أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

أنا متظاهر لأن الجوع كافر

السبت، 28 مايو 2011 03:44 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما معنى ما يحدث فى ميدان التحرير الآن، من إصرار المئات من المواطنين على الاعتصام والبقاء داخل الخيام للتأكيد على ما أسموه بمطالب ثورة الغضب الثانية؟ ما معنى أن يحاول هؤلاء المئات فرض رأيهم ومطالبهم أيا كانت، باعتبارها المطالب الثورية المقدسة التى لا يأتيها الباطل من أمامها ولا من خلفها!
ما معنى أن يكون ميدان التحرير ملتقى جميع السلطات التشريعية التى تسن القوانين والقضائية التى تطالب بإعدام المتهمين دون محاكمة، والتنفيذية التى تطبق القانون على الجميع ما عدا الموجودين طبعا فى الميدان، لأنهم مثل جميع الذين يدعون امتلاك الحقيقة أو التحدث بالوكالة عن الله فوق البشر العاديين وفوق القانون!
لا أجد أى معنى فيما يحدث الآن فى ميدان التحرير اليوم السبت، إلا ما يمكن تسميته عدم النضج أو عدم الوعى لدى كثير ممن يرفعون شعارات الدفاع عن الثورة المصرية أو يعلنون خوفهم من سرقتها أو ضياعها، فهناك فرق بين أن تضغط لتنفيذ المطالب الثورية وأنت تعلم ماذا تحقق وما لم يتحقق بعد، وكيف يمكن الدفع لتحقيقه، وبين أن تحترف المطالبة وأنت تظن أنك تؤدى كل ما عليك ما دمت تطالب، دون أن تفكر لحظة أن عليك أن تطالب نفسك بالعمل، وأن توجه المطالب نفسها إلى من يتبنون مبدأ "المطالبة هى الحل"!
أولويات المرحلة الراهنة من وجهة نظرى، ليس من ضمنها المزيد من المظاهرات والاعتصامات، وإن كان من أولوياتها المحاسبة للحكومة والمجلس العسكرى، خاصة فى الملفات الثلاثة الأكثر أهمية، محاسبة جميع المسئولين عن قتل شهداء الثورة، وإعادة تأهيل جهاز الشرطة لتحقيق الاستقرار الأمنى وتوفير الحاجات الأساسية للمواطنين، بحيث يشعر المواطن العادى بالفارق بين ما قبل 25 يناير وما بعده.
وإذا كان ثمة حسنة فى مظاهرات الأمس الحاشدة فى القاهرة والمحافظات، أنها أثبتت لجميع المراقبين أن الشارع لا يسيطر عليه الإسلاميون، لا الجماعات السلفية التى رفضت المشاركة فى ثورة 25 يناير من منطلق رفض الخروج على الحاكم، حتى لو كان ظالما، أو الإخوان الذين شاركوا متأخرا وإن أثبتوا صلابة فى الدفاع عن مكتسبات الثورة فى الميدان، لكنهم أصيبوا بلوثة من الغرور بعد انتهاء الثورة، وأصبحوا يتصرفون باعتبارهم قادة الشارع والمسئولين عن تشكيل الحكومة المقبلة.
ما يحدث الآن فى ميدان التحرير يثبت أن تجاهل المجلس العسكرى وحكومة الدكتور شرف لدور وأهمية الإعلام والثقافة فى بناء الوعى العام، خطأ لا يجب أن يقعوا فيه، مثلما وقع فيه نظام مبارك الذى أهمل مصادر القوة الناعمة لمصر، وما يمكن أن تؤديه على الجبهتين الداخلية والخارجية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة