سعيد الشحات

غضب من الدكتور زويل

الإثنين، 06 يونيو 2011 08:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رأى عالم نوبل الدكتور أحمد زويل أن مصر لم تعد بلدا زراعيا، وهذا ما ذكرته فى مقالى أمس الأول، غير أن هذا الرأى أغضب خبراء زراعة، وعبروا عن هذا الغضب فى اتصالات هاتفية، كان أكثرها حدة وغضبا من الصديق الدكتور محمود عمارة، وهو إلى جانب باعه الطويل كرجل أعمال فى مجال الزراعة، كاتب متألق أيضاً.

وأعلم حماسه لمشروع زويل العلمى من أجل مصر، والذى وصل إلى حد طرحه مبادرة على رجال الأعمال منذ عامين تقريبا، يدعوهم فيها إلى تبنى المشروع، لكنه يرفض رأى زويل فى أن مصر لم تعد بلداً زراعياً، ويؤكد أن هذا الرأى يعبر عن نظرة غير صحيحة للزراعة، فى وقت تعتمد فيه دول متقدمة مثل فرنسا وأمريكا على الزراعة بقدر ما تعتمد على التكنولوجيا، وأنه لا يجوز أن تبقى نظرتنا هكذا متدنية للزراعة.

وإذا كنت أتفق مع الدكتور عمارة فى رأيه، فإننى فى الوقت نفسه، أضع رأى الدكتور زويل فى سياق آخر، وهو أن الحكومات السابقة تركت الفلاح المصرى فى العراء، يواجه غول الأسعار فى مستلزمات الزارعة، ورخص ثمن غلته، وأهدرت قيمة أن يكون للفلاح جمعية ومرشد زراعى، كما كان فى الماضى، يعينه على تقدم زراعته، وأدمنت لعبة إغراقه بديون البنك الزراعى، والنتيجة أننا لم نعد بلدا يكفيه غذاؤه، ولم نعد بلدا يتغنى فخرا بأن قطنه طويل التيلة هو الأجود فى العالم، ولم نعد بلدا له قيمة نوعية فى إنتاج محصول زراعى معين يصدره إلى العالم، ولم يعد الفلاح مرفوع الرأس فخرا بما يقدمه لبلده، وفى الإجمال أصبحت الزراعة عبئا على الفلاح، خاصة هؤلاء الذين يفلحون فى مساحات صغيرة.

كيف تعود مصر بلدا زراعيا؟

السؤال ليس مطروحا على الحكومة وفقط، وإنما وبعد ثورة 25 يناير، نحتاج إلى مبادرات شعبية تعيد الاعتبار إلى الزراعة، وأظن أن الدكتور عمارة لديه الكثير عن مثل هذه المبادرات، ووقتها من المؤكد أن أول الذين سيتراجعون عن رأيهم هو الدكتور زويل نفسه.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة