجى كليات الحقوق على كيفية استخدام السلاح وبعض فنون القتال ويتم إعدادهم لتولى مهام ضباط الشرطة المتقاعسين عن أداء واجبهم تجاه الوطن.

ليعلم ضباط الشرطة أن مصر بعد 25 يناير2011 لن تعود كما كانت من قبل فمن يريد أن يكون ضابطاً ينفذ القانون ويحمى المواطنين من بطش المجرمين والبلطجية فأهلاً به، ولكن من يريد أن يكون ضابط شرطة ليستغل نفوذه فى الظلم والتنكيل بالمواطنين دون وجه حق فلا مكان له فى هذا الوطن الحر.

لا نريد ضباطاً يجلسون فى مكاتبهم المكيفة وينصرفوا بعد ذلك إلى منازلهم، فعلى الضباط الذين لا يريدون أداء واجبهم تجاه وطنهم أن يتقدموا باستقالاتهم أو يجبروا على ذلك ويبحثوا عن عمل آخر ليس به مخاطر ولن يلومهم أحد ، فمصر الآن تحتاج إلى سواعد رجالها لبناء وطن حر لا مكان فيه لفاسد أو خائن للأمانة ، فمصر قادرة على النهوض من كبوتها واستعادة هيبة الأمن المفقودة فستظل دائماً رغم أنف الحاقدين وخفافيش الظلام بلد الأمن والأمان، ولن ننتظر حتى يصبح رجل الشرطة فى مصر كالديناصور أو طائر الرخ لا نجده سوى فى الأساطير والروايات.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة