محمد أشرف

ثورتنا لم تنتهِ بعد

الثلاثاء، 15 فبراير 2011 06:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تنتهِ الثورة حتى الآن، فهناك ثورة أكبر بكثير، وهى النهوض بمصر شعباً وحكومةً، والأهم عدم إهدار دم شهدائنا، فلننسى كل ما فات، ونبدأ معاً فى البناء وسط الأجواء الديمقراطية وعصر الحريات، وليعرف كل فرد فى شعب مصر أن دوره أكبر من دور أى حكومة ستأتى، لأنه العنصر الأساسى فى النجاح، فلا ننسى أن الشعب هو من أسقط النظام وليس العكس، إذاً الشعب هو من بيده أيضاً تثبيت أى نظام أو حكومة.

لم يجنِ جيل الثورة أى ثمار، فنحن نعمل لأجيال مصر القادمة حتى تجنى ثمار ما فعلناه، بل علينا الاستمرار فى تقديم المزيد، للنهوض بمستقبل مصر، لأننا أصبحنا شعباً يحكم رئيساً بشرعيته، لذلك أتمنى أن يكون رئيس مصر القادم ليس حزبياً.

هناك فرق بين رئيس ينتمى لحزب ورئيس حر، فالرئيس الحزبى سيكون حوله الكثير من علامات الاستفهام، خاصة فى حين تشكيل حكومة ائتلاف وطنى، فمثلاً سيقول البعض لماذا لم تعطَ حقيبة الخارجية للحزب "س"، وحقيبة التعليم للحزب "ص" وهكذا، حتى ولو كانت هناك عدالة فى توزيع الحقب الوزارية، فتلك هى الطبيعة البشرية، بينما إذا كان لا ينتمى لأى منهما سيعملون فى صمت لإثبات نجاح كل منهما فى حقيبته الوزارية.

الرئيس الحر، أعنى "غير الحزبى"، سيحكم بشرعية الفكر الشعبى، وليس بفكر الحزب أو التنظيم السياسى الذى ينتمى إليه أياً ما كان، سيحكمه فكراً شعبياً خالصاً وليس فكراً حزبياً يختلف معه البعض ويتفق معه الآخر، ففى ذلك لن تصبح دولة ديمقراطية بمعنى الكلمة، لأن الحزب الحاكم سيحتاج إلى فرض فكره وسيطرته على الباقى، سواء أحزاب أو جماعات، وذلك ضد أى نوع من أنواع حرية الرأى أو الديمقراطية.

لم ننسَ ما عانيناه على مدار 30 عاماً فى ظل حكم الحزب الوطنى الديمقراطى، الواجهة الوحيدة للأحزاب من حيث الأغلبية فى مجلسى الشعب والشورى، لم يخرج تشكيل الحكومة إلا من داخل الحزب، الاستيلاء على كل مؤسسات الدولة، كان ينقصنا فقط أن يسمى نهر النيل بالنهر الوطنى الديمقراطى، نريد ألا نخطأ مرة أخرى.

لنبادر جميعاً من الآن لنجعلها دولة مؤسسات وليست دولة أحزاب، أعنى رئيساً بلا حزب، وحكومة ائتلاف وطنى من كل الأحزاب والقوى السياسية فى مصر، حتى لا نقع فى نفس أخطائنا السابقة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة