سعيد الشحات

مصانع الوزراء

الإثنين، 18 يوليو 2011 08:26 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما يكون الدكتور عصام شرف قد أعلن عن تشكيله الوزارى حين ترى هذه السطور النور، ومع ذلك هناك الكثير مما يقال حول القوائم التى تم اقتراحها عليه من قوى سياسية مختلفة عليه، والنتائج التى قد تترتب على عدم الأخذ بها.

الطبيعى أن القوى السياسية التقليدية والجديدة، التى طرحت هذه القوائم، ترى أنها عثرت على الكفاءات المؤهلة لقيادة المرحلة المقبلة، ومع تعدد هذه القوائم سنجد أننا أمام ما يقرب من مائة اسم، فى حين أننا أمام وزارة قد يتراوح عددها فى حدود 20 اسمًا، وإذا أضفنا إليهم عدد المحافظين سيكون الاحتياج فى حدود 50 اسمًا.

ولو افترضنا أن الدكتور عصام شرف قد أخذ 50 اسمًا من بين المائة، ستبقى الـ50 الأخرى خارج التصنيف، أما إذا كان لديه وجهة نظر مخالفة لكل هذه القوائم، واختار حسب ما يراه هو، ستبقى هذه القوائم وكأنها لم تكن، فهل سيكون بذلك قد خرج عن الصف الوطنى؟.

قبل الإجابة عن هذا السؤال، نقول إن أهم ما فى طرح هذه القوائم، أنها تكشف عن كوادر هامة وكفاءات فى مجالها، بعد أن كان هناك شعور بأن مصر نضبت من الكفاءات، وأن مصانع التفريخ لها لم تعد كما كانت، وهناك تعبير شهير راج عن مبارك وهو «اختيار وزير مش بالسهل»، وبقدر ما كان هذا التعبير المغلوط ينم عن عدم ثقة مبارك فى الشعب الذى يحكمه، بقدر ما كان دليلا عفويا على أنه على رأس نظام لا يريد صوتا إلا صوته.

لا تقف الفائدة من طرح هذه القوائم على أنها كشفت عن كوادر لم يتم الالتفات إليها من قبل، وإنما عبرت عن روح المشاركة الشعبية فى اختيار الوزراء، لكن يبقى التأكيد على أنها تعبر عن وجهة نظر سياسية لمن يطرحونها قد تتعارض مع بعضها، وبالتالى فمن الأوفق أن يكون التعامل مع عصام شرف على أنه صاحب الحق الأصيل فى اختيار معاونيه، لأنه سيكون هو المسؤول الذى سيتم محاسبته فى حال إخفاقه، والأوفق أن يتم إخضاع الحكومة المقبلة لبرنامج محدد، يتم المحاسبة عليه سواء كانت هذه الحكومة ممن طرحتها القوى السياسية أو اختارها شرف.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة